4 دقائق قراءة

ثوار مدينة درعا يشنون حرباً استباقية للتشبث بمعبر حدودي مع الأردن

لليوم الثاني على التوالي، الإثنين، تقاتل مجموعة من الفصائل الثورية […]


لليوم الثاني على التوالي، الإثنين، تقاتل مجموعة من الفصائل الثورية الإسلامية المتشددة والفصائل المعتدلة في مدينة درعا قوات النظام السوري، للحيلولة دون سيطرته على معبر قريب وحدودي مع الأردن.

ورأى الثوار أن النظام كان يستعد للسيطرة على معبر درعا المغلق بسبب الحشد العسكري السوري وقصف مدينة درعا طيلة الأسبوع.

وقال أبو شيماء الناطق باسم غرفة عمليات البنيان المرصوص التي تقود المعركة، لسوريا على طول، الإثنين إن “قوات النظام تهدف للسيطرة على معبر الجمرك القديم لفتح الحدود مع الأردن لأنه ذو أهمية اقتصادية كبيرة للنظام”.

وتأتي المعركة بعد شهرين ونصف بعد أن أبدت الأردن، التي كانت لعهد طويل ظهيراً لفصائل الثورة الجنوبية المناهضة لبشار الأسد، استعدادها لفتح حدودها مع محافظة درعا فقط، في حال  تولت قوات النظام زمام السيطرة عليها.

وصرح الفريق محمود فريحات، رئيس هيئة الأركان المشتركة خلال مقابلة فيديو أجراها مع قناة “بي بي سي عربي”، في 30 كانون الأول أنّ “إعادة فتح المعابر الحدودية بين الأردن وسوريا، لا يمكن أن يتم إلّا بعد سيطرة الجيش النظامي على منطقة درعا”، مشيراً إلى معبري درعا ونصيب.

وتسيطر قوات النظام حالياً على الأحياء الشمالية والغربية في مدينة درعا، التي تعتبر مركز المحافظة، بينما تسيطر فصائل الجيش السوري الحر والفصائل الإسلامية على جنوبها وشرقها.  وتقع مدينة درعا على بعد أربعة كيلومترات من حدود سوريا الجنوبية مع الأردن وتضم إحدى معبري المحافظة المغلقين.  

وفي يوم الأحد، وبعد أنباء عن حشد عسكري لقوات الجيش السوري في أحياء درعا الخاضعة لسيطرة النظام في مدينة درعا وبعد حملة القصف البري ضد الأحياء المعارضة على مدى أسبوع، شنت الفصائل الثورية الإسلامية والمعتدلة حملةً واسعة على حي المنشية الواقع تحت سيطرة النظام.

الثوار يفجرون نفقاً ضد مواقع النظام في حي المنشية في مدينة درعا، الأحد. حقوق نشر الصورة للبنيان المرصوص.

وقال الناطق باسم غرفة عمليات البنيان المرصوص، لسوريا على طول، الإثنين، “نهدف الآن إلى منع قوات النظام من السيطرة على الجمرك القديم وإبعادها عنه بالسيطرة على حي المنشية بشكل كامل”. والمنشية حي خاضع لسيطرة النظام في مدينة درعا الأقرب إلى الحدود الأردنية.

وتُعتبر الحملة الثورية التي أطلق عليها “الموت ولا المذلة”، الأوسع منذ عام 2015، وتأتي وسط مخاوف الثوار من فقدان السيطرة على المعبر الحدودي القريب.

وتتضمن الفصائل السورية التي تحارب حالياً قوات الجيش السوري في مدينة درعا، هيئة تحرير الشام المشكلة حديثاً، وهي تحالف إسلامي متشدد يضم جبهة فتح الشام التابعة للقاعدة سابقاً وأحرار الشام وفصائل الجيش السوري الحر العاملة في درعا.

وفي مدينة درعا، شهدت الـ48ساعة الأولى من القتال، استهداف الثوار لمواقع للنظام في حي المنشية بسيارتين مفخختين وتفجير نفق ضخم. ونُفذت إحدى الهجمات الانتحارية من قبل أبو ريحان المهاجر، مواطن أردني، وفق ما تواردت الأنباء.

وذكرت وكالة أنباء سانا التابعة للحكومة السورية “أن وحدات من الجيش تصدت لاعتداءات تنظيم جبهة النصرة الإرهابي” في مدينة درعا و”سيطرت على الموقف القتالي بعد تكبيد التنظيم الإرهابي خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد”.

وفي يوم الأحد، ذكرت وكالة أنباء سانا أن اثنين من أهالي درعا، في الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام قُتلوا وأصيب آخرون بنيران المدفعية الثقيلة التابعة “للتنظيمات التكفيرية”.

ودكت الطائرات الحربية للنظام ومدفعياته مواقع وأحياء الثوار في مدينة درعا، الإثنين، في حين ادعى الثوار أنهم سيطروا على عدة مواقع للنظام في بيان تم تداوله عبر تطبيق رسائل تلغرام.

“المدينة شبه خالية من السكان”

بعد أسبوع من قصف النظام البري العنيف لجميع الأحياء التي يسيطر عليها الثوار في مدينة درعا، هُجرت الأحياء بالقوة من ساكنيها، وفق ما ذكرت مصادر محلية لسوريا على طول، وهذا ما دفع الثوار إلى هجومهم في يوم الأحد.

إلى ذلك، قال عامر أبازيد، الناطق باسم الدفاع المدني في درعا، لسوريا على طول الإثنين “إن أكثر من 1500 قذيفة مدفعية وصاروخ سقطت على أحياء درعا المحررة”.

كما ذكرت عدة مصادر معارضة أنه تم إسقاط صواريخ فيل  بكثافة خلال القصف (صواريخ غير موجهة، وسميت بذلك للصوت الضخم المرافق لاقلاعها).

وأشارت غرفة عمليات البنيان المرصوص إلى أن القصف “العشوائي” بنيران المدفعية وصواريخ فيل ذات الطاقة التدميرية الهائلة كان أحد الدوافع لإطلاق المعركة الأخيرة.

ونزحت ما بين 2000 إلى 3000 عائلة من مدينة درعا إلى الريف المجاور لتمكث مع أقاربها أو لتنام في العراء، في المزارع والبساتين هرباً من قصف المدفعيات الثقيلة، وفق ما قال الناطق باسم الدفاع المدني.

وقال أبازيد، لسوريا على طول “إنالمدينة شبه خالية من السكان (…) وكان دورنا إجلاء من تبقى لكن هناك عائلات رفضت الخروج وما زالت داخل درعا البلد”. وأضاف أن ما يتراوح بين 200 و300عائلة بقيت داخل مناطق الثوار في المدينة، والتي كانت تأوي نحو 100000 قبل الحرب.

وليس لدى المجلس المحلي لمدينة درعا أي موارد مالية أو مواد غذائية لتقديمها لهذه العائلات، وفق ما قال سامر الحمصي، عضو في المجلس، لسوريا على طول، الإثنين. وأضاف أن المجلس “يشرف على توثيق العائلات ومتابعة أماكن نزوحها والتواصل مع المنظمات الإغاثية والإنسانية لتأمين المتطلبات”.

ووسط البرد، والأجواء الماطرة في جنوب سورية فإن “الظروف التي نعيشها جداً قاسية وخصوصا على الأطفال”، وفق ما قال سمير المسالمة والذي نزح مؤخراً من حي درعا البلد، لسوريا على طول، الإثنين.

وختم “منذ يومين قدم لنا مجلس المدينة بعض المعلبات لكنها نفذت في اليوم التالي”.

ترجمة: فاطمة عاشور

 

شارك هذا المقال