4 دقائق قراءة

جهاد عبدو فنان سوري ينضم لنقابة الفنانين الأمريكيين: سوريا بالنسبة لي هي الأساس والمبتغى

بعد الهجرة بعيداً عن ألم الحرب، مروراً بالإرهاب النفسي على […]


1 نوفمبر 2016

بعد الهجرة بعيداً عن ألم الحرب، مروراً بالإرهاب النفسي على فناني ومثقفي سوريا، إلى تجارب قاسية من خلال العمل كسائق “تكسي” وتوصيل الورود، والبيتزا، ومدقق لغوي نظراً لإتقانه عدة لغات منها الإنجليزية والإسبانية والرومانية، فضلاً عن اللغة العربية الأم، هي ملخص مختصر لمسيرة الفنان والممثل السوري جهاد عبدو التي رست سفينتها في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، وكانت منطلقه للعالمية والتمثيل بجانب كبار نجوم السينما العالمية، وتحوله من نقابة الفنانين السوريين، التي احتكرها موالو النظام من فناني سوريا، إلى عضو في نقابة الفنانين الأمريكيين التي تم قبول انتسابه لها مؤخراً.

وتزامن انتساب جهاد للنقابة الأمريكية، مع قرار من نقابة الفنانين السوريين بتشكيل “مجلس تأديب” لعدد من الفنانين السوريين المؤيدين للثورة.

جهاد عبدو ابن 54 عاماً من مدينة دير عطية في منطقة القلمون بريف دمشق، حاصل على دبلوم في الهندسة المدنية من جامعة كلوج نابوكا رومانيان 1986، ودبلوم في التمثيل المسرحي من معهد الفنون دمشق 1991 وهو يجيد العزف على الكمان ويجيد الرقص بأنواعه، الشرقي والغربي، رقصات الصالون، فالس والتانغو.

وبعد هذه المنعطفات الكثيرة في حياته، يطمح جهاد عبدو حسبما قال في حوار مع أحمد جوهر، مراسل سوريا على طول، بـ”الوصول للقمة (…) لا أعرف أين هي لكن أظن أنها مشروعة وليست مستحيلة”.

جهاد عبدو خلال عرض فيلم “بون فوياج” في مهرجان “بالم سبرينغز” حقوق نشر الصورة لـ جهاد عبدو

ماذا يعني لك الانضمام لنقابة الفنانين الأمريكيين؟

الانضمام إلى نقابة الفنانين في الولايات المتحدة يعني أن الفنان أصبح لديه حقوقا ترعى قيمته ومصالحه ومستقبله، أضف إلى ذلك الضمان الصحي والنفسي، كما تؤهله للمشاركة في الإنتاجات الكبيرة والمرعية من قبلها.

وتحمي النقابة مبدعيها من طمع المنتجين وسطوة من لا علاقة له بالفن، كما تفيد النقابة من خبرات فنانيها ومثقفيها لتطوير عجلة الصناعة ورفدها دوما بالأحدث.

ما هي علاقة جهاد عبدو اليوم مع الفنانين السوريين مواليين أو معارضين للنظام السوري؟

 كنت في الداخل وكلنا يعرف ماذا تعني كلمة ضغط او ترهيب أو خوف!

اقبلني وحاورني فالحوار أساس العلاقات الإنسانية، مهما اختلفنا بوجهات النظر فلا بد من الحوار.

مواقفي لم تتغير من أي أحد من الفنانين كائنا من يكن، إلا من خوَّن وأقصى دون ضغط من أي سلطة عليه.

هل وصلتكم تهنئة، من فنانين سوريين، بانتسابكم للنقابة الأمريكية؟

وصلتني ألاف المباركات من أصدقاء ومعارف وزملاء. البعض منهم عبر عن فرحه على الملأ والبعض الآخر بسريِّة وحرص شديدين.

كنت في سوريا أبارك لكل مبدع مجتهد وهذا ما ساعدني في التعامل مع زملائي الأمريكيين.

