2 دقائق قراءة

دوما: شقاء في الحياة وضيق في القبر

المقابر الطابقثية في دوما. مصدر الصورة: مجلس دوما المحلي بعد […]


المقابر الطابقثية في دوما. مصدر الصورة: مجلس دوما المحلي

بعد قصف النظام لها، وتكدس جثث القتلى، ونفاذ مساحة المقابر، عمد المجلس المحلي في مدينة دوما، إلى حفر مقابر طابقية، تصطف في باطنها القبور فوق بعضها البعض، لتصل إلى ستة طوابق، لاستيعاب الأعداد الكبيرة من القتلى.

ونشر المجلس المحلي لمدينة دوما، يوم الأحد، صورا لهذه المقابر الجماعية، والتي تتألف من ست طبقات، وكل طبقة تتسع لجثة. وقال أكرم الطعمة، مدير مجلس دوما المحلي، لسوريا على طول، يوم الاثنين “لجأنا إلى المقابر الطابقية بسبب كثرة الشهداء وعدم توفر أرض للدفن، ولم تواجهنا مشاكل مع الأهالي لدفن ذويهم بهده الطريقة”.

ويذكر أن هذه المقابر الطابقية، اعتمدت بعد غارات النظام على السوق الشعبي، التي أدت إلى مقتل أكثر من مائة شخص وإصابة أكثر من ثلاثمائة آخرون، في آب الماضي. وتعتبر طريقة الدفن هذه، من بين العديد من الطرق التي أجبر عليها أهالي دوما في محاولتهم لدفن ذويهم، بسبب الأعداد الكبيرة التي قتلت من هذه المدينة.

وأفاد أبو محمود معروف، ناشط في حقوق الإنسان من دوما، لسوريا على طول، يوم الاثنين “لا يوجد أكفان بيضاء كافية، وبدأنا باستخدام الأكفان الملونة، ففي المجزرة التي حدثت منذ شهرين، اضطرينا لاستخدام الأكياس البلاستيكية كأكفان”.

وتعرضت مدينة دوما، إلى قصف عشوائي ومركز من النظام، منذ بداية الثورة، ففي الجمعة الماضية، قتل سبعين شخصا وأصيب 550 آخرون في غارات للنظام على سوق شعبي في المدينة، وفقا لما أفادت به منظمة أطباء بلا حدود، يوم الأحد.

وفي نفس السياق، أضاف معروف أن المجلس المحلي في مدينة دوما، اشترى الأرض التي أقيمت عليها المقبرة الجديدة، والتي تقع بعيدة عن الخطوط الأمامية لجبهة دوما، من أجل تجنب القصف.

وبعد ما اسماه الناشطون “مجزرة دوما الكبرى”، في آب الماضي، صرح سكان دوما أن قوات النظام قصفت مقبرة الشهداء بشكل ممنهج، بينما كان الأهالي يحاولون دفن موتاهم في القبور الجماعية، مما أجبر العديد منهم على تأجيل الدفن، بحسب ما قاله أبو أنس، عضو في تنسيقية دوما، لسوريا على طول، في آب الماضي.

وعلى عكس مقبرة الشهداء، المخصصة لهؤلاء الذين ماتوا في الحرب، فإن المقبرة الطابقية الجديدة ستستقبل جميع الموتى في دوما، ولن يدفع أهالي الموتى ثمن القبر.

وتعتبر القبور الجديدة محاولة لإنهاء حالة الدفن العشوائي لضحايا الغارات الجوية. وبحسب معروف فإن “أسماء الشهداء سيتم توثيقها من قبل الدفاع المدني، ويشمل ذلك أعداد الشهداء وأعداد القبور ومستوى دفنهم”.

شارك هذا المقال