2 دقائق قراءة

تجارة الموت وبورصة القبور.. تلد للحياة سبيلا

في دمشق، أصبح الموت تاجراً مهماً ومتطلِباً جدا،ً وبالحرب في […]


8 نوفمبر 2015

في دمشق، أصبح الموت تاجراً مهماً ومتطلِباً جدا،ً وبالحرب في عامها الخامس غنياً ومترفاً، والفقراء في بحثهم عن الحياة، تعاملوا معه، وفتحوا باب ما يسمى بـ”بورصة القبور”،فهي تعود عليهم بمبلغ مادي جيد، ففي تجارة الموت ما يلد للحياة سبيلا.

“ارتفاع ثمن شراء القبر بشكل جنوني بسبب قلته وازدياد أعداد الشهداء، ألهم الفقراء ممن يملكون قبراً لعائلتهم ببيعه لتأمين قوت يومهم”، وفق ما قال أبو صلاح الميداني، ناشط من أبناء دمشق، لنورا حوراني، مراسلة في سوريا على طول.

ما سبب أزمة القبور؟ وإلى أي مدى ارتفعت أسعارها؟

أزمة القبور موجودة من قبل الثورة في دمشق حصرياٌ بسبب قلة مساحات مقابر العاصمة واكتظاظها، ولكن تفاقمت هذه الأزمة خلال الثورة، بسبب ازدياد عدد الشهداء والضحايا وخطورة الدفن بالأرياف جراء الحرب والحصار، الأمر الذي أدى الى ارتفاع اسعار القبور بشكل مخيف، حيث يتراوح سعر القبر من 750 ألف ليرة سوري الى 2 مليون ليرة، حسب المقبرة والمنطقة وتربتها وحتى بعده أو قربه عن باب التربة.

لماذا لجأ الناس الى بيع القبور؟ وكيف تتم عملية البيع؟

ارتفاع ثمن شراء القبر بشكل جنوني، ألهم الفقراء ممن يملكون قبراً لعائلتهم ببيعه لتأمين قوت يومهم، لا يملكون سوى تجارة الموت ليجدون للحياة سبيلا، فراتب الموظف الشهري لا يتعدى الـ70 دولار فقد ارتفع سعر الدولار في اليومين الماضيين ليتعدى 370 ليرة مقابل الدولار، والناس جائعة ويائسة.

والقبور لا تباع إلا بسعر السوق السوداء بين المواطنين أنفسهم، أي ان السعر المسجل على الورق الرسمي غير السعر المقبوض، ففي “بورصة القبور” يسجل سعر بسيط على الورق بينما يتفق البائع والشاري على مبلغ آخر، ويباع كما تباع البيوت ويورث أيضاً حيث يتم فراغه بمكتب الدفن وكل قبر له رقم و رمز ومسجل باسم شخص ما.

ماذا عن الناس التي باعت قبورها او الناس التي لاتملك قبراً؟

هؤلاء الناس يقدمون طلب للمحافظة للحصول على قبر، ولكن هناك شروط  منها أن يكون الشخص عمره 60سنة وما فوق،  ولكن هذا صعب ويحتاج لوقت وواسطة، لأن الأولوية لقتلى النظام من العسكريين والدفاع الوطني، أو أن يشتري قبرا في مقبرة “نجها” الكبيرة بريف دمشق وهي بعيدة عن العاصمة، ويفترض أنها رخيصة، فسعر القبر يرتبط بقرب المنطقة من مركز العاصمة أو بعدها، ومع ذلك وصل الآن سعر القبر فيها لـ 150 ألف ليرة سورية تقريبا، ولا يعتبر ملكاً، إذ لا يمكن بيعه ولاتوريثه، وهو مبلغ  كبير أيضاً، ومن ليس لديه المقدرة المادية للشراء يستخدم قبور يملكها احد افراد عائلته ويتم دفن الميت فوق أحد من أقربائه، إذا مر الوقت الشرعي وهو 7 سنوات وما فوق.

شارك هذا المقال