3 دقائق قراءة

“خوف وهلع” مع اقتراب قوات النظام من فصل حلب الشرقية إلى قسمين

اخترقت القوات الموالية للنظام خطوط جبهات الثوار في حلب الشرقية […]


اخترقت القوات الموالية للنظام خطوط جبهات الثوار في حلب الشرقية يوم الأحد. وأصبحت على بعد كليومتر واحد عن فصل الأحياء المعارضة إلى قسمين، وفق ما قالت مصادر عسكرية معارضة لسوريا على طول، وسط أنباء عن موجة نزوح جماعي للمدنيين.

وتقدم الجيش السوري والميليشيا الحليفة له باتجاه الغرب انطلاقاً من مناطقهم في شرقي مدينة حلب، السبت، للسيطرة على أحياء مساكن هنانو. وفي يوم الأحد ذكرت المواقع الإعلامية الحكومية أن وحدات من الجيش السوري تقدمت أكثر وتمكنت من السيطرة على مساكن هنانو وحي جبل بدرو إلى الجنوب مباشرة.

وحتى إعداد المادة، الأحد، كانت الاشتباكات العنيفة ما بين الثوار وقوات النظام  ما تزال مشتعلة في حي الصاخور الاستراتيجي الخاضع لسيطرة الثوار، والمحاذي لمساكن هنانو وحي جبل بدرو من جهة الغرب.

وفيما لو سيطر النظام على الصاخور، فإن القوات الموالية للنظام ستتمكن من السيطرة على طريق ضيق وحساس، لتعزل بذلك 20% من حلب الشرقية الخاضعة للمعارضة عن باقي الأحياء الثورية.

وقال مصدر عسكري ثوري لسوريا على طول أنه “لا يوجد سيطرة كاملة على حي الصاخور، في حين سيطر النظام على حي بدرو الملاصق للصاخور وتقدم داخل حي الصاخور من جهة دوار الصاخور والمعارك ما تزال قوية والنظام يحط  بثقله من خلال الطيران الحربي والاقتحام البري”.

ويأتي هجوم يوم الأحد، ضمن حملة مستمرة منذ أسبوعين للنظام السوري والروسي للسيطرة على مدينة حلب الشرقية. وأسفرت حملة القصف المكثف عن قتل مئات المدنيين، وتركت المدينة التي تأوي أكثر من 250 ألف نسمة دون مستشفيات، وفق ما ذكرت سوريا على طول آنذاك.

وفي يوم السبت، شنت قوات النظام السوري والروسي، وفق ما تواردت الأنباء، أكثر من 150غارة جوية وأطلقت 2500 قذيفة مدفعية على مدينة حلب الشرقية والريف المحيط، ما أسفر عن مقتل46 مدنيا على الاقل وإصابة 325 آخرين، وفق ما ذكر الدفاع المدني السوري.

وتراجع الثوار من مساكن هنانو، السبت، بعد أكثر من ثلاثة أيام من المعارك، وفق ما قالت مصادر عسكرية في شرقي حلب، لسوريا على طول. وبعد أقل من 24 ساعة من فقدان الثوار السيطرة على الحي، تمكنت قوات النظام من السيطرة على حي جبل بدرو المجاور.

وقال ثوار لسوريا على طول، أن القوات الحكومية السورية وحلفائها عملت في الأيام الأخيرة على تشتيت  قوات المعارضة، عن طريق فتح أكثر من خمس جبهات قتال، عبر شرق مدينة حلب.

وقال محمد أديب، عضو المكتب الإعلامي لحركة نور الدين الزنكي، لسوريا على طول يوم الأحد أن “تقدم النظام لم يكن بالسهل (…) لكن قوات النظام تقوم بـالضغط على كافة الجبهات، وإشغالها، بالقصف والاشتباكات”.

وأضاف أديب “منذ خمس سنوات، لم أرَ قصفا أشد من الأيام الخمسة الماضية طيلة السنوات الخمس الماضية، على حلب”.

وتشكل المكاسب التي حققها نظام الأسد، في نهاية الأسبوع، علامة واضحة على أن قوات النظام تقدمت في معقل المعارضة، منذ أن سيطر الثوار على القسم الشرقي من مدينة حلب، عام 2012.

آثار الغارات الجوية على شرق حلب، الأسبوع الماضي. تصوير: مركز حلب الإعلامي.

وحتى مساء الأحد، كانت القوات الموالية للأسد على بعد أمتار من تقسيم الأحياء الشرقية في حلب إلى قسمين، وهو السيناريو الذي وصفه موقع المصدر نيوز، الموالي للنظام، بأنه سيؤدي إلى “زوال حتمي” للـ”فصائل الإسلامية” من النصف الشرقي من المدينة.

ورافق التقدم العسكري أنباء عن حركة نزوج جماعي للمدنيين في كل من المناطق التي يسيطر عليها الثوار ومناطق سيطرة النظام، على حد سواء.

من جهتها قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا”، يوم الأحد، أن ما يقارب 1500 من سكان أحياء حلب الشرقية، الخاضعة لسيطرة المعارضة، فروا باتجاه مناطق سيطرة النظام في الغرب والشرق.

ووفقا لسانا “قامت قوات الجيش، وبالتعاون مع الجهات المعنية في محافظة حلب، بنقل العائلات إلى السكن المؤقت، كما قدمت لهم جميع الاحتياجات الضرورية”.

في المقابل، لم تعترف مصادر المعارضة المتواجدة على الخطوط الأمامية للمواجهات، بنزوح السكان إلى مناطق سيطرة النظام.

وقال عمار جابر، ناشط مدني، لسوريا على طول، يوم الأحد أن عدد العائلات التي نزحت تقريباً 1000 عائلة، توجهوا إلى عمق الأحياء المحاصرة من شمالها إلى جنوبها.

وقال الناشط الإعلامي، ظاهر الحلبي، لسوريا على طول الأحد “هناك حالات هلع وخوف بين المدنيين لشدة القصف والتصعيد العسكري، ونزوح عشوائي وغريب للمدنيين”.

 

شارك هذا المقال