3 دقائق قراءة

تعثر الخدمات الإدارية في مدينة إدلب المكتظة بالسكان: المياه تضخ لأربع ساعات كل عشرة أيام

قبل الحرب، كانت مدينة إدلب، مركز محافظة إدلب، شمال غرب […]


24 مايو 2017

قبل الحرب، كانت مدينة إدلب، مركز محافظة إدلب، شمال غرب سورية، موطناً لنحو 180 ألف نسمة.

وأصبحت اليوم المركز المدني للمحافظة الوحيدة التي ما تزال تحت سيطرة الثوار. وتستضيف المدينة نصف مليون نسمة، أغلبهم من النازحين من أنحاء أخرى في سورية.

وفي الشهور الأخيرة، تضخم التعداد السكاني في المدينة بالإضافة إلى أجزاء أخرى من محافظة إدلب مع تهافت الحافلات المحملة بالثوار وعوائلهم والمدنيين من المدن والبلدات والقرى والأحياء التي وقعت اتفاقيات تسوية مع النظام، تتم بموجبها عمليات الإخلاء.

وانتهى القصف شبه اليومي على مركز المحافظة بدخول اتفاق “وقف التصعيد” قيد التنفيذ في 6 أيار، ولكن مع استئناف الأهالي لحياتهم التي كانت متجمدة في ظل الاستهدافات المستمرة، شكل غياب المصادر ضغطاً وعبئاً إضافياً على الخدمات الإدارية في المدينة التي يؤمنها مجلس مدينة إدلب.

سوق في إدلب، 21 أيار. حقوق نشر الصورة لـ مركز إدلب الإعلامي.

وحاليا فإن “الكهرباء هي فقط على مولدات الديزل والأمبيرات ولا وجود للشبكة العامة”، وفق ما قال المهندس اسماعيل عنداني، رئيس مجلس مدينة إدلب لمراسلة سوريا على طول بهيرةالزرير.

ولتقنين المياه، قُسمت المدينة إلى عشرة قطاعات، تصل المياه إلى واحدة منها لأربع ساعات، كل عشرة أيام.

وأشار المهندس إلى أن “أبرز التحديات هي تأمين المياه والكهرباء حيث أن الإمكانيات محدودة والطلب متزايد والشبكات وصلت للطاقة الاستيعابية القصوى”.

ماهي التحديات التي تواجهكم في ظل توافد المهجرين إلى إدلب من كافة المناطق التي خضعت للنظام؟

أبرز التحديات هي تأمين المياه والكهرباء حيث أن الإمكانيات محدودة والطلب متزايد والشبكات وصلت للطاقة الاستيعابية القصوى.

إضافة للتحديات الناجمة عن زيادة العرض في سوق العمل وتفشي البطالة مما أدى إلى زيادة معدل الجريمة.

أهم العقبات والصعوبات التي تعترض عملنا في المرتبة الأولى هي حالة فقدان الأمن الناجم عن قصف الطيران وما يترتب على ذلك من حالة عدم الاستقرار.

ومع تزايد وصول النازحين والشعور بحالة الأمان جزئياً (من خلال اتفاق وقف التصعيد) واكتظاظ السكان، ازداد الطلب على المياه والكهرباء.

ومع دخول اتفاق وقف تصعيد العمليات القتالية حيز التنفيذ، احتلت مشكلة تأمين التمويل، المرتبة الأولى مع ضعف الإيرادات والإمكانيات وضخامة الاحتياجات.

نسعى لتأمين مولدات إضافية من خلال رفع مشاريع للمنظمات الداعمة.

كم ساعة كانت الكهرباء تأتي في ظل القصف وكيف اختلفت الآن في ظل التهدئة؟

المشكلة ليست في عدد الساعات زيادة أو نقصان إنما مع وصول مولدات الأمبيرات إلى حد التحميل الأقصى، والمدينة التي باتت تعج بالسكان. هذه مشكلة غير قابلة للحل بسهولة بل تتطلب تكبير استطاعات المولدات ومقاطع الكابلات وهذا يعني أعباء مالية كبيرة غير متاحة.

كل شارع رُكب فيه مولدة تكفي الأعداد القليلة من الناس (الذين يستخدمون الكهرباء) أثناء القصف.

الآن لم يبق ولا شقة فارغة او غير مسكونة وبالتالي القاطنين الجدد ليس لديهم مصدر كهربائي حيث ان المولدات الموجودة هي محملة فوق طاقتها، وأصبحنا بحاجة لاستبدال المولدات بأكبر.

كيف توزعون الطاقة الكهربائية والمياه بشكل عادل للأهالي في مدينة إدلب، مع محدودية المصادر؟

اعتمدنا في المدينة على تقسيم الحيز جغرافيا إلى عشرة قطاعات تراعي الكثافة السكانية بشكل متقارب إلى حد كبير، وكان ضح المياه كل يوم إلى قطاع من القطاعات، فكل عشرة أيام تصل المياه إلى قطاع في المدينة، وهذا الأمر يشكل ضغطاً علينا وعلى الأهالي.

يجري ضخ المياه لمدة 8 ساعات وتصل للمستهلك حوالي 4 ساعات كل 10 أيام لأنها تستغرق وقت لملء الشبكات والانابيب.

أما الكهرباء فهي من 3 -4 ساعات يومياً، هي ليست كهرباء من الشبكة العامة إنما من مولدات تعمل على الديزل.

فنحن نقوم بشراء النفط الخام من مناطق سيطرة داعش ومن النظام، بأسعار مرتفعة جداً، إضافة إلى أن النفط غير مكرر فهذا يؤدي إلى تضرر المولدات المستخدمة في توليد الطاقة سواء مولدات ضخ المياه أو الكهرباء.

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال