4 دقائق قراءة

رئيسة (PYD): انضمام “قسد” للقتال في إدلب مرتبط بالاتفاق على موقعها في منظومة الدفاع السورية

إن الوضع في إدلب "ذو صبغة إرهابية، فيه كيان إرهابي، وتساءلنا مراراً وتكراراً بشأن مدى قدرة تركيا على السيطرة على الوضع هناك. وتنبأنا بفشلها، والنتيجة باتت واضحة الآن.


حاورها: محمد عبد الستار إبراهيم

أثناء التصعيد العسكري للقوات الحكومية السورية والمليشيات المساندة، في شمال غرب سوريا، والذي أدى إلى نزوح أكثر من مليون شخص من المنطقة، تحدثت وسائل إعلام عن مشاركة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في تلك المعارك إلى جانب القوات الحكومية السورية وروسيا، الأمر الذي نفته “قسد” وقتها، معتبرة أن “هذه الأخبار عارية عن الصحة”.

رغم ذلك، لم تستبعد عائشة حسو، الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) الذي يشكل العمود الفقري لـ”قسد” إمكانية الانضمام للقوات الحكومية والروسية في قتالها في شمال غرب سوريا، معلقة ذلك على شرط التوصل إلى اتفاق مع دمشق بشأن موقع “قسد” في منظومة الدفاع السورية، مشيرة في الوقت ذاته في حوار أجراه الزميل محمد إبراهيم إلى أن “دمشق لم تتحرر من عقليتها ما قبل عام 2011”.

حسّو التي تنحدر من ناحية “بلبلة” التابعة لمدينة عفرين في ريف حلب الشمالي، هي من مواليد 1978، وكانت عضواً في “منسقية منظمة ستار النسائية” التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، قبل أن تنتخب رئيسة مشتركة للحزب مع شاهوز حسين في أيلول/سبتمبر 2017، خلفاً لصالح مسلم وآسيا العبدالله، ثم أعيد  انتخابها لدورة ثانية مع أنور مسلم في 24 -25 شباط/فبراير الماضي.

وقد تأسس حزب الاتحاد الديمقراطي عام 2003، بتوجيه من عبد الله أوجلان، مؤسس حزب العمال الكردستاني (التركي). إذ بعد توصل أوجلان والحكومة التركية إلى اتفاق يقضي بحلّ حزبه وسحب مقاتليه من تركيا، تم تأسيس أربعة أحزاب تابعة له، من بينها حزب “ب.ي.د” الذي أعلن في العام 2013 تشكيل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بمشاركة أحزاب كردية أخرى. 

في الآونة الأخيرة، استحوذ التصعيد العسكري في شمال غرب سوريا على اهتمام اللاعبين الرئيسيين والمعنيين بالشأن السوري. كيف تنظر الإدارة الذاتية إلى ما يجري هناك؟

يجب ربط ما يحدث في إدلب، بشكل مباشر، بمسار “أستانة” الذي تمخضت عنه الصورة التي نراها اليوم هناك، بفعل الأجندة التركية-الروسية-الإيرانية. لأن هذا الثلاثي هو الفاعل الأساسي، فيما للنظام دور في هذا المسار إنما كآداة تنفيذ، كونه لم يكن له أي حضور مباشر في أستانة.

الوضع المتأزم في إدلب يعبّر عن فشل مسار أستانة بالدرجة الأولى، ومن ناحية أخرى تضارب المصالح الروسية-التركية، والتركية-الإيرانية، والروسية-الإيرانية.

وفيما يتعلق بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فنحن نمثل خطاً ثالثاً؛ إذ لم نكن إلى جانب النظام، ولا إلى جانب المعارضة التي ارتهنت للقرار التركي. وكنا دائماً ضد عسكرة الأزمة السورية، ومع الحل السلمي، وأن يكون الحوار سورياً-سورياً. ونحن نرى أن الوضع في إدلب ذو صبغة إرهابية، فيه كيان إرهابي، وخاصة جبهة النصرة [الاسم القديم لهيئة تحرير الشام]، وتساءلنا مراراً وتكراراً بشأن مدى قدرة تركيا على السيطرة على الوضع هناك. وتنبأنا بفشلها، والنتيجة باتت واضحة الآن.

