9 دقائق قراءة

خبيرة أمريكية: الحرب السورية لم تكن نقشاً على الألواح الحجرية وما كان يجب أن تحدث

مع حلول 22 تشرين الثاني،  باتت مدينة حلب الشرقية، المعقل […]


29 نوفمبر 2016

مع حلول 22 تشرين الثاني،  باتت مدينة حلب الشرقية، المعقل الأكبر للمعارضة، على وشك الانهيار، فالطائرات الحربية الروسية تقصف، دون كلل أو ملل، أهالي شرقي حلب البالغ تعدادهم 250 ألف نسمة.

ويستخدم النظام السوري المدفعية والهاون وقذائف الدبابات ونيران الرشاشات الثقيلة، بينما تقاتل الميليشيات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد على الأرض لاختراق جانب المدينة الخاضع لسيطرة الثوار . وفي يوم الجمعة الموافق  18 تشرين الثاني، تم تدمير أخر مستشفى في شرقي حلب.

وبات “المستقبل مرعبا”، وفق ما قالت فاليري سزيبلا، المديرة التنفيذية لمعهد سوريا في العاصمة واشنطن، لسوريا على طول. 

وفي حوار خاص معها، أوضحت سزيبلا، كيف ضيعت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما عدداً من الفرص التي من شأنها أن تنهي الحرب في سوريا.

وقالت “كان هناك الكثير من النقاط المفصلية، وفيما لو اتُخذ أثنائها قرارات مختلفة كانت بلا شك ستعود بنتائج مختلفة”. هذا السيناريو، والذي  تحول إلى صراع دولي خارج عن السيطرة، دمر سوريا بأكملها، وبعضاً من الدول المجاورة لها، هذا  لم يكن منقوشاً على الألواح الحجرية، وما كان يجب أن يحدث.

محادثة سزيبلا مع المراسل والمحرر في سوريا على طول جستن شوستر، هي الأحدث في سلسلة مقابلات تستقرأ تأثير رئاسة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على سياسة أميركا في الشرق الأوسط، ولا سيما سوريا. (المحادثة الأولى لسوريا على طول، مع جوشو لانديز، هنا، والمحادثة الثانية لسوريا على طول معالسفير جون نيغروبونتيمدير سابق للاستخبارات القومية الأمريكية، هنا).

و”قال الرئيس أوباما إن سوريا هي ما يؤرقني في ليلي (…) ولكنه لا يعلم ما الذي كان يمكن أن يفعله بشكل مختلف”، وفق ما قالت سزيبلا، موضحة أن ذلك “مزعج جداً بالنسبة لأولئك الذين يتابعون سوريا منذ البداية”.

في كل يوم على ما يبدو، الوضع في سوريا يتحدى التوقعات ويصبح مأساوياً أكثر فأكثر. هل يمكن أن تدفع إدارة ترامب السياسة إلى منحى أسوأ مما رأينا أنها تنحدر إليه خلال الخمس سنوات الماضية؟

هيلاري كلينتون لديها اطلاع واسع وفهم عميق بالصراع في سوريا من خلال الزمن الذي أمضته كوزيرة الخارجية في أميركا. بالنسبة لدونالد ترامب، فهناك الكثير من علامات الاستفهام. وكثير من الأمور ستعتمد على مجلس وزرائه، حين يختارهم نرى من سيُملي سياساته الخارجية والعسكرية والشرق أوسطية.

المستقبل مخيف، وبصراحة تامة، واعتماداً على الأقوال التي ألقاها دونالد ترامب، عرضاً، مثل اشباع رقعة تنظيم الدولة قصفاً من أساسها. فإذا كان سيأخذ بوجهة نظر روسيا عن أماكن تواجد تنظيم الدولة، فهذا يعني أنه يتحدث عن اشباع رقعة المدنيين السوريين قصفاً. وهذه أفكار سوداوية جداً، ولكنها تترك إشارة استفهام كبيرة؛ ومن الصعب الخوض فيها الآن.

خلال مسار الحملة الانتخابية، ظل دونالد ترامب يردد باستمرار أن الولايات المتحدة ستتوقف عن تسليح فصائل الثوار. فما هي النتائج المترتبة عن الانقطاع الكلي في تجهيز وتمويل ودعم الثوار السوريين؟

هذه مسألة معقدة، ومن الصعب البت فيها لأن هناك قنوات متعددة تدعم فصائل المعارضة المسلحة. كان لدينا برامج تدريب وتجهيز معلنة، كما كان لدينا برامج تدريب سرية. هي مسألة تعتريها الفوضى.

تحرينا عن الفصائل المعتدلة والوطنية. وهذه الفصائل تعتمد الآن على الولايات المتحدة في السلاح والتدريب والرواتب. وهي في الخط الأول في مجابهة تنظيم الدولة في عدة أجزاء من البلد. حين تقطع الدعم عنها، فأنت تضعفها، وما تفعله في الواقع هو تمكين تنظيم الدولة من السيطرة على الأراضي. فهذا هو الواقع والنتائج العكسية له.

مالذي خرجت به إدارة أوباما فيما يتعلق بسياسة سوريا سوى الفشل؟

كان فشلاً ذريعاَ، أعلم أن أوباما في مقابلاته قال إن هذا ما يؤرقه، وكان يشعر بالاستياء لأنه لم يستطع أن يدير الأمور بشكل مختلف، ولكنه لا يعلم ما الذي كان يمكن أن يفعله بشكل مختلف. وهذا مزعج جداً بالنسبة لأولئك الذين يتابعون سوريا منذ البداية.

كان هناك الكثير من النقاط المفصلية، وفيما لو اتخذت أثناءها قرارات مختلفة كانت ستعود بلا شك بنتائج مختلفة. هذا السيناريو والذي تحول إلى صراع دولي خارج عن السيطرة دمر سوريا بأكملها، وبعضاً من الدول المجاورة لها، هذا لم يكن منقوشاً على الألواح الحجرية، وما كان يجب أن يحدث.

سواء أأعجبنا أو لم يعجبنا، فالولايات المتحدة كانت على الأرجح اللاعب الأساسي. اعتماداً على قوتنا العسكرية والمكانة التي نحتلها في العالم؛ فنحن كنا صاحب الدور الأساسي الذي كان من الممكن أن يتخذ إجراءات أكثر حسماً في عدة نقاط مختلفة. هذه الحرب لم تنتهي، وهي تزداد سوءاً.

فما هي تلك النقاط المفصلية الهامة خلال السنوات الخمسة الماضية؟

اليوم، روسيا هي حجر العثرة الأكبر، ولكنها لم تتدخل حتى عام 2015. إيران لم تأت بكامل قوتها لدعم النظام حتى بدايات 2013. فحكومة الأسد لا تعدو كونها ظلاً لما كانت عليه، وما كانت لتصمد بذاتها.

حتى عام 2013، لو أننا ألقينا بدعم أكبر لمساندة قوات سوريا الديمقراطية، كنا اجتثثنا الجهاديين منذ ظهورهم، وتمدد إيران، وحزب الله، واستعمال روسيا لسوريا كمنصة الوثب للسلطة، كل هؤلاء تهافتوا على الفوضى ليزيدوا من سلطاتهم. قبل عام 2013على الأقل، كان في كل يوم هناك مخرج محتمل.

ولكن بعد أن بدأت إيران تتدخل بكامل قوتها، أصبح الأمر أقسى بكثير، ومن ثم في عام 2015، أصبح حتى في غاية الصعوبة.

وإحدى أكثر النقاط محورية، تعود إلى عام 2013 بعد السلاح الكيماوي في 21 آب، حين أطلقت الحكومة عدداً من الصواريخ الممتلئة بالسارين على 11 أو 12 بلدة حول دمشق، وقتلت 1500 شخص في هجمة واحدة. تلك البلدات ما زالت تحت قيد الحصار إلى اليوم.

وبعد ذلك، قال أوباما إنهم تجاوزوا الخط الأحمر، وبدا الأمر لبعض الوقت كما لو أننا سنضرب حكومة الأسد. فغيّرت كل شيء على الأرض. وكان ذلك هو الشيء الوحيد الذي جعل حكومة سوريا تخاف فعلياً. فأعادوا نشر قواتهم. وأخفوا كل شيء. يمكنك أن تتخيل إلى أي مدى كان ذلك يشكل تهديداً لهم. ولكننا لم نضرب، فلم يكن بعدها تهديداً يحسب له مثله، وحصل النظام على الثقة.

الآن، ما سيتسلمه ترامب، ليس سهلاً على الإطلاق. وأعتقد أن أفضل الاستراتيجيين ورجال الدولة، سيعانون من مشاكل لإخراجنا من هذا الحال، وبصدق لا أعتقد أن ترامب سيكون على قدر هذا التحدي.

كيف كان نبض الشارع في العاصمة واشنطن، ليلة الانتخاب؟

ليلة غريبة، كما لو أن المدينة كلها في حداد. كان هناك مظاهرات واحتجاجات، الناس لم تنم ليلها وكانوا يبكون في الشوارع.

بالنسبة لك، هل هناك ما يدعو للتفاؤل بالإدارة القادمة؟

لا. أعتقد أني ممتلئة جداً بأقوال دونالد ترامب لدرجة أن لا منفذ لبصيص من أمل، في هذه المرحلة، ولكن أملي هو أن تبرهن لي الأيام أني كنت مخطئة.

دعينا نحاول تفسير ما يعنيه هذا الانتخاب على مستقبل سياسة الولايات المتحدة في سورية؟

التعليق الوحيد، هو أن الانتخاب ما يزال حديثاً جداً وعلي أن أتمعن حقيقة في بعض هذه الأمور. فلم يكن هناك تصور مسبق عمّا سيتركه هذا السيناريو على سوريا والسياسة الخارجية بالمجمل.

لنبدأ بروسيا. خلال مسار الحملة قال، ترامب، المرشح للرئاسة، إنه مستعد لتسليم مسألة محاربة تنظيم الدولة لموسكو. فهل مثل هذه الأقوال تشكل خرقاً حقيقياً لسياسات إدارة أوباما التي لم تفعل أصلاً سوى القليل لكبح نفوذ بوتين في سوريا؟ وهل علينا أن نتخوف من أقوال ترامب؟

الولايات المتحدة تهدف بصدق إلى تدمير تنظيم الدولة لأننا نراهم تهديدا. إذن (تسليم سوريا لروسيا) ليس بالنهج الفعال؛ ففي الواقع ما تقوم به روسيا والأسد لا يتوافق مع خطاباتهم. وعملياتهم العسكرية التي تستهدف تنظيم الدولة قليلة جداً. وهم لا يحاربون تنظيم الدولة مثلما يحاربهم الأكراد، أو مثلما يحاربهم التحالف الذي تسانده أميركا.  

فيما يتعلق بمحاربة تنظيم الدولة، اقترح الرئيس المنتخب ترامب في أحد المرات نشر ما يقارب 20-30 ألف جندي أمريكي. هل مثل هذا التكليف الضخم ضروري في الحرب ضد تنظيم الدولة؟

لابد من الإجابة على هذا السؤال كجزء من الاستراتيجية الأكبر للولايات المتحدة بشأن سوريا (بمعرفة) حلفائنا على الارض. بصراحة، لم يكن هذا واضحا 100%. قد يكون ذلك متعمدا بسبب الخلافات بين الحلفاء، بما في ذلك الخلافات بين الأكراد وتركيا، وبين شرائح مختلفة من المعارضة المسلحة، نريد التحالف مع البعض منهم.

يجب أن ينبع الجواب من فكرة أكبر: ما هو هدفنا في سورية؟ هل هو محاربة تنظيم الدولة فقط أم إيقاف نظام الأسد أيضا، الذي يعتبر الكثير من الناس وجوده جزء لا يتجزأ من وجود تنظيم الدولة وبروزه؟ ما هي استراتيجيتنا المتماسكة؟

كيف يمكن فهم أهداف الولايات المتحدة في سوريا؟ وقبل الحديث عن الاستراتيجية، دعينا نجيب على هذا السؤال: ما هي مصالحنا القومية في سوريا؟

الأمر في سوريا معقد للغاية، ويزداد هذا التعقيد يوما بعد يوم نظرا لوجود شبكة من المصالح المتنافسة. إذا ارتكبت أي خطأ فسيكون هناك عواقب غير متوقعة، وأعتقد أن رئيسنا الحالي كان متحفظا جدا في مقاربته لهذا السبب. لست متأكدة من أن هذه الاستراتيجية هي الأفضل. حيث أتيح للكثير من الجهات الفاعلة التي لها مصالح تختلف عن مصالحنا بأخذ زمام المبادرة.

لقد لاحظت التناقضات في ما قاله دونالد ترامب حول سوريا. من جهتي أدركت أنه إلى الآن ليس لديه فهم واضح لما يحدث على أرض الواقع في سوريا.

الشيء الأكثر أهمية هو أن نفهم الدور الحقيقي لروسيا. وأسعى إلى وضع استراتيجية لا تتعلق فقط بتنظيم الدولة إنما تحاول استعادة مصداقية الولايات المتحدة نوعا ما. أعتقد أنه لم يكن هناك تناسق دائم بين أقوالنا وأفعالنا فيما يتعلق بسوريا. لقد فقدنا الكثير من مصداقيتنا بين حلفائنا لأننا لم نحارب من أجل قيمنا. هذا أمر خطير لأنه مكن الناس من الاستمرار في القيام بأشياء مثل استخدام السلاح الكيماوي، وهي أشياء قلنا أنها غير قابلة للتفاوض.

بشأن المصداقية، ناقشت سوريا على طول نتائج الانتخابات الامريكية مع عدد من السوريين. وكان من الغريب أن الشعور السائد لدى البعض، بغض النظر عن ما وصفه البعض بـ”العنصرية المجنونة” للسيد ترامب، أن الجميع تقريبا قالوا أنه الخيار الأفضل لمستقبل الشرق الأوسط. يقولون انه سينهي الإرث الأمريكي الدبلوماسي بازدواجية الكلام في المنطقة. هل هذا يلعب دورا في طريقة فهمكم لإعاده المصداقية الأمريكية المفقودة؟

تختلف (استعادة المصداقية) قليلا عندما تتحدث عن حلفائنا الإقليميين مقابل الناس على الأرض. ولكن إذا حاولت أن تضع نفسك مكان (السوريين) والتعرض للأشياء التي حدثت معهم في العام الماضي، فإنه من السهل جدا أن ترى من أين جاؤوا. السوريون لا يهتمون لما يقوله الساسة، وخاصة إذا كان رئيسنا يقف ويقول يجب أن يرحل الأسد ولكن بعد ذلك لا يتخذ أي إجراء لتحقيق ذلك. وفي الوقت نفسه، يتم قصفهم بالقنابل ومنهم من يخسر أطرافه، أفراد عائلته وفي بعض الحالات يخسرون أرواحهم.

سيكون كلاما فارغا تماما إذا قلنا أننا قد نجحنا في إزالة مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية ومن ثم لم نتخذ أي إجراء لمنع استمرار استخدام أنواع مختلفة من الأسلحة الكيميائية. السوريون يتعرضون للهجمات بشكل مستمر. انهم يشعرون بأنهم مهملين وأنهم وقعوا في تلك الفجوة بين ما نقول أنه يهمنا ومايحدث فعليا على أرض الواقع. كما يشعرون بأن سياساتنا خذلتهم وتم التخلي عنهم. الكثير من الأقوال والقليل من الأفعال للناس الذين  يعيشون حياة محفوفة بالمخاطر.

على الرغم من عدم وجود احتمالية لأن تحدث إدارة أوباما تغييرا كبيرا خلال الشهرين الأخيرين من رئاسة الولايات المتحدة، ما الذي يحاول معهد سوريا إنجازه خلال هذه الفترة من الزمن؟

أكملنا عامنا الأول، ونحن نخطط للتحول إلى إدارة أمريكية في عام 2017 أكثر انفتاحا من حيث الاستماع للتحليلات والخبرة من الخارج. وإدارة أوباما، مثل سياستها في سوريا، كانت ضد إدخال معلومات من الخارج. لذا لم يكن هناك أي تغيير.

من الممكن أن حساباتهم الداخلية ستتغير وفقا لمعالجة الرئيس ترامب للأمور في سوريا. وإذا أردنا مناقشة الأمور في سوريا لا يمكن تجاهل الوجود الروسي. فقد أصبحت روسيا إلى حد كبير، قوة معتدية، ولا يقتصر ذلك بالضرورة على محاربتها لتنظيم الدولة. إنهم  يقومون بأشياء غير مقبولة في القانون الدولي والأعراف الدولية. إن أكثر ما يثير القلق لدينا هو وجود علاقة محتملة بين دونالد ترامب وروسيا.

من ناحيتي، أتصور سيناريو الأشهر الأخيرة من ولاية أوباما بحيث تأخذ إدارة أوباما موقفا أكثر صلابة في رسم خط يضع حدا لروسيا، وهكذا لا يأتي ترامب ويتسلم وضعا غير محدد. وهي مجرد أمنيات بالنسبة لي.

كيف سيتم وضع حد لروسيا؟

من الواضح اليوم أن روسيا تحترم الفعل والقوة، ونحن كنا نتكلم فقط دون اتخاذ أي فعل. يمكننا أن نتعاون مع تركيا، التي دعمت بعض جماعات المعارضة السورية في محاربة تنظيم الدولة وطردهم من رقعة واسعة على الحدود التركية. يمكننا أن ندعم ما تقوم به تركيا بالضربات الجوية وننشئ منطقة حظر طيران. وهذا يشكل تحديا غير مباشر لروسيا التي لها الأولوية الآن في المجال الجوي في سوريا.

من جهة أخرى، يمكنك أن تفعل ما دعا إليه الكثيرون منذ مجزرة الكيماوي عام 2013 في دمشق. ويمكننا ضرب منشأة الأسد التي تستهدف المدنيين، وهو ما يعتبر رسالة قوية جدا الى روسيا.

وكنهاية لطيفة نوعا ما، يمكنك الضغط من أجل فرض عقوبات أكبر، وهو ما كانت الإدارة متوترة حيال القيام به بسبب محاولاتنا للتفاوض على مخرج للأزمة مع روسيا. طلبت الحكومة الأميركية من الكونغرس إيقاف قانون فرض العقوبات على الأشخاص الذين يدعمون النظام السوري. وهذا يشمل الكثير من الكيانات الروسية. ان العقوبات تشكل رسالة أقوى بكثير لروسيا بأننا لا نتكلم فقط إنما نقوم باتخاذ الإجراءات بشكل فعلي للقيام بما نراه ملائما.

تحدث دونالد ترامب حول إنشاء منطقة آمنة في سوريا. هل يمكن مناقشة جدوى إنشاء تلك المنطقة؟

التحدي الأكبر، مجددا، هو روسيا ووجهة نظر دونالد ترامب تجاه روسيا في هذا الصراع أن إقامة منطقة آمنة أمر ممكن جدا. وكان لدى القوات المسلحة خططا لفترة طويلة لأن ذلك كان ضمن قائمة الخيارات السياسية، وخصوصا أن تركيا الآن قامت بتطهير منطقة على الأرض، ولديها رغبة بأن تصبح منطقة عازلة أولية.

ومن ناحية عملية هذا ممكن، ولكن ذلك يتطلب درجة من المخاطرة. أما السيناريو الأسوأ فهو محاولة أي شخص (خلق منطقة آمنة) دون فهم كاف للديناميكيات على الأرض. واقعيا، يمكن أن أرى هذا يحدث إذا، على سبيل المثال، عملنا مع روسيا للقيام بدوريات مشتركة في منطقة آمنة. ومن شأن ذلك أن يغيب تماما حقيقة أن السوريين بحاجة ماسة لحمايتهم من القصف الجوي الروسي. أنت لا ترى الناس يفرون من هذه الممرات الإنسانية لأنك كنت تطلب من السوريين أن يضعوا أنفسهم في قبضة من يهاجمهم.

التحدي الأكبر أمام إنشاء منطقة آمنة هو أنك لا تريدها أن تصبح ملاذا آمنا للجهاديين، وهذا يتطلب قوة برية. أنا لا أقول بالضرورة القوة البرية الأميركية، ولكنه يتطلب القيام بدوريات على الحدود. لقد كان هناك الكثير من المقترحات لإنشاء منطقة آمنة. وقد يكون من المجدي أن نعزز القدرات الدفاعية وهي صيغة أخرى لذلك.

ترجمة: فاطمة عاشور وسما محمد

شارك هذا المقال