4 دقائق قراءة

بعد فوزهم بالأوسكار، مدير الخوذ البيضاء:مازال هناك أمل في سوريا مازال هناك حياة

حاز فيلم الخوذ البيضاء، وثائقي يتابع مجموعة من متطوعي الدفاع […]


حاز فيلم الخوذ البيضاء، وثائقي يتابع مجموعة من متطوعي الدفاع المدني الذين ينفذون عمليات البحث والإنقاذ عبر سوريا، على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي قصير في حفل توزيع جوائز الأكاديمية التاسع والثمانين، الأحد.

ويسجل الفيلم وهو من إخراج المخرج السينمائي البريطاني أورلاندو فون إنزدل أعمال الدفاع المدني المعارض، وفرق البحث والإنقاذ، والإسعاف الأولي والمساعدين الطبييين؛ وجميع الذين يرتدون الخوذ البيضاء في مناطق سورية الخاضعة لسيطرة الثوار.

ولكن مدير الدفاع المدني والذي خطط لحضور حفل الأوسكار وأحد المصورين السينمائيين تغيبا بشكل ملحوظ عن الحفل لأسباب مختلفة.

 كلمة قبول جائزة الاوسكار لرائد الصالح. حقوق نشر الفيديو لـ الدفاع المدني السوري.

رائد الصالح، مدير الدفاع المدني في سوريا ألغى رحلته في ظل قصف النظام المتزايد عبر مناطق المعارضة في سورية.

وقال رائد الصالح لمراسلة سوريا على طول نورا حوراني، “رغم أني أعلم جيداً أهمية الأوسكار في إيصال الرسالة، ولكن حزمت أمري (بعدم الحضور) عندما رأيت التصعيد الكبير للقصف مؤخراً في العديد من المناطق ومنها درعا والباب وكذلك الغوطة وحمص، وآثرت المطلب الانساني”.

خالد الخطيب، عضو في الدفاع المدني، وعمل كمصور سينمائي للفيلم، مُنع من السفر إلى الولايات المتحدة. وفقط قبل موعد مغادرته من تركيا، أعلمه مسؤولوا الهجرة أنه غير مخوّل بالسفر لأن جواز سفره غير صالح. وكان الخطيب حصل على فيزا أميركية من أجل الرحلة في الأسبوع الماضي. ورغم أنه لم يحضر حفل توزيع الجوائز، إلا أنه سجل خطاب قبول وامتنان بالجائزة بالنيابة عن أصحاب الخوذ البيضاء. وفق ما يظهر الفيديو.

رائد الصالح، مدير الدفاع المدني في سوريا، يتنقل في العيش مابين تركيا وسورية. ويشرف الصالح على جهود المنظمة الإنقاذية في شتى أنحاء المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

هل من الممكن أن تتحدث عن قرارك بعدم حضور حفل الأوسكار يوم الأحد؟

في الواقع حفل الأوسكار مهم جداً لنا ولكن في اللحظات الأخيرة اتخذت قراري بعدم السفر،  بسبب ضغوط العمل الكثيرة جدأ حيث كان هناك حالات صعبة لا بد أن أُشرف عليها بنفسي.

كما كان هناك أعمال متراكمة من العام الماضي بسبب عدة اجتماعات للدفاع المدني على مستوى القيادة في كل سوريا وكان علينا إنجاز كل شيء على مستوى السنة المقبلة.

وترددت كثيراً في البداية ولكن حزمت أمري عندما رأيت التصعيد الكبير للقصف مؤخراً في العديد من المناطق ومنها درعا والباب وكذلك الغوطة وحمص وآثرت المطلب الانساني رغم انني أعلم جيداً أهمية الأوسكار في إيصال الرسالة.

رائد الصالح، مدير الخوذ البيضاء في باريس، في 19تشرين الأول عام 2016. حقوق ننشر الصورة لـجوفري فان دير هاسيلت /وكالة أنباء الأناضول/صور جيتي 

قلت أن جائزة الأوسكار هي منصة لنقل رسالة من الدفاع المدني، فما هي رسالة الفيلم التي تأمل بإيصالها للمجتمع الدولي؟

الرسالة الأساسية التي نطمح ونعمل على نقلها أنه ما زال هناك أمل في سوريا. مازال هناك حياة وأبطال يعملون لبناء المجتمع وإعادة الأمن والاستقرار.

رسالتنا أن نضيء شمعة في هذه العتمة وأننا موجودون، فسوريا ليست فقط تنظيم الدولة والأسد، هناك أبطال ينقذون حياة الأطفال كل يوم ويعلمونهم الأمل، وللأسف ربما لم نستطع إيصال كل الرسائل ولكن استطعنا توصيل الرسالة الأهم.

هل يمكن أن تصف لنا ما يعنيه لك هذا الفيلم الوثائقي والثناء الدولي الذي تلقاه وتأثيره على عناصر الدفاع المدني السوري؟

اثناء تصوير الفلم والعمل عليه كنا نحاول إظهار روح الفريق التي يتمتع بها الدفاع المدني والشجاعة التي يُمثلها المواطن السوري المتطوع والتي يبديها في مساعدة أهله. وهذا الثناء أعطانا دافعا معنويا قويا لتطوير أعمالنا وأسلوبنا وفرقنا وتحسين الخدمات التي نقدمها للمدنيين.

  • خالد الخطيب،21عاماً، مسعف ومصور في الدفاع المدني. عمل كمصور سينمائي في فيلم الخوذ البيضاء

كان من المفترض أن تحضر الأوسكار يوم الأحد كواحد من المصورين لـ “القبعات البيضاء”. ولكن، تم منعك من السفر إلى الولايات المتحدة، على الرغم من أن  امتلاكك الفيزا. هل يمكن أن تخبرنا عن ما حدث في المطار؟ وما سبب منعهم سفرك إلى أميركا؟

حصلت على الفيزا الأمريكية الجمعة الماضية في 17/2 وكان من المفترض أن أسافر (إلى لوس أنجلوس) يوم الثلاثاء 21/2 إلا انني توقفت في المطار (في تركيا) وتم إخباري بأن السبب هو أن جواز السفر غير صالح  ومنذ يوم الثلاثاء حتى صباح الأحد وأنا أحاول بشتى الوسائل الممكنة الحصول على موافقة للسفر من الجانب التركي كبديل لجواز السفر ولكن للأسف لم احصل على موافقة.

خالد الخطيب، حقوق نشر الصورة لـ مجلة لها

ما هو رد فعلك الأول حين علمت أنك غير مخول بالسفر؟

بالتأكيد شعرت بالحزن والأسف لما حل بي بشأن جواز السفر وهو أيضا ما يعانيه آلاف السوريين ومنهم من فقد بالقصف كل ما يملك من ثبوتيات وأوراق وبسببها حرموا من فرص كثيرة في العمل والسفر والعلاج.

أتمنى ايجاد حل سريع لهذا الموضوع بالرغم أنه لا حل يلوح بالافق حالياً.

ماهي رسالتك للعالم من خلال هذا الفيلم؟

الرسالة التي كنت أريد توجيهها في حال فوز هذا الفيلم أو ترشحه أنها تعتبر بمثابة اعتراف بمصداقية الدفاع المدني ومصداقيته بنقل الحقيقة، ونقل ما يعانيه الشعب السوري من ويلات القصف المستمر كل يوم.

وبعد مشاهدة هذا الفيلم سيأتي دوركم بمساعدتنا لنشر ونقل ما يحدث في سوريا والعمل على وقف شلال الدم المستمر.

كيف تشعر حيال الثناء من المجتمع السينمائي في أمريكا، وفي نفس الوقت عدم استطاعتك الذهاب الى حفل لتلقي هذا الاعتراف الذي تستحقه؟ وهل هذه المفارقة محطبة بالتسبة لك؟

نحن سعيدون جداً لترشيح الفيلم للأوسكار، أحد أهم المنصات الإعلامية العالمية للأفلام وهذا بالنسبة لي أهم من حضوري رغم أنني حاولت الحضور قدر الإمكان وبمجرد الترشيح فإن العدد الأكبر من الناس حول العالم سوف تشاهد الفيلم، وسوف يأخذ صدى كبيرا.

وما يهمنا أن يرى العالم معاناة الدفاع المدني والعمل الجبار الذي يقومون به لإنقاذ الأرواح، بالإضافة إلى تسليط الضوء على ما يجري لأهلنا في سوريا من قصف وقتل مما سيعطينا حافزا وتفاؤلا أنه ما زال هناك من يدعمنا ويؤيدنا ويشجعنا على الاستمرار بما نقوم به من عمل إنساني والذي سوف يتوج بالسلام إن شاء الله.

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال