4 دقائق قراءة

ريف حماة الشمالي: مقتل طبيب وإصابة العشرات في هجوم يشتبه في أنه بغاز الكلور

أسفرت هجمة يشبته في أنها بغاز الكلور على مستشفى تحت […]


أسفرت هجمة يشبته في أنها بغاز الكلور على مستشفى تحت الأرض في ريف حماة الشمالي عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات، يوم السبت، مع محاولة قوات النظام التصدي لهجوم للثوار في المنطقة، وفق ما ذكر أعضاء من الكادر الطبي المحلي لسوريا على طول.

وأسقطت طائرة هيلكوبتر “برميلاً أصفر” على السقف الاسمنتي لمستشفى اللطامنة الجراحي في الساعة 1:30 بعد ظهر يوم السبت، وفق ما قال عبادة المنصور، المسؤول الإعلامي في المستشفى لسوريا على طول، الأحد.

ووفق ما وصف المنصور “انطلق غاز الكلور، وانتشر عبر غرف المستشفى الكائن في مغارة”. وبغياب وجود منافذ تكفي للتهوية، أصيب 35 شخصا، 14منهم من الكادر الطبي، وقتل ثلاثة، وفق ما تواردت الأنباء من بينهم جراح.

القذيفة التي تم إسقاطها وتحتوي وفق ما تواردت الأنباء على غاز الكلور. حقوق نشر الصورة لـ الدكتور عبدالله درويش.

وقال المنصور “تم إعلامنا من قبل المراصد، ولكن كون المستشفى موجود في مغارة كنا نعتقد أننا في مكان آمن (…) ولهذا لم يتم إخلاء المرضى أو الكادر الطبي”.

وحين انطلق الكلور عند باب المستشفى، بحسب ما ذكرت مصادر طبية ومنقذون، انتشر الغاز عبر المبنى تحت الأرض؛ فاستنشق الكادر الطبي والمرضى الغاز، وعددهم الكلي 35 شخصاً، “بسبب عدم وجود منافس للمغارة كافية لتهوية المكان من الغاز”، بحسب ما قال المنصور، المسؤول الإعلامي في المستشفى اللطامنة.

ولم يتسن لسوريا على طول التأكد باستقلالية من أن البرميل الذي ضرب مستشفى اللطامنة يحتوي على غاز الكلور، الذي أتى على ذكره كل من المنقذين المحليين والمسؤولين الطبيين والمصادر الإخبارية المعارضة. علماً أنه تم استخدام الكلور من قبل قوات النظام والثوار في الآونة الآخيرة.

وجاء في تقرير صدر في وقت سابق من هذا الشهر للجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة المعنية بالجمهورية العربية السورية، والتي توثق انتهاكات حقوق الإنسان من قبل جميع الأطراف من تموز 2016 إلى شباط 2017 أن “الحكومة والقوات الموالية للحكومة واصلت استهداف المناطق المدنية عمداً بذخائر الكلور” في هجماتها الجوية والبرية.

واستخدام الكلور والذي يتسبب بإصابات مفرطة، ومعاناة إضافية هو “عشوائي أصلاً وغير محدد؛ فأثاره لا يمكن حصرها بزمان ومكان”، وفق ما ذكر التقرير. وختم أن استخدامه ضد المدنيين يرتقي لجرائم حرب.

والكلور غاز سام ويسبب الاختناق وهو أكثر كثافة من الهواء، لذا فإنه يهبط إلى الأقبية والملاجئ تحت الأرض. ويؤدي التعرض الطفيف له إلى تهيج المسالك التنفسية والعينين. في حين تتجلى أثار التعرض الشديد له بالسعال والغثيان وتجمع السوائل في الرئتين، مما يؤدي إلى احتمال الوفاة.

وفي هجمة يوم السبت، على مستشفى اللطامنة بعد الظهر “عانى معظم من تعرضوا له إلى احمرار العينين والإغماء وضيق التنفس”، وفق ما ذكر الدفاع المدني في حماة.