مواقفك المناهضة للنظام هل ستسمر؟ وما هي خطوات التعبير عن تلك المواقف؟

مواقفي المناهضة مستمرة في وجه كل الأنظمة القمعية والمتطرفة والتي لا تحترم حقوق الإنسان. لقد شاهدت الظلم في وطني وفي رومانيا حين ذهبت للدراسة، ثم شاهدت ظلما في كثير من الدول التي زرتها من تايلند شرقا وحتى أمريكا غربا! ولن يهنأ لي عيش قبل أن أرى الناس ينعمون بالعدالة والمساواة في كل مكان.

صورت عدة أفلام مع ممثلين أصحاب وزن في العالم الغربي كان أخرهم النجمة نيكول كيدمان والنجم توم هانكس، هل أوصلت صورة لهم عما يجري في سوريا؟ وكيف عبرت عن ذلك؟

نعم. بالتأكيد، فقد تحدثت إلى معظم النجوم الذين عملت معهم عن معاناة الشعب في وطني منذ ستينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا وكنت أربط الظلم والجور، هناك بأماكن أخرى مشابهة حول العالم ليتم تصور فداحة المشهد، وكان التجاوب لحسن الحظ أفضل مما توقعت.

فيلم “بون فوياج” هل تعتقد أن مثل معاناة المهاجرين السوريين؟ وكيف وجدت ردود الأفعال عن هذا الفيلم خلال المهرجانات السينمائية التي عرض فيها؟

بون ڤوياج رصد معاناة اللاجئين السوريين بعد الخروج من وطنهم فقط، وقد حاولت جاهدا أن أضفي حالة الانكسار على أدائي لأحمّل الشخصية إرثا ثقيلا من القهر والذل والإهانة، أتمنى أن أكون قد وفقت في ذلك.

كان لك فيلم باسم “جهاد في هوليود  من إنتاج جامعة “southern California“، وظهر فيه الاسم واضحاً دون إحراج من تأثير كلمة “جهاد” على الأمريكيين، فما هو سبب استخدم اسم جاي عبدو بدلاً عن اسمك الصريح؟

لقد صعق بعض الأمريكيين حين عرفوا أن إسمي جهاد!

 كنت أظن أن الأمريكي يفهم معنى الجهاد الحقيقي والذي أعتز به، ولكنني فوجئت بأن نسبة كبيرة تربط بيني وبين قتل أو تفجير أو حتى اختطاف ولو بعد حين!.

اسم جهاد أو جهادي في الإعلام الغربي يستعمل ليثير الخوف والقلق في نفوس المواطنين الغربيين، لكن هذا لا يمنع أن صديقا لي وهو أمريكي يدرس في الجامعة كثير الأسفار يصر على مناداتي باسمي الحقيقي ولكن بصوت خافت.

أفتخر باسمي ولن يكون اسمي ان شاركت بأي عمل عربي إلا جهاد عبده.

أين يريد ان يصل جهاد عبدو في أمريكا؟ ولماذا؟

أطمح بالوصول للقمة… لا أعرف أين هي لكن أظن أنها مشروعة وليست مستحيلة.

حين قابلت أحدهم في بداية دخولي أمريكا قال لي حرفيا: “أراك تحقق مبتغاك صديقي لأنك إنسان حقيقي”.

وصفت في حسابك الشخصي “المشهد السوري باختصار شديد” من خلال فيلم قصير تحت اسم“Fallen Art”من إخراج Tomasz Bagiński؟ ماذا عبر لك هذا الفيلم؟

أفضل مشاهدة الفيلم لأكثر من مرة لكي يفهم القارئ قصدي.. فتفسير الفن البصري لا يتم بشرحه بالكلام.

ماذا أصبحت تعني سوريا اليوم لكم؟

سوريا بالنسبة لي هي الأساس والمبتغى،سيأتي يوم أذهب فيه إلى دمشق القديمة وأحتسي القهوة برفقة من أحب وأستمع مجددآ لآذان مسجد وجرس كنيسة يتعانقان.

ماهي الحلقة الأخيرة لمسلسل الحرب فيها برأيك؟

إن الحلقة الأخيرة لمسلسل الحرب حين نعي أننا كنّا نقاتل إخوتنا من لحمنا ودمنا!

وأننا استيقظنا بعد فوات الأوان! ثم ننظر خلفنا لكل ذاك الدمار ولا نجد من يعيد بنائه.

 

شارك هذا المقال