3 دقائق قراءة

رغم قساوة النزوح سيدة سورية تحوّل خيمتها إلى “جنة صغيرة”

رغم فقدانها مسقط الرأس والدار، فقد أصرت حورية على أن تحمل معها مظاهر جمال قريتها تل الحطابات بريف إدلب الجنوبي، المعروفة بخضرتها الدائمة، إلى المخيم العشوائي الذي تقيم فيه مع زوجها وأطفالها الأربعة..


23 نوفمبر 2020

عمان- ستة أعوام من التشرد في الخيام فُرضت على حورية الأحمد وأسرتها نتيجة الحرب التي يشنها نظام بشار الأسد وحلفاؤه على السوريين. 

لكنها إذ فقدت مسقط الرأس والدار، فقد أصرت حورية على أن تحمل معها مظاهر جمال قريتها تل الحطابات بريف إدلب الجنوبي، المعروفة بخضرتها الدائمة، إلى المخيم العشوائي الذي تقيم فيه مع زوجها وأطفالها الأربعة، بالقرب من مدينة حارم بريف إدلب الشمالي.

إذ “كي لا أحرم نفسي وعائلتي الطبيعة التي نحبها والتي تغرّبنا عنها، قررت زراعة الورود والنباتات حول خيمتي”، كما قالت حورية، و”لما لها من منظر أخّاذ يريح النظر ويشرح القلب، لنا ولقاطني المخيم، إذ لا تكاد ترى سوى الشحوب على محياهم”. وتضم النباتات “المديدة والريحان والزنبق، وزمر السلطان والعطرية”. 

“نسوة المخيم أعجبهن منظر خيمتي”، كما قالت لـ”سوريا على طول”، فطلبن مني مساعدتهن للزراعة حول خيمهن”.

وتعمل حورية، ذات الخمسة والثلاثين عاماً، إلى جانب زوجها على عربة لبيع الألبسة في سوق مدينة حارم. إذ “نستدين المبلغ اللازم لشراء البضاعة من صديق زوجي ونبيعها في السوق، فنحصل على 3,000 ليرة يوميا”، أو ما يعادل دولاراً واحداً بحسب سعر الصرف في السوق السوداء. مستدركة بأن دخلهم حالياً لا يتجاوز “1,500 ليرة [0.5 دولار]، بسبب انتشار وباء كورونا والظروف الصعبة التي يعيشها الأهالي هنا”. 

هذا يعني أن شراء المياه لسقاية النباتات صار “أمراً صعبا للغاية”، كما قالت، إذ يبلغ سعر برميل الماء الصغير نحو 5,000 ليرة (1.8 دولار). لذا “أذهب يوميا إلى أصحاب الأراضي الزراعية المجاورة لنا، مع وعاء لنقل المياه من هناك إلى خيمتي لأسقي مزروعاتي”.

“جنة صغيرة”، تصف حورية خيمتها، لاسيما وأنها تعطيها أملا وتفاؤلا في الحياة، كما حسّنت نفسيتها ونفسية أطفالها.

حورية تحضر الطعام لعائلتها بالقرب من خيمتها، 2020/11/11 (علي حاج سليمان)

حورية الاحمد وأفراد عائلتها يتناولون الطعام خارج خيمتهم التي تغطيها الخضرة، 2020/11/11 (علي حاج سليمان)

أطفال حورية يلعبون داخل خيمتهم، 2020/11/11 (علي حاج سليمان)

ابنة حورية تخرج من الباب الخلفي لخيمة عائلتها، 2020/11/11 (علي حاج سليمان)

حورية وعائلتها وأقاربها يجلسون في حديقة خيمتهم. 2020/11/11 (علي حاج سليمان).

خيمة إحدى جارات حورية بعد أن زرعت النباتات حولها، 2020/11/11 (علي حاج سليمان)

شارك هذا المقال