4 دقائق قراءة

جيش الإسلام يصادر مستودعا طبيا، ويشعل أياماً من الوقفات الاحتجاجية

اضطر مستشفى في الغوطة الشرقية المحاصرة بدمشق، تدعمه منظمة أطباء […]


2 يونيو 2017

اضطر مستشفى في الغوطة الشرقية المحاصرة بدمشق، تدعمه منظمة أطباء بلاحدود بشكل أساسي، إلى “تأجيل العمليات الجراحية للمرضى” بعد أن صادر ثوار محليين 90% من مستهلكات المشفى الطبية، وفق ما قال مدير المستشفى لسوريا على طول.

وصادر جيش الإسلام مستودعاً لمشفى السلام الجراحي بما فيه من أدوات جراحية وأجهزة غرف العمليات وأدوات التخدير والمسكنات في الشهر الماضي، بعد اندلاع اقتتال عنيف بين الفصائل المتنازعة في الغوطة الشرقية.

وكان المستودع الواقع في عربين، شمال الغوطة الشرقية، يقع في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام حتى الجولة الآخيرة من الاقتتال، حين سيطر جيش الإسلام على المنطقة. و”قامت عناصر ملثمة بأخذ كل شيء وإفراغ محتويات المستودع كاملاً”، وفق ما قال أبو محمد، مدير مستشفى السلام الجراحي لمراسلي سوريا على طول، مجدولين الزعبي ويزن توركو.

وأنكر المتحدث باسم جيش الإسلام اتهامات مدير المشفى، وقال لسوريا على طول في يوم الخميس أن المقاتلين الثوار صادروا المستودع لأن هيئة تحرير الشام تدخر المستلزمات الطبية.

وقال حمزة بيرقدار، المتحدث باسم جيش الإسلام، “سنردها (المستلزمات) إلى أهالي الغوطة الشرقية بأقرب وقت ممكن”.

ورغم الوقفات الاحتجاجية على مدى أيام والتي تطالب باستعادة المستودع، إلا أن جيش الإسلام لم يقم بإعادة أي من التجهيزات الطبية للمستشفى، الذي بات عمله حالياً محدوداً بالإجراءات الجراحية الأساسية.

متى تمت مصادرة مستودع مشفى السلام الجراحي وكيف؟

كانت المشفى في السابق في عربين، ولكن في ظل القصف تم استهداف المشفى من قبل النظام مما أحدث فيها أضرارا كثيرة وكان المستودع الطبي في قبو المبنى ولم يتأثر بالقصف، فقمنا بنقل المشفى إلى القطاع الأوسط (المنطقة الجنوبية في الغوطة الشرقية، ويحكمها بشكل رئيسي هيئة تحرير الشام وفيلق الرحمن) ولم ننقل المستودع لأن مكانه آمن ولا يوجد في البناء الجديد قبو.

وفي 28/04/2017 شنّ جيش الإسلام هجوماً لاستئصال هيئة تحرير الشام على حسب زعمه، وتمكن جيش الإسلام من السيطرة على منطقة عربين، وعندما علمنا بذلك اتصل رئيس المكتب الطبي الموحد في الغوطة برئيس الهيئة الطبية لجيش الإسلام وأخبره بأن المستودع الطبي عائد لمشفى السلام، وعند اقتحام المستودع ذهب أمين المستودع وفتح المستودع ليؤكد لهم بأنه مستودع طبي لمشفى السلام، وتحدث أمين المستودع مع عناصر ملثمين أقروا أنها من جيش الإسلام، ولكنهم قاموا بأخذ كل شيء وإفراغ محتويات المستودع بشكل كامل.

الكادر الطبي يتظاهرون لاستعادة المستلزمات المسروقة من المستودع الطبي لمشفى السلام الجراحي. حقوق نشر الصورة لمشفى السلام الجراحي.

ما هي تأثيرات مصادرة المستودع على العمليات في المشفى؟

المستودع يحتوي على جميع مستلزمات غرفة العمليات، ويؤمن القسم الأكبر من مستهلكات المشفى الطبية 90%، من أدوات جراحية وأجهزة غرف العمليات وأدوات التخدير والمسكنات وتم إيقاف المشفى عن العمل ما يقارب الشهر بسبب نقص المواد.