مدخل مستشفى اللطامنة الجراحي، السبت. حقوق نشر الصورة لـ الدفاع المدني في حماة.

وكان الطبيب علي درويش، جراح العظمية يجري عملية لمريض، حين دخل الغاز إلى المستشفى، وفق ما تواردت الأنباء، “ورفض الخروج لينقذ المصاب فدفع حياته ثمناَ لذلك وكذلك  فإن فني العمليات والمخدر بحالة حرجة الى الآن”،  وفق ما ذكر المنصور. ومات المريض الذي كان درويش يجري عملية له أيضاً.

“وتم إرسال 5 حالات شديدة الخطورة إلى العناية المشددة في مستشفى باب الهوى ، قرب الحدود التركية مع محافظة إدلب، من بينهم الطبيب علي الدرويش الذي استشهد بعد وقت قصير بسبب سوء حالته الصحية، كونه استنشق كميات كبيرة من الغاز، وفق ما جاء في بيان لـ مديرية صحة حماة، نُشر على الإنترنت.

وفي الأيام الأخيرة، تم تكثيف القصف في ريف حماة الشمالي الخاضع لسيطرة الثوار وفي إدلب المجاورة، وذلك مع محاولة قوات النظام وحلفائه التصدي لمعركة شنها الثوار في المنطقة الأسبوع الماضي.

وذكرت وكالة أنباء سانا الحكومية السورية أن الطائرات الحربية نفذت “سلسة من الغارات” على قوافل ومواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة (الاسم السابق لجبهة فتح الشام) في بلدات حماة، بما في ذلك اللطامنة.

وفي الجوار، في محافظة إدلب التي يحكمها الثوار، ذكرت مصادر معارضة أن مستشفى كفرنبل تعرض للقصف أيضاً في يوم السبت.

وتم إنشاء مستشفى اللطامنة الجراحي، في مغارة على بعد 2 كم خارج بلدة اللطامنة في تشرين الثاني عام 2016، بعد شهر من تدمير النقطة الطبية الوحيدة في البلدة بغارة روسية وفق ما تواردت الأنباء، بحسب ما ذكرت سوريا على طول آنذاك.

وكانت تلك الهجمة أيضاً، جزءاً من الغارات التصعيدية لقوات النظام وحلفائه خلال معركة للثوار شمال مدينة حماة.

وفي أوقات القصف والنزوح، يخدم مستشفى اللطامنة من 4000 إلى 5000 شخص، وفق ما قال مدير صحة حماة، الدكتور عبد الله الدرويش لسوريا على طول، الأحد. وأضاف “وحين تهدأ الأمور، فإنه يخدم 20000 شخص”.

وخرجت المستشفى حالياً عن الخدمة “ليس بسبب دمار المستشفى ومعداته وإنما بسبب إصابة الكادر الطبي”، بحسب درويش. ومعظم الذين أصيبوا في ضربة الكلور ما يزالون في المستشفيات في المناطق المحيطة للمعاينة والمراقبة، وفق ما قال درويش “ولا نعرف متى سيعود المستشفى للعمل”.

وكان الطبيب علي درويش، والذي قُت السبت، واحد من اثنين من جراحي العظمية الذين يعملون في شمالي حماة. وبفقدان الطبيب علي لم يبق سوى جراح عظمية واحد وهو غير قادر على تغطية العمل”، وفق ما قال مدير صحة حماة.

وفي الوقت الحالي، فإن أقرب مركز طبي للطامنة هو مستشفى آخر تحت الأرض في كفرنبل، ويبعد 5 كم. ولا يملك مستشفى كفرزيتا التجهيزات الجراحية، علماً أن مستشفى اللطامنة يقوم شهرياً باجراء من 30 إلى 45 عملية جراحية، بحسب المسؤول الإعلامي فيه، عبادة المنصور.

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال