4 دقائق قراءة

خشية القصف: أهالي مسرابا يطالبون الفصائل المسلحة بالمغادرة

يطالب أهالي مسرابا، وهي بلدة من بلدات الغوطة الشرقية الخاضعة […]


2 أغسطس 2016

يطالب أهالي مسرابا، وهي بلدة من بلدات الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة الثوار في ريف دمشق، بمغادرة جميع الفصائل المسلحة، في محاولة لجعل البلدة أقل عرضة للاستهداف بالغارات الجوية والقصف.

فمنذ أسبوع مضى وبعد أن قتلت غارة جوية، وفق ما تواردت الأنباء، عشرات الأشخاص في البلدة. أصدر المجلس المحلي بياناً جاء فيه أن “أهالي البلدة يطالبون بخروج كافة المظاهر المسلحة من البلدة أياً كانت ولأي سبب وذلك لعدم تعرض البلدة وأهلها لأخطار ومآس وأضرار لا يستطيع أهل البلدة تحملها”.

وقال عضو في المجلس المحلي للبلدة لبهيرة زرير ومهران محمد، مراسلين في سوريا على طول، إن “هناك غضب شعبي كبير من قبل الأهالي على الحواجز الأمنية والأسلحة الثقيلة”.

وما يزال لجيش الإسلام وفيلق الرحمن حواجز في مسرابا وما حولها، البلدة التي تضم نحو 25 ألف نسمة. وتعهد كل من الجيش والفيلق بمغادرة مسرابا في أيار الماضي، بوصفها “منطقة محايدة”، كما جاء في اتفاق لوقف أسبوعين من الاقتتال المميت. ولم ينسحب جيش الإسلام حتى تاريخ 28 تموز وكان انسحابا جزئيا، في حين لازم الفيلق مكانه.

وقال عضو المجلس الذي طلب عدم ذكر اسمه، في حال عدم مغادرة الفصائل المسلحة “سنتظاهر سلمياً حتى تحقيق أهدافنا”.

وأضاف “ليس من المعقول بعد أن خرجنا على بشار الأسد بمظاهرات من أجل الحرية والكرامة أن يأتي فصيل يحجب عنا الحرية وحرية التعبير عما نريد”.

صورة عن بيان السلطات المحلية في مسرابا الاسبوع الماضي. حقوق نشر الصورة ل المجلس المحلي لمدينة مسرابا.

ما الهدف من نشر البيان وماهي الاسباب التي دعتكم الى نشره؟

الهدف من نشر البيان هو وقف كافة الأعمال العسكرية التي يقوم بها جيش الإسلام وفيلق الرحمن ضمن مسرابا.

فقد تحولت البلدة مؤخراً بسبب الصراعات إلى منطقة عسكرية بكل ما تعنيه الكلمة، فأغلقت الشوارع بالسواتر الترابية وحوصرت البلدة بالمتاريس االترابية ووضع بها حواجز أمنية لجيش الإسلام وآخر لفيلق الرحمن.

وسبب هذه الصراعات هي قضية الاغتيالات بين الطرفين.

(جيش الإسلام وفيلق الرحمن اثنان من أقوى الفصائل في الغوطة الشرقية والعلاقة بينهما متوترة منذ زمن طويل، وتطورت إلى اقتتال دام لأسبوعين في نيسان الماضي. وفي منتصف أيار كان هناك اتفاق بين الفصيلين نص على اعتبار مسرابا منطقة محايدة وانسحاب الفصائل المسلحة).

الأسباب التي دفعتنا إلى نشر البيان هو الغضب الشعبي الكبير من قبل الأهالي على الحواجز الأمنية والأسلحة الثقيلة مع العلم أن البلدة مدنية بامتياز وتحتوي على عدد كبير من المهجرين تجاوز 9000 أسرة من كافة قرى ومدن الغوطة الشرقية.

(يوم الجمعة الماضية) زارنا وفد من أهالي مسربا وهم ممثلين بمجلس أهالي مسرابا وهذا المجلس تشكل في بداية الثورة ويضم كافة الشرائح من مجتمع مسرابا، جاؤوا إلينا وقاموا بطرح أفكارهم بضرورة نقل جميع المظاهر المسلحة خارج البلدة كون البلدة مدنية بامتياز فهي صغيرة ولا تتسع لتلك الحواجز الموجودة في  البلدة ولاتتحمل قصف واستهداف طيران قوات النظام أو الطيران الروسي؛ فالبيت الواحد يوجد فيه عائلتين أو ثلاثة، وهذا من الضغط السكاني الكبير على هذه البلدة الصغيرة ففي الغارات الاخيرة وثقنا 25 شهيدا، 12 منهم من مسرابا و120 جريح اصابتهم خطرة.

قبل ان ياتي إلينا الوفد بيوم واحد خرجت مظاهرة نسائية فالرجال كانو متخوفين من القبضة الأمنية للفصائل في البلدة من اعتقال وضرب أو إطلاق الرصاص عليهم، وكانت المظاهرة تطالب بخروج المظاهر المسلحة المتصارعة فيما بينها وجابت كل البلدة، وفي اليوم الثاني من المظاهرة زارنا الوفد وتحدثنا مطولا ثم خرجنا بهذا البيان. ونحن كمجلس لا نستطيع مخالفة رأي أغلبية أهالي بلدة مسرابا الذين طرحوا هذا البيان وخرجوا بمظاهرات ضد القوى المسلحة، وهذا البيان لاقى استحسانا كبيرا لدى الأهالي.

 

ورد في البيان جملة “الإعلاميين المغرضين والانتهازيين”، فما الذي دفعكم لكتابة هذه الجملة؟

جملة الإعلاميين الانتهازيين والمغرضين التي وردت في البيان جائت بعد أن صور أحد الإعلاميين صورة لطفلة تحت الانقاض وذهب دون أن يساعدها فتسائل الأهالي هل الصورة أغلى من الإنسان وبكم باع هذه الصورة.

نحن في المجلس المحلي أصدرنا العديد من المنشورات نطالب بها الإعلاميين بالانطواء تحت المجلس المحلي عبر مكتبه الإعلامي، فالإعلام مسؤولية، ويجب أن تنشره جهة رسمية. فلدينا صفحة رسمية لكن الإعلاميين رفضو ذلك بحجة أنهم إعلاميين مستقلين، وأيضا عندما يحدث قصف يأتي هذا الإعلامي يصور القصف ويكتب اسمه واسم بلدة مسرابا ويعطيها للقنوات مقابل أموال بخسة، وبذلك يكون حدد هدفا للنظام للقصف مرة أخرى.

كثير من الاهالي بدؤوا يتوترون من الكاميرا؛ فالكاميرا لاتجلب إلا الطائرة والقصف، والعالم يعرف حقيقة المجازر والانتهاكات لكنهم متخاذلين فما الداعي لتصوير الذي لايجلب شيئا لنا؟.

كثير من الاعلاميين أيضاً لا يعرف ما هو الإعلام وماهي الصورة، وما يمكن أن يفعله فيديو أو صورة ما لبلدة ما.

 

في حال خرجت الفصائل ألا تتخوفون من تسلل داعش إليكم، أو سيطرة النظام على البلدة؟

لا نطالب الفصائل بالخروج من الغوطة، إنما نطالبهم بالخروج من بلدة مسرابا المدنية التي تبعد عن الخط الأول وعن الجبهات. وقد ذكرت لك سابقا أنها سوق تجاري لجميع الغوطة ومكتظة بالمدنيين، نحن نطالبهم بالخروج إلى جوبر مثلاً التي تقع على الخط الأول والكثير من القرى والمدن التي تقع على خط الدفاع الأول عن الغوطة وايضا الأحراش الكثيرة.

فالجيش الحر هم أهلنا ونحن حاضنتهمم الشعبية نفتخر بهم ونقدر أعمالهم الكبيرة فهم منا ونحن منهم.

لايمكن لداعش أن تتسلل إلينا أو تأتي إلينا وخاصة بعد معرفة الأهالي من هي داعش وما هي أهدافها؛ فهي ذات خلفية رجعية جاهلة، فمنذ سنتين كانت مسرابا تعج بهم إلا أن الجيش الحر طهر مسرابا منهم. وأيضا لايمكن للنظام ان يحتلها فهي  نائية وبعيدة عن خطوط المواجهة.

في حال عدم استجابتهم ماهي الإجراءات التي يمكن أن تتخذونها؟

في حال عدم استجابة الفصائل المسلحة، ذكرنا في البيان أننا سنتخذ الإجراءات من مظاهرات سلمية حتى تحقيق أهدافنا وسلامتنا وكرامتنا ومستقبلنا، فليس من المعقول بعد أن خرجنا على بشار الأسد بمظاهرات من أجل الحرية والكرامة أن يأتي فصيل يحجب عنا الحرية وحرية التعبير عما نريد، فلا نسمح بالظلم والاستمرار به مهما كانت الجهة، ولايمكن أن يكون هناك شيء بالإكراه كما يفعل نظام الأسد.

في حال استمر القصف بعد خروج الفصائل ما العمل؟

في حال تعرضت البلدة للقصف بعد خروج الفصائل فلا حول ولا قوة إلا بالله، نكون أخذنا بالأسباب التي تؤمن بها سلامتنا والله خير حافظ.

 

ترجمة: فاطمة عاشور

 

شارك هذا المقال