نتوقع حدوث تغيرات في ملف إدلب على صعيد التقاربات والاتفاقات الموجودة، من مثل أستانة. لكن [ما يزال السؤال مطروحاً] بشأن مدى قدرة تركيا وروسيا على الحفاظ على الخريطة الجغرافية الحالية، لأننا كنا ندرك أن الواقع الذي كان موجوداً في إدلب سابقاً أو حالياً، ربما يتحول إلى حالة بركان وانفجار في أي وقت، وسيؤثر على الملف السوري كاملاً.

تُعرف دمشق بأسلوبها العسكري القائم على التفرد بكل منطقة خارجة عن سيطرتها. فهل تتوقعون توجه القوات الحكومية إلى مناطق سيطرتكم بمجرد انتهائها من معارك إدلب؟

الدولة السورية أسلوبها التفرد دائماً، سواء من الناحية العسكرية في آلية عمل الجيش، أو في أسلوب الحكم. وفيما يخص إمكانية بدء الجيش السوري حملة عسكرية على مناطقنا، فإننا دائماً في وضعية الحماية الذاتية للدفاع عن النفس والحفاظ على أراضينا، ومع ذلك نؤكد على الحوار، وأن يكون الحوار سورياً-سورياً كما ذكرت. والجميع يعلم عن جهود روسيا في أكثر من مناسبة أن تكون ضامناً للقاءات بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية، لكن هذا الدور لم يكن فعالاً.

وعدا عن أن عقلية التفرد لدى دمشق موجودة أصلاً، فإن هذه العقلية صارت أكثر وضوحاً بعد إدلاء الإدارة الذاتية بتصريحات عن خطوات عملية في المستقبل، متعلقة باللقاء بين النظام والإدارة الذاتية.

في حال أي هجمات على شمال شرق سوريا، ستكون قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في خط الدفاع المشروع، كما وقفت أمام الاحتلال التركي. وهذا حق طبيعي ومشروع، لأننا نحن من أنهى الإرهاب في سوريا، وتحديداً تنظيم “داعش”، وكل القوى الدولية والإقليمية تعرف هذا الأمر، فيما الدولة السورية تغض الطرف عن ذلك.

هل تتوقعون دخول “قسد” في اتفاقية مع دمشق بدعم روسي، لقتال المعارضة وتركيا في إدلب؟ وما هو المقابل لذلك بالنسبة لكم؟

إن كنا نريد التحدث عن دخول الأكراد [قسد] في إتفاقية مع روسيا ودمشق لقتال تركيا والمعارضة في إدلب، فإنه يجب [لحدوث] ذلك التوصل إلى اتفاق بشأن ماهية [موقع] قوات سوريا الديمقراطية في منظومة الدفاع السوري، لاسيما وأن “قسد” تعتبر الآن أكثر القوى فاعلية من الناحية العسكرية على أرض الواقع، فهي التي حاربت فعلاً ظلام “داعش”. 

أن قبلت جهة النظام النقاش في هذا الموضوع، وقتها يعود قرار المشاركة في معارك إدلب إلى قوات سوريا الديمقراطية.

ما إمكانية تأثر المفاوضات بين الكرد ودمشق بنتائج معارك شمال غرب سوريا؟

كما قلت في إجابة سابقة، عقلية دمشق لم تتحرر بعد من التزمت، لم تتحرر بعد من عقلية ما قبل العام 2011، وهي دائماً تريد العودة إلى ما قبل 2011. 

على عقلية النظام تقبل التغيير وتقبل الوضع الراهن في سوريا. فسوريا منذ 2011 وحتى الآن شهدت تغيرات على الصعيدين السياسي والعسكري وفي الجوانب كافة. وعلى دمشق رؤية النضال المتمثل في الإدارة الذاتية الذي بات النضال الأساسي في سوريا، وبات هو المشروع الحقيقي في سوريا. ودائماً نحن منفتحون على الحوار السوري-السوري.

شارك هذا المقال