4 دقائق قراءة

حصار المعارضة لبلدتي كفريا والفوعة في محافظة إدلب ينتهي بإجلاء كامل للسكان

وصول السكان الذين تم إجلاؤهم من الفوعة والكفرية إلى جنوب […]


وصول السكان الذين تم إجلاؤهم من الفوعة والكفرية إلى جنوب حلب، الواقعة تحت سيطرة الحكومة، يوم الخميس. الصورة من سانا.

تم إجلاء جميع ماتبقى من سكان بلدتين ذات غالبية شيعية من محافظة إدلب إلى محافظة حلب الواقعة تحت سيطرة الحكومة، يوم الخميس، بأحدث نزوح جماعي للمدنيين خلال الحرب المستمرة منذ سبع سنوات في سوريا، بموجب اتفاقية مع فصائل المعارضة ليتم بذلك إنهاء الحصار الذي دام ثلاث سنوات من قبل المعارضة للبلدتين.

ونشرت صفحة “كفريا والفوعة المحاصرتين” الأخبارية على الفيسبوك يوم الخميس”كفريا والفوعة خاليتان من أهلها وأصحابها، ولم يبق فيهما إلا الذكريات وقبور الأجداد والشهداء”.

ووافقت فصائل المعارضة السورية، في مطلع هذا الأسبوع، على اتفاقية تمت مع مفاوضين إيرانيين من أجل إخلاء جميع ماتبقى من سكان كفريا والفوعة الواقعتان في محافظة ادلب والذي يقارب عددهم 7000 شخصاً، مقابل الإفراج عن أكثر من 1500 معتقل لدى الحكومة وحزب الله، بحسب ماذكرت سوريا على طول.

وكانت فصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام، وهي تحالف إسلامي متشدد يتبع لتنظيم القاعدة سابقاً، حاصرت الفوعة وكفريا منذ عام 2015.

وفي منتصف ليلة الأربعاء، بدأت 121 قافلة ترافقها سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر العربي السوري بمغادرة الفوعة وكفريا، وفقاً لما أكده محمد حاج صادق، الذي يقوم بالتنسيق بين فصائل المعارضة والبلدتين المحاصرتين.

وأضاف الصادق أن “القوات التركية” سترافق قافلات الإخلاء أثناء الرحلة من المعبر إلى بلدة العيس الحكومية في ريف حلب الجنوب، وذلك من أجل  “ضمان سلامة القافلة”.

واستمرت حافلات الإجلاء في الوصول إلى الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة إلى منتصف بعد ظهر يوم الخميس، حسبما أفادت به وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، وموقع “الميادين” الإخباري اللبناني المؤيد للأسد. وبعد وصول القافلات، تم نقل سكان الفوعة وكفريا إلى مراكز إقامة مؤقتة تم إعدادها للأشخاص الذين تم إجلاؤهم.

معتقلون سابقون لدى النظام وسط عملية إخلاء أهالي كفريا والفوعة يوم الخميس. الصورة من صفحة نداء سوريا.

وأثناء طريقها إلى الأراضي الحكومية، رُميت بعض نوافذ الحافلات بالحجارة من قبل “مسلحين” وأصيبت امرأة واحدة من سكان الفوعة وكفريا بجروح، بحسب ما أفادت به صفحة “شبكة أخبار الفوعة وكفريا“. كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره في المملكة المتحدة، أنه تم القاء الحجارة من بلدة تفتناز شمال شرق مدينة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

وبعد عملية الإجلاء، أصدرت هيئة تحرير الشام وحكومة الإنقاذ السورية، المدعومة من هيئة تحرير الشام والتي تدير الكثير من محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة، بيانات منفصلة أعلنا خلالها “الفوعة وكفريا مناطق عسكرية” ومنعوا أي مدني أو مقاتل من الدخول إليهما إلى أن يتم إنهاء عمليات إزالة الألغام الأرضية والمتفجرات المزروعة. وأقر بيان هيئة تحرير الشام أنه بمجرد الانتهاء من “تمشيط المنطقة” سيتم إعطاء النازحين والمهجرين الأولوية للانتقال إلى المنازل المهجورة.

وأفادت وسائل الإعلام المحلية التابعة للمعارضة عن مقتل أحد مقاتلي المعارضة وأصابة آخرين بسبب الألغام الأرضية بالقرب من الفوعة وكفريا يوم الخميس.

وبالرغ من ذلك، فإن الصور ومقاطع الفيديو التي تم تداولها على وسائل التواصل الإجتماعي يُزعم أنه تم تصويرها من داخل مدن إدلب التي تم إجلاء سكانها، يوم الخميس. كما قام أحد مراسلي “أورينت” الأخبارية التابعة للمعارضة بتصوير نفسه وهو يمشي داخل الفوعة المهجورة يوم الخميس، بينما نشر مصور محلي صوراً للشوارع الفارغة والمباني االمتضررة بسبب الرصاص داخل المدينتين.

وتذكرنا تلك الصور، بالإضافة إلى صور الأشخاص الذين تم إجلاؤهم على متن الحافلات الخضراء، بمشاهد مماثلة حدثت في الأشهر الأخيرة أثناء إخلاء البلدات والمناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة مثل شمال حمص والغوطة الشرقية وجنوب دمشق.

وقال عماد الدين مجاهد، المتحدث باسم هيئة تحرير الشام، لسوريا على طول يوم الخميس أن ” الاتفاق الأخير بين غرفة عمليات إدلب و ريفها والعدو الإيراني يهدف لحماية المنطقة وتطهيرها من المليشيات الإيرانية ” مضيفاً أن “الوضع الحالي للثورة يتطلب إنهاء هذا الملف”.

وتضمنت صفقة الإجلاء، هذا الأسبوع، تبادل الأسرى الذي كان “يجري في نفس اللحظة” بحسب ماقاله المجاهد. وأضاف “أن من بين1500 معتقل ومعتقلة لدى الحكومة السورية الذين سيتم إطلاق سراحهم بحسب الاتفاقية، 80% منهم تم اعتقالهم منذ بداية عام 2018، و20% فقط تم اعتقاله بين2011-2017”.

ووصل مالايقل عن 400 معتقل من المفرج عنهم بموجب الاتفاقية إلى منطقة تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا، يوم الخميس، حسبما ذكر “نداء سوريا” الموقع الإخباري التابع للمعارضة.

كما نصت الاتفاقية أيضاَ على إطلاق سراح عدد غير معروف من القرويين العلويين الذين اختطفتهم هيئة تحرير الشام، عندما كانت تعرف آنذاك باسم جبهة النصرة، من مدينة اشتبرق في جنوب شرق إدلب منذ ثلاث سنوات، رغم أنه لم تنشر أي أنباء عن إطلاق سراحهم قبل وقت النشر. وذكرت الحكومة السورية أن القرووين تحتجزهم هيئة تحرير الشام منذ أن استولى الفصيل المتشدد على مدينة اشتبرق عام 2015، كما قام بقتل ما يصل إلى 200 مدنياً هناك.

 

ترجمة بتول حجار

 

 

 

شارك هذا المقال