وفي ظل الأزمة والنزاع الداخلي ازداد عدد المصابين والجرحى، وازداد الوضع الطبي بالمنطقة سوءاً. بالإضافة إلى وجود بعض المرضى ممن كانوا بحاجة عمليات جراحية في تلك الفترة وتم تأجيلها مما أدى لتدهور وضعهم الصحي.

وبعد شهر قامت المنظمة الداعمة “أطباء بلا حدود” بتقديم بعض المواد والأجهزة ولكن لم تسد حاجة المشفى بشكل كامل.

هل يمكن أن تتحدث عن احتجاجات الكادر الطبي؟ وما هي مطالبكم؟

يوم السبت الماضي  قام الكادر الطبي لمشفى السلام الجراحي بوقفات احتجاجية، وما زالت الوقفات إلى هذا اليوم.

بالاضافة إلى قيام المشافي والنقاط الطبية في القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية بوقفات أخرى تضامناً مع مشفى السلام الجراحي.

المطلب الرئيسي للوقفات والاحتجاجات إعادة المستودع الطبي التابع لمشفى السلام الجراحي الذي هو حق لأهل الغوطة الشرقية جميعهم دون استثناء، بالإضافة الى ضرورة تحييد الكوادر والمنظومات الطبية عن الاقتتال والصراعات العسكرية الداخلية.

هل تواصلتم مع جيش الإسلام لحل الخلاف؟ وماذا كانت النتيجة؟

أعدنا القضية مرة أخرى للمكتب الطبي الذي بدوره أعاد التواصل مع رئيس الهيئة الطبية لجيش الإسلام، أنكر رئيس الهيئة تارة، وعاد ليتهم الفصائل الأخرى بالإستيلاء على المستودع تارة أخرى، ثم ادعى أن محتويات المستودع كانت قليلة .

بعدها اعترفت قيادة جيش الإسلام بالمستودع أمام عدد من أطباء الغوطة في اجتماع بهذا الخصوص، ورفضت القيادة إعادة المحتويات رغم حصولها على بيان يؤكد أن المشفى غير تابع لأي فصيل .

وتم إخطار منظمة أطباء بلا حدود بآخر التطورات والتفاصيل، ولكن جميع المحاولات والاتصالات باءت بالفشل حتى هذه اللحظة .

كيف هي علاقة كوادر وإدارة المشفى بالفصائل المسيطرة؟ وفي حال تبدل السيطرة في المنطقة وسيطرة فصيل آخر، ما التأثير الواقع على المشفى؟

المشافي بشكل عام ليس لها علاقة بالفصائل، أما الأشخاص العاملين بالمشافي تختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم، ولا يؤثر ذلك على العمل الطبي بتاتاً.

ومشفى السلام الجراحي منشأة صحية مدنية خيرية، تخدم الجرحى مجاناً من مدنيين وعسكريين على حد سواء، وجميع المرضى من فقراء ونازحين وغيرهم، والمشفى مستقلة عن أي حراك أو تشكيلات سياسية وعسكرية .

ومثل جميع المشافي يضم المشفى كوادر من كافة التيارات والتوجهات في الغوطة، وتربطنا علاقة وثيقة بالمكتب الطبي الموحد والنقاط الطبية، وقد توافد على المشفى خلال فترة عمله أطباء من كافة أنحاء القطاع الأوسط .

الجدير بالذكر أننا و قبل يومين من مصادرة جيش الأسلام للمستودع، قمنا بإجراء عمليات لمصابين من جيشه، وما زلنا إلى الآن إذا جاء منهم من هو بحاجة لعملية تتم معالجته دون تمييز.

حالياً المشفى يحاول متابعة مهامه والقيام بعمله، مع الرفض القاطع لإقحام المشفى في الصراعات السياسية والفصائلية، والعمل وفق مبادئ منظمة أطباء بلا حدود .

أما في حال تبدل السيطرة، فلا يمكن الإجابة عن هذا السؤال حالياً، ففي الصراعات لا يمكن الجزم بالنتائج والمآلات التي تقع على أي منشأة طبية، فكل فصيل له منظومته الأمنية والإستخباراتية، وبالتأكيد السيطرة وتبدل السيطرة تؤثر على المنطقة بشكل كامل ومن ضمنها النقاط الطبية والمشافي  .

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال