3 دقائق قراءة

رئيس طاقم إسعاف في شرق حلب: الكل في حالة ذهول وكأنه يوم القيامة

واصلت القوات الموالية للأسد تقدمها في شرق حلب، الخاضعة لسيطرة […]


30 نوفمبر 2016

واصلت القوات الموالية للأسد تقدمها في شرق حلب، الخاضعة لسيطرة الثوار، لليوم الرابع على التوالي، يوم الثلاثاء، حيث استهدفت طائرات النظام والطائرات الحربية الروسية المدينة بمئات الغارات الجوية والبراميل المتفجرة.

ودمر الهجوم الممتد منذ أسبوعين بهدف السيطرة على معقل الثوار، الذي يقطنه 250 ألف نسمة، جميع المستشفيات في النصف الشرقي من المدينة. ولم يتبق سوى ما يقارب 10 سيارات إسعاف تعمل، حسب ما قالته مصادر محلية لسوريا على طول، بينما دمرت البقية ونفد الوقود من بعضها.

وقال جمعة عرب، رئيس طاقم الإسعاف في شرق حلب “الكل في حالة ذهول وكأنه يوم القيامة (…) منذ ربع ساعه حتى اللحظة سقط  أكثر من 10 براميل، والأمر مستمر طيلة اليوم”.

وعندما توقف عرب لمناقشة الوضع الإنساني اليائس في المدينة، قال لمراسلة سوريا على طول، نورا حوراني، بأنه سيختصر كلامه. وبعد بضع دقائق، انتهت المحادثة فجأة. حيث سقط برميلان متفجران على بعد أمتار قليلة من مكتبه، فقال “أنا آسف؛ لا أستطيع إكمال هذا الحوار في الوقت الراهن، يجب أن أذهب (…) ادعو لنا”.

وصلتنا معلومات أنه لم يتبق سوى أقل من 10 سيارات إسعاف تعمل في شرق حلب. هل تستطيع تأكيد هذا الرقم؟

ليس لدي فكرة، ولا أحد يعلم هنا ماذا يحدث، الكل في حالة ذهول وكأنه يوم القيامة من شدة القصف والناس في الشوارع تموت كل لحظة.

أنا مدير منظومة إسعاف ولا أعرف ما يجري من حولي ولا يهمني بصراحة الأعداد والإحصائيات الآن، المهم أن ننتشل أكبر عدد من المصابين، وعدد الأرواح التي ننقذها هو العدد الوحيد المهم بالنسبة لنا، وما أعرفه تماماً أننا سوف نستمر بالعمل حتى ينفد الوقود لدينا.

آثار القصف على شرق حلب، في 18 تشرين الثاني. تصوير: مركز حلب الإعلامي.

كم حجم الوقود المتبقي لمنظومتكم؟

لدينا وقود يكفي 15 يوما تقريباً، هذا بالنسبة لمنظومتنا باقي المنظومات لا أعلم، وتبقى سيارة واحدة بالخدمة (البقية تدمرت).

هل هناك أي فرصة للحصول على المحروقات من أي مكان آخر في المدينة؟

نستطيع القول أنه شبه توقف للأسف، ما زال هناك بعض الوقود المخزن لدى عدد من المنظومات الخاصة او التابعة للدفاع المدني ولكن ما يتوفر لا يكفي إلا لأيام قليلة.

الأمر يسوء أكثر وأكثر، الوضع كارثي ومأساوي لا يمكن تخيله.

طالما أن حملة النظام وحليفه الروسي للسيطرة على شرق حلب، أصبحت أكثر حدة منذ أسبوعين والمشافي كلها قصفت، إلى أين تنقلون المصابين؟

للأسف نعم، كل المشافي قصفت وننقلهم الى مراكز صغيره، مراكز تمريض صغيره. وكل من لديه إصابة خطيرة مصيره الشهادة، وهو في عداد الموتى. إلا إذا قدر له الله أن يعيش.

يواصل النظام التقدم في شرق حلب منذ أربعة أيام على التوالي حتى الآن. ويبدو أن الكلام لم يعد ينفع في وصف مشهد العذاب والدمار الذي ألحقه النظام وروسيا بحلب. أعلم بأن المشهد مهول، لكن هل يمكنك رسم صورة للوضع في نصف المدينة الخاضع لسيطرة الثوار؟

انا الآن بمنطقة المشهد، من ربع ساعه حتى اللحظة سقط  أكثر من 10 براميل، والأمر مستمر طيلة اليوم.

السيارة تنقل ممكن 3 اشخاص ليس اكثر، ومع هذا ننتشل كل ما نقدر عليه ونحولهم الى المركز ونرجع لنفس المكان، عدة مرات، قدر المستطاع.

بعض الناس تحمل المصابين على الأكتاف والأيدي، ينقلوهم على الأقدام، فما بالك أن القصف يحدث في مناطق مختلفة في نفس اللحظة، نحن نسابق الزمن ونقاوم الموت حتى آخر نبضة.

ما زال الطيران فوقنا، لقد سقط برميلين بجانبي، آسف لا استطيع أن أكمل الحديث علي الذهاب ادعوا لنا.

ترجمة: سما محمد

 

شارك هذا المقال