4 دقائق قراءة

تنظيم الدولة يضيق الخناق على دير الزور واليأس يجتاح مناطق النظام في المدينة

قامت قوات النظام باعتقال وتجنيد عشرات العسكريين الذين تتراوح أعمارهم […]


27 يناير 2016

قامت قوات النظام باعتقال وتجنيد عشرات العسكريين الذين تتراوح أعمارهم بين 18-45عاما، في المناطق الخاضعة لها، بعد سيطرة تنظيم الدولة على حي البغلية، وفقا لما أفادت به مصادر معارضة.

ونشرت لجنة التنسيق المحلية، يوم الأحد، في صفحتها على الفيسبوك، خبرا مفاده أن كل من أحياء الجورة والقصور الخاضعة لسيطرة النظام، خالية تماما من الشبان اليوم.

 

أهالي مدينة دير الزور ينتظرون توزيع الماء يوم الأحد، صورة نشرها مرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور

 

وتخضع المدينة لسيطرة كل من النظام وتنظيم الدولة، حيث أن الأخير أحرز تقدما على الأرض في الأسابيع الأخيرة، بعد مواجهات ومعارك عدة.

ويسيطر النظام على الأحياء الواقعة في شمال غرب المدينة، والجنوب الشرقي منها، والتي يقطنها ما يقارب 180 ألف مواطن، جنبا إلى جنب مع المؤسسات العسكرية والمطار العسكري جنوب مدينة دير الزور.

إلى ذلك، قال محمد حسان، صحفي وعضو في منظمة صوت وصورة، التي تعنى بنقل أحداث دير الزور بشكل يومي، لمراسلة سوريا على طول آلاء نصار،  إن “خسارة البغلية ضيقت الخناق على أولئك المحاصرين في المناطق الخاضعة للنظام في دير الزور”.

وأضاف “هناك أناس أجبروا على القتال بعد خضوعهم لتدريبات، غير كافية لتؤهلهم للمشاركة في المعارك، وهم الآن على جبهات القتال”.

ما سبب قيام النظام باعتقال الشبان في هذا التوقيت بالذات؟ وكم شاب تم اعتقاله إلى الآن؟ وإلى أين تم نقلهم؟

خسر النظام، وبعد يومين من هجوم تنظيم الدولة على مناطق سيطرته في دير الزور، أكثر من 200 عنصر من عناصره والميليشيات التابعة له، مما جعله يقوم بحملة اعتقالات واسعة ليغطي خسارة جنوده في معاركه مع التنظيم، وقد طالت حملة الاعتقالات طلاب الجامعات جميعهم دون استثناء، حتى من يملك تأجيل دراسي منهم أو كان وحيدا لعائلته، إضافة إلى اعتقال الموظفين بالدوائر الحكومية والمدنيين من سن 18 إلى 45 عاما، لإجبارهم على الانضمام والقتال إلى جانبه في معاركه ضد تنظيم الدولة.

واعتقل النظام ما يقارب 200 في أحياء الجورة والقصور تحديدا، وقام بنقلهم إلى موقعين، الأول إلى معسكر الطلائع، والثاني إلى اللواء 137، ليتم تدريبهم ليومين أو ثلاثة فقط، ومن ثم يزودون بالسلاح ويزج بهم على جبهات القتال مع تنظيم الدولة في محيط حي البغلية، الذي سيطر عليه التنظيم مؤخراً، وعلى محيط مطار دير الزور العسكري، وللدفاع أيضا عن اللواء 137.

وهناك أشخاص ساقوهم إلى القتال، بعد أن أعطوهم تدريبات شكلية على السلاح غير كافية لدخولهم المعركة، وهم الآن على جبهات القتال، وهناك شباب بمناطق النظام وحتى داخل وحداته العسكرية تعطينا المعلومات وحتى صور.

ما هي ردود فعل الأهالي على ما قام به النظام؟ هل خرجوا باحتجاجات أو فكروا بالنزوح؟

الأهالي يرفضون قرارات النظام بشكل قطعي، لكن ليس بيدهم حيلة، لا يستطيعون التعبير عن رأيهم باحتجاجات، ولا حتى النزوح إلى مناطق أخرى، فالنظام يمنع المدنيين المتواجدين في المناطق المحاصرة من الخروج منها بشكل مطلق، سواء إلى مناطق تنظيم الدولة أو إلى غيرها، والخروج من البلدات مقتصر فقط على العائلات المقربة من النظام، أو التي تدفع مبالغ مالية طائلة تصل إلى ألف دولار للشخص الواحد.

ما هو الوضع الإنساني لبلدتي الجورة والقصور في ظل الحصار المطبق عليها؟

الوضع المعيشي والصحي في أحياء الجورة والقصور والمناطق التي يسيطر عليها النظام بشكل عام  سيء جدا، وذلك بسبب حصار تنظيم الدولة لتلك المناطق منذ أكثر من عام، لكن الوضع زاد سوءا في حيي الجورة والقصور في الآونة الأخيرة، بعد سيطرة تنظيم داعش على حي البغلية الواقع غربي المدينة، وإعلانه منطقة عسكرية وإخلائه من السكان، لثلاثة أسباب، الأول: أن الحي كان هو المنفذ الوحيد الذي يتم من خلاله تهريب المواد الغذائية والمحروقات من مناطق سيطرة داعش إلى مناطق النظام المحاصرة عن طريق التجار، وشبكات تهريب تدار من بعض عناصر التنظيم الفاسدين وبعض المنتفعين من أهالي الحي، وقد توقفت تلك العمليات منذ سيطرة داعش على الحي في السادس عشر من كانون الثاني 2016.

والسبب الثاني: أن حي البغلية كان مصدر الخضروات للأحياء المحاصرة لانه المنطقة الوحيدة من مناطق سيطرة النظام التي تحوي أراض زراعية، مما أدى إلى توقف تزويد تلك الاحياء بالخضروات الموسمية، وذلك بعد سيطرة داعش على حي البغلية وإعلانه منطقة عسكرية وإخلائه من السكان.

 أما السبب الثالث، وهو الأهم من كل ما ذكر، فهو أن النظام يعتبر الشريك الأكبر في حصار المدنيين كونه لايقوم  بتوفير احتياجات الأهالي  مع انه قادر على ذلك عن طريق الجسر الجوي الذي يربطه بدمشق، فكان  من الممكن أن يخصص طائرة شحن تنقل المواد والخضروات بشكل دوري وينهي معاناة المدنيين، لكنه لم يفعل بل بالعكس تماما حتى أنه في الفترات الاخيرة تم إرسال شحنات إغاثية من دمشق للمدنيين في ديرالزور، كما أنه تم إنزال مساعدات من الطيران الروسي للمدنيين وفي كل مرة يقوم النظام وقياداته في ديرالزور بنقل تلك المساعدات وبيعها للتجار والمدنيين في الأسواق السوداء وبأسعار تفوق السعر الحقيقي بعشرة أضعاف.

شارك هذا المقال