5 دقائق قراءة

ثلاثة كيلومترات تفصل النظام عن السيطرة على آخر معاقل المعارضة في الغوطة الغربية

قالت مصادر عسكرية معارضة لسوريا على طول، يوم الأحد، أن […]


15 نوفمبر 2016

قالت مصادر عسكرية معارضة لسوريا على طول، يوم الأحد، أن الجيش العربي السوري، وبدعم من القوات الجوية الروسية، ومئات من البراميل المتفجرة وآلاف القذائف، تفصله الآن ثلاثة كيلومترات عن السيطرة على معقل الثوار الأخير، في الغوطة الغربية.

وشن الجيش العربي السوري حملة عسكرية، الشهر الماضي، للسيطرة على مخيم للاجئين في ريف دمشق، والخاضع لسيطرة أحرار الشام، جبهة فتح الشام  وفصائل الجيش السوري الحر، المتمركزة خارج المخيم.

وتهدف الحملة لإخراج الثوار من مخيم خان الشيح الفلسطيني والقرى المحيطة به (البلدات الأخيرة الخاضعة لسيطرة الثوار في الغوطة الغربية)،  من أجل “قطع خطوط إمداد المسلحين وصولا إلى اجتثاث المجموعات الارهابية من المنطقة”، وفقا لما ذكره موقع المصدر الموالي للنظام، في 1 تشرين الأول.

وتقع خان الشيح على بعد 25 كم جنوب غرب العاصمة، على طريق السلام الرئيسي، الذي يربط دمشق بالقنيطرة. ومخيم خان الشيح هو الجزء الوحيد، من الطريق الرئيسي، الخاضع لسيطرة المعارضة. ومن خلال السيطرة على المخيم، فإن الجيش السوري سيحكم سيطرته الكاملة على الطريق الرئيسي ويقضي على تواجد الثوار في الغوطة الغربية.

وفي بداية حملتها (الآن في يومها الـ44)، حاصرت قوات النظام خان الشيح والبلدات المجاورة بالكامل وبدأت بعد ذلك بقصف المخيم الذي يسكنه 12 ألف فلسطيني و800 نازح سوري، بمئات البراميل المتفجرة والصواريخ إضافة إلى القصف البري. وهؤلاء السكان المتواجدين في المخيم هم من الأهالي الذين لا علاقة لهم بالاقتتال وفقا لما جاء في بيان أطلقه سكان المخيم في الحادي عشر من تشرين الأول، حسب ما أوردته بوابة اللاجئين الفلسطينيين في اليوم ذاته.    

سقوط 48 برميلا متفجرا على خان الشيح في 10 تشرين الثاني. تصوير: مركز خان الشيح الإعلامي.

وقال أبو مسلم الديراني، عضو المجلس المحلي في خان الشيح، لسوريا على طول  “من تاريخ 1/10 سجلنا 94 غارة جوية، و710 براميل متفجرة أما عن القصف المدفعي فهو بالآلاف”.

وأسقطت قوات النظام 50 برميلا متفجرا على الأقل وأطلقت عشرات الصواريخ على المخيم، في التاسع من تشرين الثاني، حسب ما ذكرته وسائل الإعلام المحلية يوم الاثنين.

وضيق مقاتلو الجيش السوري، بدعم من القوات الجوية الروسية، الخناق على مخيم خان الشيح، حيث تفصلهم الآن 3 كم فقط عن المخيم.

في السياق، قال أسامة الشامي، أحد عناصر أحرار الشام، لسوريا على طول، في 10 تشرين الثاني أن المعارك “معارك كر وفر ولكن حاليا التقدم للنظام”، ويعزو الشامي نجاح النظام في إحراز التقدم إلى المساعدة العسكرية الروسية.

وأضاف الشامي “نعلم أن هناك إشراف عسكري روسي على المعارك لأن جيش النظام ليس لديه أي خبرة بهذه المعارك (…) إنهم يستخدمون الآليات العسكرية الحديثة والمعدلة والتي يقتحم بها المناطق، طيران استطلاع حديث، وتحليق عدة طائرات ويلاحظ استخدام تكتيات عسكرية حديثة”.

ولا تعد استراتيجية النظام المتبعة بحصار المناطق وقصفها في وقت واحد، أمرا جديدا.

ففي الأشهر الأخيرة، استخدم النظام هذا التكتيك، الذي يسمى بسياسة “الركوع أو التجويع” من قبل نشطاء المعارضة، لإخراج الثوار بنجاح من بلدات ريف دمشق، كداريا، المعضمية، قدسيا والهامة.

” لهيب الحرمون”

في التاسع من تشرين الثاني، وردا على تقدم النظام، شكل أحرار الشام غرفة عمليات مشتركة بين الفصائل الثورية الأخرى التي تسيطر على الغوطة الغربية، بهدف استعادة الأراضي التي خسروها.

وفي اليوم نفسه، أطلق أحرار الشام، أجناد الشام وجبهة فتح الشام حملة “لهيب الحرمون” العسكرية، وفتحوا جبهة جديدة غرب خان الشيح بغية تخفيف الضغط على الثوار في المخيم.

وتهدف حملة “لهيب الحرمون” إلى كسر حصار النظام على بيت سابر وبيت جن، الواقعتان على أطراف القنيطرة وتقعان عند قاعدة جبل الحرمون، ومن ثم فتح الطريق بين دمشق والقنيطرة، حسب ما ذكرته صحيفة عنب بلدي الموالية للمعارضة، الأسبوع الماضي.

