3 دقائق قراءة

 تنظيم الدولة يستخدم المدنيين والسيارات المفخخة لإبطاء هجوم قوات سوريا الديمقراطية على الباغوز

استأنفت قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من قبل الولايات المتحدة، تقدمها على المعقل الأخير لتنظيم الدولة في محافظة دير الزور شرقي سوريا، عقب توقف القتال، يوم الاثنين، للسماح بإجلاء آلاف المدنيين واستسلام المقاتلين.


استأنفت قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من قبل الولايات المتحدة، تقدمها على المعقل الأخير لتنظيم الدولة في محافظة دير الزور شرقي سوريا، عقب توقف القتال، يوم الاثنين، للسماح بإجلاء آلاف المدنيين واستسلام المقاتلين.

واستمرت المعركة من أجل تطهير الخيام والمباني المتناثرة، التي ترسم آخر ماتبقى من تنظيم الدولة، و”الخلافة” التي يزعمونها، لأسابيع في الباغوز، وهي قرية صغيرة على ضفاف نهر الفرات، على مقربة من الحدود السورية العراقية.

وقامت القوافل المتعاقبة بإجلاء الآلاف من المدنيين ومقاتلي التنظيم، وسط نوبات من الاشتباكات البرية والغارات الجوية الشرسة بقيادة قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة.

وقال مصطفى بالي، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية، أن القتال البري توقف طوال يوم الاثنين خلال النهار.

وكتب بالي على تويتر “تباطأ الهجوم في باغوز أمس، حيث تمكنا من إجلاء حوالي 3000 شخصاً، واستسلم عدد كبير من مقاتلي داعش لقواتنا من الذين كانوا في نفس مجموعة ليلة الأمس”.

وذكرت مجموعة الرصد التابعة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه تم التعرف على حوالي 150 شخصاً من مقاتلي التنظيم، ضمن المجموعة التي تم إجلاؤها يوم الاثنين، والذين تم احتجازهم فيما بعد.

فيما تم إرسال المدنيين الذين تم إجلاؤهم من الباغوز إلى سلسلة من مخيمات النازحين التي تديرها الإدارة الذاتية بقيادة الأكراد.

وذكرت وكالة الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية UNOCHA، أن 600 شخصاً وصلوا إلى مخيم النزوح يوم الثلاثاء، ليصل إجمالي عدد سكان المخيم إلى 57 ألف شخص.

وتقدمت الحملة ضد تنظيم الدولة بشكل متقطع منذ أن بدأ مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية، المدعومين بغطاء من الغارات الجوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة، بقتال التنظيم ومحاصرته قبل ثلاثة أسابيع.

ومنذ ذلك الحين، فرّ أكثر من 20 ألف شخص من المنطقة، وهم خليط من المقاتلين والعديد من المدنيين، خلال سلسلة من عمليات الإجلاء.

وعلى الرغم من أن مقاتلي سوريا الديمقراطية استطاعوا التوغل وقطع رقعة الأرض الصغيرة، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة على طول نهر الفرات، إلا أن المعركة طال أمدها وتقدمت ببطئ.

وفي الليل، قصفت طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة مدينة باغوز بالقنابل الجوية والمدفعية، وخلال عطلة نهاية الأسبوع أدى استخدام الذخائر الفوسفورية المزعوم إلى اشتعال مجموعة من الخيام في الجيب، بحسب ماورد. ومن جهته نفى التحالف الذي تقوده الولايات الأمريكية هذه المزاعم.

وسبب الاستخدام الواسع النطاق للمتفجرات التي زرعها مقاتلو تنظيم الدولة عند انسحابهم، وشبكة واسعة من الأنفاق تحت الأرض، عائقاً على الأرض أمام تقدم قوات قسد.

ووفقاً لقادة قسد في الباغوز، كان التقدم بطيئاً أيضاً بسبب الوجود المتوقع لأعداد كبيرة من المدنيين، داخل ما تبقى من خيام ومباني، فضلاً عن استخدام التنظيم للتفجيرات والسيارات المفخخة.

وقال قيادي قسد عدنان عفرين، لسوريا على طول، إن المخاوف من وقوع إصابات في صفوف المدنيين، إلى جانب تكتيكات التنظيم الوحشية التي لا يمكن التنبؤ بها، أدت إلى تباطؤ تقدم المجموعة بشكل كبير في الأيام الأخيرة.

وأضاف إن “ما يعيق تقدم قواتنا هو وجود مدنيين، لأن التنظيم يستخدم المدنيين كدروع بشرية، وكان هناك عدد من السيارات المفخخة، لكننا نستهدفها ونراقب السيارات التي بقيت”.

وقال الكولونيل شون ريان، المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يدعم قوات سوريا الديمقراطية، إن الأنفاق والسيارات المفخخة خلقت تحديات كبيرة في الأيام الأخيرة لحملة باغوز، مما أدى إلى إبطاء التقدم.

وأوضح الكولونيل ريان في حديث لسوريا على طول عبر البريد الإلكتروني، يوم الثلاثاء “تم تفخيخ الأنفاق بالعبوات الناسفة البدائية من قبل التنظيم، بهدف ملاحقة مقاتلي قوات قسد، وهذه المتفجرات تتسبب بعرقلة التقدم في الهجوم”.

وتابع قائلاً “لقد دمرت غارات التحالف الجوية العديد من السيارات المفخخة والسترات الانتحارية الشائعة بين من تبقى من مقاتلي التنظيم، الذين يبدو أنهم مستعدون للقتال حتى النهاية”.

و مع تجمع مقاتلي تنظيم الدولة على طول نهر الفرات، فإن حملة متزامنة ضد التنظيم من قبل الجيش السوري والقوات الموالية للحكومة في منطقة السخنة في صحراء البادية الوسطى، هي تذكير بأن المجموعة لا تزال تلقى الدعم والسيطرة على مساحات صغيرة من البلاد.

وتستعد الخلايا النائمة لخلق مشاكل للسلطات المحلية بعد فترة طويلة من تطهير أراضي التنظيم الأخيرة.

وتبنى التنظيم هجوماً في 16  كانون الثاني على مطعم في وسط مدينة منبج، شمال سوريا، مما أسفر عن مقتل عنصرين من القوات الأمريكية إلى جانب مدني من وزارة الدفاع ومتعهد. كما قتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص آخرين.

ووردت أنباء تفيد بأن خلايا التنظيم، في البلدات والمدن الواقعة شرق سوريا، هي المسؤولة عن التفجيرات والاغتيالات المتفرقة، حيث تظهر الحواجز الطيارة بحلول الليل قبل أن يختفي مسلحو التنظيم مرة أخرى قبل شروق الشمس.

ورغم التقدم البطيء والدموي الذي شهدته حملة قسد مؤخراً في الباغوز، بدت المصادر التي تحدثت إلى سوريا على طول، يوم الثلاثاء، واثقة من أن المعركة ستحسم قريباً.

وقال أحد مقاتلي قسد “أعتقد أن المعركة ستنتهي في غضون أيام بعد انهيار واستسلام صفوفهم”.

 

شارك هذا المقال