4 دقائق قراءة

بعد هدوء استمر شهرين: النظام يقصف حي الوعر

استمر النظام في حملته على الوعر، آخر الأحياء التي يسيطر […]


استمر النظام في حملته على الوعر، آخر الأحياء التي يسيطر عليها الثوار في مدينة حمص، الخميس، لليوم الثالث على التوالي، وفق ما قالت مصادر محلية لسوريا على طول، ضارباً اتفاقية الهدنة عرض الحائط وناسفاً أكثر من شهرين من الهدوء.

وجاءت حملة النظام البرية والجوية على الوعر “رداً” على نيران قناصة من جهة الحي، وفق ما ذكر موقع المصدر نيوز، الموالي للنظام، الأربعاء. وحتى وإن كان هذا صحيحاً، يبدو أن الرد كان انتقامياً ويستهدف المدنيين بشكل عشوائي في الحي ذي الكثافة السكانية، بالغارات الجوية والقصف البري.

ولم تأت وكالة أنباء سانا الحكومية على ذكر أية غارات على الوعر، في حين نفت الوسائل الإعلامية المعارضة ذلك وقالت أن هذه المزاعم “لا تمت للحقيقة بصلة”.

وذكرت صفحة الوعر 24، الموالية للمعارضة “وسائل إعلام النظام (…) يقولون إن مقاتلي الوعر هم من قاموا باستهداف النظام وبأن النظام يردّ على مصادر النيران، هذا الكلام عار عن الصحة نهائياً، وهو ذريعة لقصف الحي كعادتهم، وكل الأماكن التي تم استهدافها حتى اللحظة هي مناطق سكنية بامتياز”.

واستهدفت اسطوانتان متفجرتان حي الوعر المكتظ بالسكان، الخميس، وقتلت أحد المدنيين، وفق ما قالت مصادر موالية للمعارضة لسوريا على طول. وجاء الهجوم بالإسطوانات بعد يوم واحد، من قصف القوات الموالية للنظام للحي الذي تبلغ مساحته 4 كيلومترات مربعة، والذي يأوي 50000 نسمة، بالغارات الجوية وقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة. وأصيب عشرات المدنيين، وكان هناك الكثير من حالات البتر، نتيجة نقص العلاج اللازم في الحي المحاصر. 

وذكرت وكالة أنباء سانا الحكومية أن “عبوة ناسفة زرعها إرهابيون” قتلت ثلاثة أشخاص، وأصابت اثنين في ساحة الزهراء بمدينة حمص، الخميس.

ويمثل قصف النظام للوعر لليوم الثالث على التوالي، التصعيد الأعنف على ريف حمص الغربي منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في سورية في كانون الأول.

ولم تحاول قوات النظام والميليشيا الحليفة اقتحام الحي منذ بدأ القصف الثلاثاء. إلا أن الأهالي داخل الوعر يصفون المشهد بـ”المفزع والمريع”.

وقال جلال تلاوي، ناشط ومراسل وكالة سمارت، لسوريا على طول من داخل الوعر، الخميس، “ركضت الأهالي فوراً الى الملاجئ وهناك حالة من الرعب والذعر تسكن الأهالي في هذه اللحظات”، بعدما هوت اسطوانتا غاز داخل الحي في الساعة الثالثة، بالتوقيت المحلي. وأشار إلى أن “الأهالي قاموا بدفن موتاهم ليلاً، خوفا من عودة القصف عند الدفن في الصباح”.

وقُتل 13شخصا من أهالي الوعر منذ بداية القصف، الثلاثاء، مع عشرات الجرحى في غرف الإسعاف، وبعضهم في حالات حرجة، و”لرقم مُرشح للزيادة”، وفق ما قال محمد أبو حمزة، إعلامي ضمن كادر الدفاع المدني في حي الوعر، لسوريا على طول، الخميس.

وحي الوعر، هو آخر معقل للثوار في مدينة حمص، بعد أن غادر المقاتلون حمص القديمة كجزء من اتفاقية واسعة النطاق، في أيار عام 2014. وفي أواخر 2015، التقى مفاوضو النظام والثوار ليناقشوا اتفاقية الاستسلام، إلا أن المحادثات لم تؤت أكلها.

وفي آب، وافق ثوار الوعر على الخروج من الحي مقابل إطلاق سراح أكثر من 7300 من المعتقلين لدى النظام. وكان أكثر من 600 مقاتل ثوري وعوائلهم غادروا إلى ريف حمص الشمالي، من خلال اتفاقية آب، إلا أن النظام لم يحرر سوى 194 معتقلاً.

وتعثرت المفاوضات في آواخر تشرين الثاني بعد موجة هجمات للنظام على الحي، استمرت لشهر، وراح ضحيتها أكثر من 20مدنياً وأصيب خلالها 150 آخرين على الأقل، وذلك قبل أن ينضم المفاوضون الروس إلى المحادثات، وفق ما ذكرت سوريا على طول، آنذاك.

القصف على الوعر اليوم طيلة يوم الأربعاء. حقوق نشر الصورة لـ تجمع ثوار سوريا 

وإلى يوم الخميس، “لم تنقطع الاتصالات بين الطرفين: لجنة التفاوض في الحي والنظام”، وفق ما قال أحد المفاوضيين من حي الوعر، لسوريا على طول، وطلب عدم ذكر اسمه. وأشار إلى أن مغزى النظام من التصعيد “أن يكون سقف المفاوضات هو ايقاف القصف وإدخال المساعدات، ليس إلا، دون إحراز اي تقدم من وراء عمليات المفاوضات مع المعارضة”.

وظلت قضية إطلاق سراح المعتقلين مسألة عالقة في محادثات الوعر. وانهارت جولة مفاوضات سابقاً في أذار الماضي، وسط اتهامات للنظام بأنه نكث بوعده بتحرير المعتقلين، وفق ما ذكرت سوريا على طول، في ذلك الوقت.

وأكد الرئيس بشار الأسد في يوم الثلاثاء، في مقابلته مع وسائل إعلام بلجيكية في دمشق، أن وقف إطلاق النار في سورية المبرم في أنقرة “لم يمت” وأن “من الطبيعي أن تحدث انتهاكات في كل وقف إطلاق للنار في أي مكان في العالم”.

لكن بالنسبة لأهالي الوعر، فإن هجوم النظام جاء “مفاجئاً”، بعد أكثر من شهرين من الهدوء النسبي. وقال عدنان خليل،30عاماً، فقد ابنته الصغيرة،  في يوم الأربعاء، حين استهدف منزله بصاروخ أرض-أرض. وزوجته الآن بحالة حرجة، “مازلت في حالة صدمة أمام كل مايجري في الحي”.

وختم حديثه لسوريا على طول بالقول “ما ذنب زوجتي وطفلتي ماذا فعلا ليكون هذا مصيرهما وهما في منزلنا”.

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال