4 دقائق قراءة

حل جيش العشائر شمال سوريا، وسط اتهامات لـYPG بفرضها الحصار

“نظراً لعدم وصول أي دعم لجيش العشائر وضعف الإمكانات التي […]


7 يناير 2016

“نظراً لعدم وصول أي دعم لجيش العشائر وضعف الإمكانات التي يمتلكها”، أعلنت جبهة ثوار الرقة حل تشكيل جيش العشائر، و ذلك إثر “الحصار الكردي الخانق” بعد سلسلة من المناوشات والتصادمات والتي يبدو وأنها وترت التحالف مع وحدات حماية الشعب، في شمال سوريا، وفق ما قال مصدر عسكري في الرقة، لسوريا على طول.

وكان جيش العشائر المؤلف من 2000 مقاتل، غالبيتهم من أبناء تل أبيض والذي شكله شيوخ العشائر العربية في محافظة الرقة، شمال سوريا، منذ أكثر من شهرين، قبل بيان يوم الإثنين، داعماً لـ لواء ثوار الرقة، فصيل في الرقة  تابع للجيش السوري الحر سابقاً، وقاتل إلى جانب القوات الكردية في انتزاع بلدة تل أبيض وكوباني على الحدود السورية من تنظيم الدولة. و اندمج جيش العشائر واللواء حينها ليشكلوا قوة قتالية أكبر، سميت بجبهة ثوار الرقة.

في تشرين الثاني، دخلت جبهة ثوار الرقة بتحالف أكبر وأصبحت المكون العربي السني الأبرز بقوات سوريا الديمقراطية، والذي تقوده وحدات حماية الشعب الكردية. وأنشئت قوات سوريا الديمقراطية ، والتي تدعمها الولايات المتحددة الأميركية، لتتولى مسؤولية مواجهة  تنظيم الدولة في شمال سوريا.

وبدت الشراكة بين الأكراد والعرب كتحالف واعد في البداية، نظراً للتنسيق السابق بينهما في المعارك.

وكجزء من جبهة ثوار الرقة، فإن جيش العشائر أبدى في بيانه الأول،الرغبة في العمل إلى جانب قوات وحدات الحماية المشتركة، وذلك لتحقيق الهدف المشترك في طرد مقاتلي تنظيم الدولة من شمال سوريا.

“الأكراد هم إخوتنا، ونحن نقاتل عدو مشترك بيننا وبينهم ونعمل على تحرير الرقة من ظلم داعش،” قال قائد جيش العشائر، في تصوير مسجل في تشرين الأول، معلناً بذلك تشكيل الجيش.

على أية حال، فإن التنسيق المشترك بين جيش العشائر والقوات الكردية في السعي لتحقيق “الهدف المشترك”،  سرعان ما تلاشى في الأسابيع الثلاثة الماضية، حين نشر جيش العشائر بياناً شديد اللهجة، يتهم به وحدات الحماية المشتركة بسلسلة من الجرائم بحق العرب في شمال سوريا. وجاء في الإتهامات إطلاق النارعلى أحد عناصراللواء في قرية العنتر بريف تل أبيض الغربي والتهجير الممنهج لعشرات القرى العربية بحجة انتماء أبنائها لـداعش.

وفي نفس البيان الذي صدر في كانون الأول، حذر جيش العشائر وحدات الحماية الكردية YPG من الإقتراب من مناطق سيطرتها، وطالب بفتح تحقيق دولي حول جرائم الحرب التي التي قامت بها القوات الكردية.

ورداً على ذلك، لجأت القوات الكردية إلى  حصار جيش العشائر في ريف تل أبيض منذ نحو ثلاثة أسابيع، وذلك بعد ما أصدر الجيش بيانا شجب فيه جرائمYPG ، وفق ما ذكر العربي الجديد، مستشهداً بمصادر قريبة لجيش العشائر الذي تم حله 

والأمر الذي ما زال يلفه الغموض، هو لماذا  حل جيش العشائر، بدلاً من فك ارتباطه  ببساطة بوحدات الحماية المشتركة

ولم توجه جبهة ثوار الرقة في بيانها أصابع الإتهام لأي جهة معينة في حل تشكيل جيش العشائر،وذكر مصدر عسكري طلب عدم ذكر اسمه، لسوريا على طول “صدر بيان بحل جيش العشائر فعلاً، ولكن مع الحصار من قبل وحدات حماية الشعب بالتأكيد سينحل الجيش”. 

وذكرت صفحة الرقة تذبح بصمت في 29 كانون الأول أن “وحدات الحماية الكردية وحلفاؤها يفرضون حصارآ خانقا على جبهة ثوار الرقة ( لواء ثوار الرقة – جيش العشائر(لليوم الخامس عشر على التوالي ومنعهم من دخول تل أبيض لنقل الجرحى بالاضافة الى منع المواد الغذائية وكل مقومات الحياة”.

وأستخدمت وحدات القوات الكردية سلاح الحصار لمعاقبة أوتهميش العشائر العربية التي كانت تقاتل إلى جانب اللواء، وفق ما قال المصدر العسكري، وحتى على حساب تحقيق هدفها الأكبر في قتال تنظيم الدولة.

وبين المصدر العسكري الموجود في الرقة أن “وحدات حماية الشعب منعت عن شركائها لواء ثوار الرقة الذخيرة للتقدم في المعارك التي تشهدها عين عيسى بين لواء ثوار الرقة وداعش “.

ولم يكن واضحاً مباشرة، الدور الذي لعبه الحصار المزعوم في حل جبهة ثوار الرقة لحلفها العشائري ذي الشهرين. ربما رأت جبهة ثوار الرقة بإزالة الجيش الذي هدد في بيانه زعزعة التحالف المشحون أساساً مع الاكراد الممثل بقوات سوريا الديمقراطية، خطوة تتحاشى فيها الصراع المحدق مع شريكها الكردي. فجبهة ثوار الرقة حتى وقت النشر ما تزال ضمن تحالف قوات سوريا الديمقراطية.

ومع أن عدة مصادر أكدت الحصار الكردي للثوار العرب في تل أبيض، إلا أن مصدراً واحداً على الأقل نفى الإدعاءات.

وقال مصطفى عبدي، صحفي كردي، صحفي معني بتغطية أخبار كوباني “لا يوجد حصار، فجيش العشائر يوجد بمساحة كبيرة، و يوجد بمناطق يسيطر عليها ولا توجد فيها القوات كردية”.

الجذور المقوضة  للتحالف المتهالك

حصارYPGلحلفائها ظاهرياً، في تل أبيض، هو التصعيد الأخير في سلسلة من الإتهامات والإستفزازات التي دامت لشهور بين العرب والأكراد في شمال سوريا، مابين قتال عدو يجمعهما ،وتصادم مع غايات ومطامح بالسيطرة على الأراضي المحلية.

 

وسبق لسوريا على طول وأن كتبت عن التوتر القائم بين قوات وحدات الحماية الكردية وحلفائها، من الفصائل الثورية العربية السنية، بشأن ما يسمونه تجاوزات وحدات الحماية الكردية في الأراضي العربية. ونشرت سوريا على طول في أذار الماضي، تقريراً عن حرق وحدات YPG لمنازل العرب في  أقصى شمال شرق محافظة الحسكة.

 

وفي  تقرير صدر في شباط، شجبت منظمة العفو الدولية “التهجير المتعمد لآلاف المدنيين وتقويض قرى بأكملها في المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية …التي يقودها حزب الإتحاد الديمقراطي السوري  PYD. و وحدات الحماية الكردية هي الجناح المسلح لـ PYD.

وقال أكرم الصالح، مراسل مع قوات  YPGفي الحسكة، لسوريا على طول، في أيار الماضي، رداً على تقارير تشير إلى أن YPG تقوم بطرد العرب من أراضيهم في الحسكة، شرقي الرقة “أن ذلك مجرد هراء”.

ونفت قواتYPGإجلاء العرب من المناطق الكردية، وقال القائد العام لـYPG،سيبان هيمو، في مقابلة مع الصحفي الكردي ملتو سفير في تشرين الماضي: التطهير العرقي “ليس مايحدث على الأرض”.

شارك هذا المقال