13 تشرين الثاني، غارة جوية دمرت مسجدا ومنازل مجاورة له. تصوير: مركز خان الشيح الإعلامي.

وقال الشامي، أحد عناصر أحرار الشام، “هدفنا استعادة المناطق التي تقدم إليها النظام وإعادة وصل بلدات الغوطة الغربية ببعضها وكسر الحصار عن خان الشيح”.

وفي الوقت الحالي، يسيطر اللواء 86 التابع للنظام على المناطق الواقعة بين خان الشيح وبلدات جبل الحرمون.

ووسط الاشتباكات والقصف المستمر، زارت لجنة مفاوضات النظام خان الشيح لمناقشة الهدنة في المنطقة، حسب ما ذكرته صحيفة الوطن، الموالية للنظام، في 10 تشرين الثاني.

وقال الديراني، عضو المجلس المحلي، أن المفاوضات محصورة بين الثوار والنظام ولا تشمل المجلس المحلي، طالما أنه لا يوجد مجموعات مسلحة داخل المخيم الفلسطيني.

وحتى الآن، لم تنجح  المفاوضات بين الطرفين.

ووفقا لما ذكره الشامي فإنه “لا علاقة للتفاوض بالوضع الميداني، لأنه للآن لا يوجد أي اتفاق”، مضيفا أن “مقترحات النظام واضحة، إما تدمير أو تهجير”، في إشارة إلى الاتفاقيات الأخرى التي تمت في ريف دمشق.

وعلى الرغم من أن هجمات النظام تركزت في المزارع الموجودة عند أطراف المخيم، حيث تتمركز فصائل المعارضة، إلا أن الضربات الجوية لا تزال تستهدف المناطق المدنية داخل المخيم.

وقال السكان ومنظمات الإغاثة العاملة في المخيم لسوريا عى طول، في تشرين الأول، أن الثوار غير متواجدين داخل المخيم.

وفي الشهر ذاته، خرج سكان المخيم في تظاهرات ضد القصف كما أصدروا بيانا يوضح أنه لا يوجد أي “فصائل (ثورية) مسلحة” داخل المخيم، وفقا لما أوردته بوابة اللاجئين الفلسطينيين في 11 تشرين الاول.

إلى ذلك، ذكر مركز خان الشيح الإعلامي، أن الضربات الجوية الروسية وغارات النظام، وعلى مدى الـ44 يوما الماضية، أسفرت عن مقتل عشرات الفلسطينيين، واستهدفت المناطق السكنية، ودمرت المستشفى الوحيد داخل المخيم، كما ضربت مسجدا وقصفت مركزا للدفاع المدني.

وقال الديراني إن سكان المخيم ينامون في الملاجئ ليلا، لتجنب الطائرات الحربية الروسية، “الناس لا تخاف كثيرا من هذا القصف، بل فقط ينامون في الملاجئ خوفا من القصف الروسي”.

“مخيم العودة”

قبل بدء الحرب، كان مخيم خان الشيح موطنا لأكثر من 30 ألف لاجئ، الذين فرت عائلاتهم إلى هناك من شمال فلسطين عام 1948. وقال محمد أبو جعفر، ناشط محلي من سكان المخيم، لسوريا على طول يوم الأحد، أن الناس تطلق على المخيم اسم “مخيم العودة”، نظرا لأنه كان أقرب مخيم إلى فلسطين.

وعلى الرغم من أن أكثر من نصف سكان المخيم الأصليين فروا طوال فترة الحرب السورية، إلا أن غيرهم من الفلسطينيين، مثل أبو جعفر، اختاروا البقاء فيه.

أما بعض السكان، وفقا لما يقوله أبو جعفر، اختاروا البقاء لأسباب مادية، أو لأنهم مطلوبون من قبل الحكومة السورية أو لتجنب الخدمة العسكرية مع جيش التحرير الفلسطيني، حيث ذكرت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا أن جيش التحرير الفلسطيني يقاتل مع قوات النظام من أجل السيطرة على المخيم.

وقال أبو جعفر “البعض بقي يتمسك ببيته ومكان ولادته في محاولة لعدم تكرار خطأ الماضي بترك فلسطين”.

وفي الأسابيع الأخيرة، قال نشطاء في خان الشيح لسوريا على طول، أن سكان المخيم يعتبرون أنفسهم على الحياد في الحرب الأهلية المستمرة منذ خمس سنوات ونصف. ومع ذلك، قال أبو جعفر أن البعض يفكرون بمغادرة المخيم في حال سيطر النظام عليه، “الجميع يعرف ما هو موقف النظام من النشطاء السياسيين والإعلاميين والإغاثيين”.

وفي وقت سابق من هذا العام، ذكرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن الجمهورية العربية السورية أن الحكومة السورية، ومنذ بداية الثورة، اتبعت نهج “الاعتقالات الجماعية العشوائية” من خلال اعتقال النشطاء، وسكان المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، والمنشقين، وأقارب مقاتلي المعارضة، والأشخاص الذين يقدمون الرعاية الطبية للمعارضة.

وقال أبو جعفر إذا تمكنت قوات النظام من السيطرة على المخيم، فإن  أمر النزوح بالنسبة لنا كناشطين إعلاميين أصبح امرا حتميا”.

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال