5 دقائق قراءة

خطة “وقف التصعيد” الروسية تجلب الراحة لبعض المناطق ولا تحدث فرقا في أخرى

دخلت خطة “مناطق وقف التصعيد”، في سوريا، والتي تقودها روسيا، […]


9 مايو 2017

دخلت خطة “مناطق وقف التصعيد”، في سوريا، والتي تقودها روسيا، يومها الثالث، الاثنين، مما شكل فترة راحة من أعمال العنف لبعض سكان المناطق الأربعة المشمولة في الاتفاق، في حين أفاد آخرون بزيادة وتيرة القتال.

وقال أسامة العمري، وهو ناشط إعلامي من مدينة دوما، لسوريا على طول، يوم الأحد، إن “فكرة المناطق الآمنة أتت متأخرة بعد ست سنوات من القصف والتصعيد والتهجير”.

إلى ذلك، شهدت الغوطة الشرقية فترة راحة نادرة خلت من الغارات الجوية والقصف اليومي، عقب دخول الخطة الدولية لإيقاف التصعيد في المناطق التي يسيطر عليها الثوار فى سوريا، حيز التنفيذ، في وقت مبكر من يوم السبت.

واعتبر العمري أن “الاتفاق مجحف بحق بعض المناطق، رغم أن الهدوء وتوقف القصف شيء جيد، ولكن يجب أن يعم كامل الأراضي السورية وليس فقط بعض المناطق، كما أننا لا نقبل بتهدئة في منطقة على حساب مناطق أخرى”.

ووافقت الجهات الحليفة للنظام السوري، روسيا وإيران، على الاتفاق الأسبوع الماضي، إلى جانب تركيا الجهة الداعمة للمعارضة في المحادثات التي تجري في أستانة، في كازاخستان، على إقامة أربعة “مناطق لوقف التصعيد”، في الأراضي التي يسيطر عليها الثوار، في جميع أنحاء البلاد.

من جهتهم، رفض مفاوضو المعارضة الخطة الروسية، يوم الخميس الماضي، ونددوا بدور إيران كما انتقدوا إقامة تلك المناطق التي تشكل خطوة نحو تقسيم البلاد.

وقال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، في مؤتمر صحفي، يوم الاثنين، أن حكومته ستلتزم بالاتفاق في حال التزم به الثوار أيضا. وفي المؤتمر ذاته، قال المعلم أن حكومة الأسد “لن تقبل بدور الأمم المتحدة أو أية قوات دولية” لمراقبة الاتفاق.

سوريون يركبون دراجة نارية، ويمرون عبر الأنقاض، في درعا الخاضعة لسيطرة الثوار، في 12 نيسان 2017. تصوير: محمد أبازيد.

وكان قائد إدارة العمليات العامة في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الفريق سيرغي رودسكوي، قال في بيان موجز، يوم الجمعة الماضي، أن “القتال بين قوات النظام وجماعات المعارضة المسلحة” سيتوقف في أربع مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، وذلك في إطار الاقتراح الروسي الذى دخل حيز التنفيذ في الساعة الثانية عشرة صباح السبت.

وأشار المسؤول الروسي إلى عدة مناطق هي ضواحي الغوطة الشرقية التي يحاصرها النظام، في دمشق، وكذلك مناطق في محافظتي درعا والقنيطرة، جنوب سوريا، على طول الحدود الأردنية، إضافة إلى منطقة يسيطر عليها الثوار شمال حمص، إلى جانب محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا. وتشمل المناطق أيضا أراض مجاورة من محافظات حماة واللاذقية وحلب. ووفقا للتقديرات الروسية، فإن هذه المناطق تشكل موطنا لأكثر من 2.6 مليون شخص.

وأضاف رودسكوي أن توقف المعارك البرية والضربات الجوية في المناطق التي يسيطر عليها الثوار لا ينطبق على المعارك ضد “جبهة النصرة وتنظيم داعش الإرهابيين في سوريا”.

وبسبب الاستثناءات التي أشار إليها المسؤول الروسي، استمرت المعارك بشكل مكثف، في الأيام الثلاثة التي تلت دخول الاتفاق حيز التنفيذ، في أجزاء من محافظتي حماة وحمص في المناطق الآمنة، وفقا لما ذكرته مصادر محلية لسوريا على طول.

إلى ذلك، قال عبد المناف الحموي، مدير مركز الدفاع المدني في بلدة اللطامنة، وهي مدينة تقع في ريف حماة الشمالي بالقرب من الجبهات، لسوريا على طول، يوم الأحد “منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ أصبحنا نترحم على أيام ما قبل الاتفاقية”.

وأشار الحموي إلى أن مئات الضربات الجوية والقذائف والصواريخ استهدفت اللطامنة والقرى المجاورة في الأيام الأخيرة. كما تقدمت قوات النظام السوري في المنطقة، هذا الأسبوع، كجزء من هجومها المستمر. ومع القصف المستمر، أعلن المجلس المحلي في اللطامنة المنطقة منكوبة، يوم السبت، وهو اليوم الأول لسريان اتفاق مناطق وقف التصعيد.

إلى ذلك، سيطرت القوات الموالية للنظام على قرية الزلاقيات، جنوب اللطامنة مباشرة، يوم الأحد.

في اليوم التالي، نشرت قاعدة حميميم العسكرية الروسية، في سوريا، منشورا في صفحتها على الفيسبوك يفيد بأن “التقدم المستمر” في محافظة حماة جاء مع “الدعم الجوي المباشر من القاذفات الروسية”. وجاء في المنشور أن المعارك القائمة لا تضر باتفاق التهدئة في البلاد فهي تشن “ضد تنظيمات إرهابية متشددة”.

خريطة عسكرية روسية لمناطق وقف التصعيد، وتم تلوينها بالأزرق. تصوير: وزارة الدفاع الروسية.

من جهته، واصل النظام قصفه لمنطقة خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال حمص، حيث تتواجد جبهة النصرة، المعروفة باسم جبهة فتح الشام حاليا والتي كانت تابعة لتنظيم القاعدة في السابق، في بعض المناطق.

وقال مهند البكور،ناشط إعلامي من مدينة الحولة بريف حمص، لسوريا على طول، يوم الاثنين، أنه لا يوجد أي من عناصر جبهة فتح الشام في بلدته التي تعرضت أيضا “لقصف عنيف” خلال الأيام الثلاثة الماضية.

ولم يتسن لسوريا على طول التأكد بشكل مستقل من وجود قوات جبهة فتح الشام في المنطقة التي يسيطر عليها الثوار، في حين أفادت المصادر على الأرض بأقوال متباينة.

وأضاف البكور “هذا الاتفاق هو كسابقاته من الهدن أو الاتفاقات التي جرت بين النظام والمعارضة والضامنين، والنظام لا يستطيع أن يمضي يومه إلا ويقصف المدنيين”.

وذكر البكور أن أجزاء من الحولة تعرضت للقصف من قبل الطائرات الحربية السورية، يوم الاثنين.

وبعد دخول الاقتراح الروسي حيز التنفيذ، لم يتم التبليغ عن وقوع غارات جوية أو قصف في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، والتي تعد المعقل الرئيسي لهيئة تحرير الشام، وهي تحالف ثوري يضم جبهة فتح الشام.

وبالنسبة للمدنيين، فإن عدم وجود غارات جوية كفيل بجلب الشعور بالراحة والهدوء. وقال قصي الحسين، وهو مدني من معرة النعمان، جنوب إدلب، لسوريا على طول، الأحد، أن “الناس ملت من الموت والقصف، وتوقيع هذه الاتفاقية هو أمر جيد لحقن ما تبقى من دماء السوريين”.

وتابع الحسين “فالعالم كله خذلنا حتى فصائلنا المشتتة”.

وفي محافظة درعا جنوبا، قال أحمدموسى، ناشط إعلامي من محافظة درعا، لسوريا على طول “لم يحلق الطيران في محافظة درعا منذ دخول الاتفاقية حيز التنفيذ”.

وبالرغم من عدم وجود ضربات جوية، أشارت صفحات إخبارية محلية فى المحافظة الجنوبية إلى وقوع قصف مدفعي كثيف في عدة بلدات ومناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، في مدينة درعا في الأيام الأخيرة. وذكر الموسى أن أربعة أشخاص قُتلوا منذ دخول اتفاق مناطق وقف التصعيد حيز التنفيذ، وهو ادعاء لم تتمكن سوريا على طول التحقق منه بشكل مستقل.

ويخشى كل من الموسى، والناشط في الغوطة الشرقية، العمري، أن يكون وقف أعمال العنف في بعض أجزاء البلاد، لصالح النظام بحيث يركز بشكل أكبر على عمليات السيطرة على الأراضي وانتزاعها من المعارضة.

وقال العمري “يبدو أنها أتت بهذا التوقيت لإنقاذ الأسد وإعطائه فرصة لجمع قواته والانقضاض على المناطق المستعصية عليه”، مشيرا إلى المناطق والبلدات غير المدرجة في اتفاقية مناطق وقف التصعيد، في شرق دمشق وشمال حمص.

وقال مهند البكور، ناشط إعلامي من مدينة الحولة بريف حمص الشمالي”منذ أن بدأت الهدنة لم يتغير علينا شيء”.

ولكن بالنسبة لبعض المدنيين في المناطق التي انخفضت فيها وتيرة القصف، كضواحي الغوطة الشرقية في دمشق، فإن الاتفاقية أحدثت فرقا حقيقيا.

وفي ذلك، قالت أمانيالدمشقي، طبيبة مشفى عام في بلدة كفر بطنا، لسوريا على طول، الأحد أن الاتفاقية “جيدة في حال نُفذّت”.

وختمت الدمشقي “عانينا من قصف النظام والحصار والجوع والفقر على مدار سنوات، وللأسف ليس لدينا خيارات والوضع في تدهور”.

ساهم في إعداد هذا التقرير محمد الحاج علي، محمد علي، مجدولين الزعبي و مرح فرج.

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال