4 دقائق قراءة

تنظيم الدولة يقاوم تقدم قسد في جنوبي مدينة الرقة

تحاول القوات التي تدعمها الولايات المتحدة إقصاء ما تبقى من […]


2 أغسطس 2017

تحاول القوات التي تدعمها الولايات المتحدة إقصاء ما تبقى من مقاتلي تنظيم الدولة بعيدا عن جنوبي غربي مدينة الرقة استباقاً لحملة متوقعة في داخل عمق مركز المحافظة، وفق ما قال مصدر إعلامي لقوات قسد لسوريا على طول، الثلاثاء. 

خلال الأسبوع الماضي، تقدم مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية وسيطروا على معظم حي نزلة الشحادة، جنوبي غربي الرقة، وسدوا بذلك الفجوة بينهم وبين القوات الشريكة في حي هشام بن عبد الملك، شرقاً. ويقع الحيان مابين مركز مدينة الرقة ونهر الفرات جنوباً.

وقال مصطفى بالي، مدير مركز إعلام قسد لسوريا على طول، الثلاثاء، من مركز المحافظة التي تخوض الحرب، “إن التوغل للسيطرة على الأراضي هو مقدمة لحملة في الاتجاه الشمالي نحو عاصمة تنظيم الدولة في سوريا، حالما تصبح الأحياء الجنوبية آمنة.

ولم يعد يفصل جبهتي قسد  في جنوبي الرقة عن بعضهما الآن سوى أقل من نصف ميل، ولكن خطوط دفاع تنظيم الدولة وتحصيناتها ما تزال إلى الآن تحول دون تمكن المقاتلين المدعومين من قبل الولايات المتحدة من إحكام السيطرة على الأحياء.

و قال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي، “إننا نسيطر بشكل شبه كامل، لكن مازال هناك بعض الجيوب لتنظيم داعش في الداخل”.

وأوضح أن قوات سوريا الديمقراطية ما تزال منخرطة في معارك “شرسة” مع مقاتلي تنظيم الدولة، الثلاثاء، في نزلة الشحادة ودوار البانوراما القريب ومناطق السكن العسكري.

ونفى بالي الأنباء التي وردت في وسائل الإعلام العربية يوم الثلاثاء أن قوات سوريا الديمقراطية باتت تحكم السيطرة كلياً على حي نزلة الشحادة وأنها ربطت الجبهات بزملائها المقاتلين في حي هاشم بن عبد الملك شرقاً. وبيّن المسؤول الإعلامي أنه كان هناك “تأخير في تحرير الحي بسبب خطوط دفاع تنظيم الدولة”.

وذكر بالي أن “تنظيم داعش لديه تنوع في الدفاع والخطط التي وضعها خصوصاً في مدينة الرقة؛ هناك مدنيون يستخدمهم كدروع بشرية وهناك أنفاق ومفخخات(…) والكثير من المعطيات على الأرض تستدعي أن تسير العمليات العسكرية حسب الخطط المرسومة والموضوعة”.

وقال المتحدث باسم التحالف الدولي، الكولونيل ريان ديلون في مؤتمر صحفي في بغداد يوم الخميس الماضي إن قوات سوريا الديمقراطية تتقدم في ظل “المقاومة الشديدة والمتفرقة من داعش المتحصنة فى مدينة الرقة”. وأضاف ديلون أن التحالف يُقدر أن عدد ما تبقى من مقاتلي تنظيم الدولة “أقل من 2000”.

ويظهر شريط فيديو ترويجي لتنظيم الدولة مدته 30 دقيقة من مدينة الرقة أصدر، يوم الأحد، مقاتلي التنظيم وقناصته وهم يستهدفون قوات سوريا الديمقراطية ويزرعون العبوات الناسفة ويتسللون عبر الأنفاق ويقومون بتنفيذ عمليات انتحارية بالسيارات المفخخة.

ومن خلال حديثه مع سوريا على طول، ادعى بالي، المسؤول الإعلامي المنخرط مع قسد أن الهجمات الانتحارية ضد قوات سوريا الديمقراطية في مدينة الرقة “ارتفعت وتيرتها”.

وفي العدد الجديد من صحيفة النبأ الأسبوعية لتنظيم الدولة، الصادر في 27 تموز، ادعى التنظيم تنفيذه لـ 43 هجوم انتحاري خلال أول شهرين في معركة الرقة.

وجاء في مقال بالصحيفة أن أكثر من 50 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية قُتلوا في الأسبوع الأخير فقط في حيي نزلة الشحادة وهشام بن عبد الملك.

ولم تعلن قوات سوريا الديمقراطية رسمياً عن عدد ضحايا المعارك الدائرة في مدينة الرقة خلال الشهرين الماضيين. من جهة أُخرى ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، الإثنين أن 256 مقاتلاً من قسد، من ضمنهم أربعة متطوعين أميركيين، ونحو 500 مقاتل من تنظيم الدولة قتلوا في المعارك إلى الآن.

 تفجير سيارة انتحارية مفخخة في إصدار ترويجي جديد من مدينة الرقة.

وذكرت إيرورز (الحروب الجوية)، منظمة رصد مستقلة تتعقب الإصابات والضربات الجوية لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في سوريا والعراق، إن ما يقدر بنحو 480 مدنياً قتلوا نتيجة عمليات التحالف في مدينة الرقة خلال الشهرين الماضيين. من بينهم ما يزيد عن 100 طفل، وفقاً للإيرورز. بينما ذكر التحالف أن أعداد الضحايا أقل بكثير.

وقالت كندا حداد، كبيرة الباحثين السوريين في إيرورز في تقرير نشرته في 28 تموز”على الرغم من أننا ما زلنا نشهد بعض الحوادث التي يقتل فيها شخص أو شخصين، فهناك. أيضا العديد من الحوادث التي مُحيت بها عائلات بأكملها جراء الضربات الجوية والمدفعية”.

وبدورها، أعربت منظمة أطباء بلا حدود الدولية في تقرير نشر على الانترنت، الإثنين، عن قلقها إزاء عشرات الألاف من المدنيين الذين يعتقد أنهم محتجزون داخل الأراضي الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة في مدينة الرقة، التي ما تزال في تناقص مستمر.

وتدير المنظمة حاليا ثمانية سيارات إسعاف ونقطة طبية بالقرب من خطوط الجبهات في مدينة الرقة وعيادة في مخيم عين عيسى للنازحين.

وقالت المنسقة الطبية في منظمة أطباء بلا حدود في تركيا وشمال سوريا، “فانيسا كراموند” في تقرير نشر يوم الإثنين، أن أولئك الذين يتمكنون من الهرب من مناطق سيطرة تنظيم الدولة “في الوقت الذي يصلون فيه إلى مستشفياتنا، تكون جروحهم قد التهبت بشكل خطير، ومن النادر أن نتمكّن من إنقاذ أطرافهم”.

ومع تفاقم سوء الأحوال التي يعيشها المدنيون، تستعد القوات التي تدعمها الولايات المتحدة لمعارك أشد عنفاً مع توغلهم في عمق قلب مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة.

وختم المسؤول الإعلامي لـ قسد أن “المعارك مستقبلاً ستكون شرسة وعنيفة بما أنها مسألة حياة أو موت بالنسبة للتنظيم الإرهابي”.

ترجمة: فاطمة عاشور

 

شارك هذا المقال