4 دقائق قراءة

رمضان بعد خمس سنوات على الثورة: حصار وغلاء وافتقاد لمة الأهل والأصدقاء

في يوم الإثنين، بدأ المسلمون في سوريا بصيام شهر رمضان […]


8 يونيو 2016

في يوم الإثنين، بدأ المسلمون في سوريا بصيام شهر رمضان السادس منذ بدء الثورة.

وفي هذا الشهر حيث الإفطار هو الوجبة الرئيسية الوحيدة، فإن الأسعار الفاحشة للغاز والمواد الغذائية ولا سيما للسوريين في مناطق سيطرة الثوار، جعل الكثيرين يعتمدون على نار الحطب، وفق ما قال عدي عودة، إعلامي مدني من حي القابون المحاصر في دمشق لسوريا على طول.

الباعة الجوالون في عامودا يعرضون الحلويات قبل إفطار يوم الإثنين، الأول من رمضان الحالي. حقوق نشر الصورة لـ arta.fm.

وقالت غلا الحوراني، إعلامية من درعا “بشكل عام الناس كل ما تفكر به هو كيف تأكل وتحصل على قوت يومها كل يوم بيومه”، لافتة إلى أن “الأجواء عادية، وتعودت الناس على الوضع الحالي بعد الثورة. تعودت على القصف والدمار والظروف المعيشية السيئة”.

وهنا يسرد ثلاثة من الأهالي السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار، كيف يستقبل الناس رمضان في ظل دوي القصف شبه الدائم وشح المواد والإعتقالات. “نفتقد للمة الأهل والخلان على الفطور مثلما كان الوضع”، وفق ما يقول الحوراني لمراسل سوريا على طول، محمد عبد الستار ابراهيم.

غلا الحوراني، إعلامية من درعا.

كيف هي الأجواء؟ كيف استقبل الناس رمضان هذا العام؟ وما الذي اختلف عن السابق؟
الأجواء عادية، تعودت الناس على الوضع الحالي بعد الثورة، تعودت على القصف والدمار والظروف المعيشية السيئة، بشكل عام الناس كل ما تفكر به هو كيف تأكل وتحصل على قوت يومها كل يوم بيومه، الوضع من سيء لأسوأ، غلاء الأسعار وعدم وجود رقابة ومحاسبة، ما جعل التجار يحتكرون البضاعة ويرفعون أسعارها كما يشاؤون. والناس وضعهم سيء لا معيل ولا عمل وأسعار المواد الغذائية والغاز بارتفاع.
واكبر مشكلة يعانيها الناس انقطاع  الكهرباء بشكل شبه تام وخاصة في هذا الجو الحار، لا ماء باردا ولا مراوح ولا أي وسيلة تبريد، واسعار البنزين عالية ولا يملك كل شخص مولدة او طاقه شمسية، وحتى من يملك مولدة غير قادر على تشغيلها بسبب غلاء البنزين، وأسعار المولدات والطاقات الشمسيه مرتفعة أيضاً.
كيف كانت الاجواء مع  حلول رمضان قبل الثورة؟
حاليا الحزن في كل بيت اما شهيد او جريح او معاق او معتقل او لاجئ هارب، يعني حاليا بعد الثورة نفتقد للمة الاهل والاصحاب والخلان على الإفطار والسهرات، مثلما كان الوضع قبل الثورة، حيث كانت التجهيزات أسهل وأفضل، والأسعار رخيصة والسلع بمتناول الجميع، والتنقل بين منطقة وأخرى سهل وبدون خطر القصف والإعتقال وطول المسافة  بسبب الحواجز، وغيرها من التجهيزات التي كانت تتم قبل رمضان بأسبوع من شراء حوائج ونواقص البيت للتفرغ للصيام والصلاة برمضان، حاليا من لديه قريب بمنطقه أخرى لا يستطيع زيارته رغم أن  بعض المسافات لا تتجاوز العشر دقائق، ولاننسى إقامة صلاة التراويح كانت قبل الثورة بأعداد كبيرة آما حاليا أغلب الجوامع مدمرة وبعضها يتعرض للقصف أثناء أداء الصلاة.

ولات عوجي، مدني من عامودا

كيف هي الأجواء بعامودا؟ وكيف استقبل الناس رمضان؟
ليس هناك أي اجواء، ما يوجد في السوق لاستقبال رمضان تمور لا تؤكل وسعرها يتجاوز 1300 ل.س، لا يستطيع أغلب الناس شراءها، المواد شحيحة، إن لم نقل معدومة.

الأهالي في عامودا وهم يشترون الخبز قبل الإفطار. حقوق نشر الصورة لـarta.fm

كيف تغير وضعك المادي منذ بدء الثورة؟

الوضع في غربي كوردستان من سيء الى أسوأ، وانعدام البضائع في الاسواق وغلائها إن وجدت يدق ناقوس الخطر، التحضير لقدوم شهر رمضان مبارك يكاد يكون منعدما، قبل الثورة المباركة التي قام بها الشعب السوري ضد الطغيان كان الوضع الاقتصادي جيدا الى حد ما وهذا يدل على أنها ثورة لم تكن لرغيف الخبز وأصبح الوضع يسوء في كل سنة من عمر الثورة. لقد طبق النظام سياسة التجويع والحصار في عموم سوريا بشكل أو بآخر حتى وصلنا لحالة من انعدام السوق. ومع قدوم رمضان في هذا الوقت من السنة سيقتات السكان والأهالي من منتوجات الخضار والحبوب المتوافرة في المنطقة فالمنطقة زراعية.

بخصوص وضعي كمواطن في عامودا لن أستطيع تأمين أغلب المستلزمات المعيشية الضرورية وسأعتمد على الخضراوات والحبوب ومشتقاتها.
كيف هي حركة السوق الآن؟
بخصوص حركة التجارة والسوق، التجار لا يطرحون أي مواد في السوق، ويقومون باستغلال ارتفاع أسعار الدولار مقابل اليرة السورية وهي تضخ بكميات قليلة جدا للحفاظ على اسعار البضائع مرتفعة لكسب أكبر قدر من الربح.

عدي عودة، إعلامي من دمشق حي القابون المحاصر.

كيف هي أجواء رمضان بحي القابون الدمشقي؟
حالياَ تجهيزات بسطات العصير وما يقدم في رمضان، والناس تمون منازلها بالأغذية حالياً، لأن هناك صعوبة  نوعاً ما بإدخال المواد كالغاز وغيره من المواد إلى الحي.
هل هناك أي مظهر احتفالي كما اعتاد الشعب السوري عند حلول الشهر الكريم؟
لا مظاهرللاحتفال، منذ فترة خرجت مظاهرات ضد التجار لأنه لم يبق أغذية في الحي؛ فالناس تريد أن تمون منازلها، فكان هناك احتجاج ضد التجار مع قدوم رمضان، وماهم عليه ووضع الحي البائس. الأسعار حاليا ضعفي سعر مناطق النظام، فجرة الغاز 7000 ل.س بالقابون، وبالشام مناطق سيطرة النظام سعرها 1900 ليرة.
ما وضع القابون حالياً ومن يسيطر عليه؟
القابون تحت سيطرة المعارضة، ولكن يحيطه حرس جمهوري وقيادة شرطة وقوات خاصة. كانت المعركة الأولى فيه بتاريخ20/7/2012، ومعركته الكبرى حدثت في  19/6/2013، ومنذ حدثت المعركة الكبرى والتي استمرت للشهر الثاني من 2014 وقعنا على وقف إطلاق النار مع النظام، لكن النظام لم يلتزم بوقف إطلاق النار وهناك قصف واشتباك وطريق القابون الرئيسي غير متاح، طريقنا هو برزة التي دخلت في مصالحة مع النظام، فعملية وقف إطلاق النار منذ شهر شباط 2014، وقبلها بسبع أشهر معركة شرسة.
ما هو أكثر ما يستهلكه الناس في الفترة الحالية استعداداً لرمضان؟
الغاز هو الأكثر استهلاكاً لأن الطبخ هو كل شيء في رمضان وهناك أناس تستخدم الحطب لأن سعر الغاز غال جداً، والكثير من المواد كالزيوت والسمنة حلقت أسعارها وحتى أن المواد الأساسية، يختلف سعرها فسعر ربطة الخبز بالشام 50 ل.س وبالقابون 200 ل. س.

 

ترجمة : فاطمة عاشور 

شارك هذا المقال