3 دقائق قراءة

تدمر تفقد 30% من آثارها والحكومة السورية غير قادرة على ترميمها

استولى تنظيم الدولة في  شهر أيار، من العام الماضي، على […]


26 أبريل 2016

استولى تنظيم الدولة في  شهر أيار، من العام الماضي، على مدينة تدمر الأثرية، في محافظة حمص. وعلى مدى الأشهر العشرة التالية، استخدم مقاتلو التنظيم المدرج الأثري في المدينة لتنفيذ عمليات الإعدام العلنية، وفي تلك الأثناء قاموا بتدمير بعض من مواقع التراث العالمي لليونسكو، ومعظم المعالم الأثرية والتحف الثمينة، بشكل منهجي.

ومنذ ما يقارب الشهر، تمكن الجيش السوري، وبدعم من القوات الجوية الروسية، من استعادة تدمر، بعد أيام من المعارك العنيفة، التي سوت عدة أحياء في المدينة على الارض.

وعندما سمعت خبيرة الآثار سارة نور الدين، التي تعيش في دمشق الخاضعة لسيطرة النظام، وتعمل في المتحف الوطني، أنه تمت استعادة تدمر “شعرت بالسعادة والبهجة”، حسب ما قالته لمراسلة سوريا على طول، بهيرة الزرير.

وبعد ثلاثة أيام، سافرت نور الدين مع غيرها من المختصين والخبراء بعلم الآثار، لترى بنفسها ما حل بـ”عروس الصحراء”، كما يسميها السوريون. حيث رأت نور الدين الأضرار التي لحقت بالمعبدين الرئيسيين، وقوس النصر والمقبرة القديمة.

وقالت نور الدين “لايزال الخبراء يعملون لتحديد حجم الأضرار بدقة، ولكن حتى هذه اللحظة، فإن نسبة الدمار هي 30%”.

وقالت إن “تنظيم الدولة هو من دمر ونسف الآثار في تدمر وعن قصد، وإن قوات النظام اذا كانت تقصف فلم يكن هدفها أبدا” تدمير الآثار في تدمر، لأن تدمر “تعني تراثنا الإنساني العريق، الذي تتمثل به حضارات الأجداد والأسلاف، ولآثار تدمر قيمة عريقة من كافة الجوانب الحضارية الانسانية والفكرية والثقافية”.

 

المتحف الوطني في تدمر، في وقت سابق من هذا الشهر. صورة نشرتها وكالة سانا

 

كنت في تدمر مع خبراء آثار بعد ثلاثة أيام من تمكن الجيش السوري من استعادة المدينة، ماهي أبرز الأثار التي دمرتها المعارك في المدينة؟

من أبرز الأثار المدمرة التي شاهدتها عند زيارتي لمدينة تدمر، هناك خسائر في المعبدين الرئيسيين في الموقع الأثري وقوس النصر والأبراج الجنائزية، وهناك العديد من التماثيل التي قام تنظيم الدولة بتدمير وجهها وأبقى على جسمها، وهي بحاجة إلى ترميم، ولايزال الخبراء يعملون لتحديد الحجم الدقيق للأضرار، ولكن حتى هذه اللحظة، فإن نسبة الدمار 30% وذلك بسبب تمكن الجيش السوري قبل فرض سيطرة تنظيم الدولة على المدينة، من أخراج حوالي 400 قطعة أثرية، خارج مدينة تدمر، ومئات القطع الأثرية الأخرى.

هل قمتم بتحديد الآثار المسروقة؟ وهل هناك إمكانية لاستردادها؟

لم تتمكن، وزارة الآثار والمتاحف من تحديد المسروقات، بسبب الدمار الكبير داخل المدينة. وبالنسبة لاسترداد كل الآثار برأيي، لن نستطيع استعادة كل الاثار لعدم وجود قاعدة بيانات تحدد نوع وتاريخ وحجم ومواصفات الآثار، لكن هناك نوايا دولية لاسترداد الجزء الأكبر من الآثار.

تناقلت وسائل الإعلام بأن تكلفة ترميم مدينة تدمر تكلف تصل 50 مليار دولار؟ هل هناك إمكانية لدى الحكومة السورية في ظل الظروف الراهنة لتغطية تكلفة الترميم؟

سوريا غير قادرة على إعادة ترميم الآثار المدمرة، وذلك بسبب التكلفة المرتفعة وعدم وجود الخبرة السورية لأن معظم الكوادر العلمية غادرت البلد، بالإضافة الى افتقادنا للتقنية التي ستعيد للآثار رونقها وبريقها الذي دمر.

هل من الصحيح أنه لا يمكن إعادة ترميم أثارها دون أخذ موافقة اليونيسكو؟

نعم لايمكننا إعادة ترميم آثار تدمر إلا بعد أخذ موافقة اليونيسكو، لأن تدمر تعتبر مدينة لكل دول العالم ، وليست فقط لسوريا لأنها تمثل تاريخ وحضارة الشعوب.

ماهو شعورك عندما رأيتي حجم الدمار الحاصل في مدينة تدمر؟

بداية، عندما سمعت نبأ إعادة سيطرة قوات النظام على المدينة شعرت بالفرح والسرور لأني سأعود وأرى عروس البادية السورية ،التي تمثل تاريخنا العريق ولكن عندما رأيت الآثار التي حماها الأسلاف والأجداد مدمرة بهذا الشكل الهمجي، أدركت بأنه لا يعلم قيمة ماتمثله هذه الآثار إلا من أحب بلده بصدق، وحافظ على ترابه وتاريخه.  

 

ترجمة: سما محمد

 

شارك هذا المقال