10 دقائق قراءة

سوريا على طول تقدم تغطية للوضع في شمال غرب سوريا بالتعاون مع صحفيين ميدانيين

تمتد أكبر رقعة من الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في […]


29 نوفمبر 2017

تمتد أكبر رقعة من الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا، شمال غربي البلاد، ويقيم النازحون السوريون وكذلك مقاتلو المعارضة، الآن، ضمن مساحة واسعة من الأراضي، يسيطر عليها إلى حد كبير هيئة تحرير الشام، وتمتد عبر محافظات إدلب وحماة وحلب.

وبعد المحادثات بين إيران وروسيا وتركيا توصلت الدول الثلاث لاتفاق خفض التصعيد الذي أعلن عنه أولاً في مؤتمر عقد في أستانا بكازاخستان في أيار الماضي، وقالت الجهات الداعمة للاتفاق أنه سيشكل إطاراً لإنهاء الحرب، مع قيام الدول الداعمة الثلاث بإنشاء نقاط تفتيش ومراكز مراقبة داخل سوريا لضمان تنفيذ شروطه.

إلا أن العنف لم يتوقف تماماً، فهيئة تحرير الشام، التي كان أحد أركانها “فتح الشام” تابعاً لتنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة باتفاق خفض التصعيد، تسيطر على غالبية مناطق إدلب، حيث اشتعل الاقتتال الداخلي لأشهر هناك وترك أثراً سلبياً على الأهالي.

وتستهدف الطائرات الحربية الروسية والسورية بشكل مستمر مدن وقرى محافظتي إدلب وحماة، حيث تتواجد الهيئة، كما أن هجوم تنظيم الدولة المفاجئ على جنوب حماة الخاضع لسيطرة المعارضة في تشرين الأول تسبب في وقوع أكثر من ١٢ قرية كانت خاضعة للهيئة تحت سيطرة التنظيم.

وعلى مدار الشهر المقبل، ستعمل سوريا على طول، بالتعاون مع مؤسسة “كونراد أديناور” الألمانية، مع فريق يضم ستة صحفيين سوريين في محافظات إدلب وحماة وحلب، على تسليط الضوء على المنطقة الشمالية الغربية في سوريا.

وتهدف هذه التغطية إلى تقديم أخبار نوعية وتقارير مميزة للقراء تركز على شمال غرب سوريا، كما توفر هذه التغطية فرصة لتدريب صحفيين سوريين على إنتاج تغطية موضوعية حول تأثير الحرب على مجتمعاتهم.

وكبداية نورد لكم تقريراً تمهيديا للتحدث عن الأطراف الرئيسية للنزاع في المنطقة والتطورات في شمال غرب سوريا.

من هي هيئة تحرير الشام؟ من أين جاء عناصرها؟ ما هو الدور الذي تلعبه الهيئة في شمال غرب سوريا؟

هيت تحرير الشام هي تحالف معارض تم تشكيله في كانون الثاني ٢٠١٧، و تقع قاعدته الرئيسية في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، وهي واحدة من أقوى الفصائل المناهضة للنظام في البلاد اليوم، وتقودها جبهة فتح الشام، التابعة لتنظيم القاعدة سابقاً.

وتشمل المناطق التي تسيطر عليها الهيئة اليوم أجزاء من محافظات إدلب وحلب ودرعا وأجزاء من ريف دمشق، وفي هذه المناطق تفرض الهيئة أحكام الشريعة الإسلامية على المدنيين بشكل صارم، وتسيطر بشدة على الصحافة وتحتكر السلطة المدنية والقانونية على الأرض.

وشهد تشكل الهيئة تغيرات متكررة في التحالفات، واقتتال داخلي وكذلك تغيير الاسم. ففي أواخر عام ٢٠١١، توجه عدد من المسلحين من تنظيم الدولة في العراق – وهي المجموعة الأساسية لتنظيم الدولة اليوم – إلى سوريا بأوامر من زعيمهم أبو بكر البغدادي، وتم تكليف الرجال، بمن فيهم زعيم جبهة فتح الشام أبو محمد الجولاني بإنشاء فرع للقاعدة في سوريا، في الوقت الذي اجتاحت فيه المظاهرات السلمية التي خرجت ضد الحكومة أنحاء البلاد.

في شتاء ٢٠١٢، أعلن أعضاء تنظيم القاعدة في سوريا عن تشكيل جبهة النصرة، خاض مقاتلو النصرة المعارك جنباً إلى جنب مع مقاتلي الجيش السوري الحر الذي تشكل حديثاً في حلب وحمص، حيث عُرف مقاتلو النصرة بالتدين ومهاراتهم بالقتال، وجلبت النصرة، على عكس العديد من فصائل الجيش السوري الحر، مقاتلين أشداء وقوة قيادة صارمة معهم من العراق.

الأطفال السوريون يركبون العربات في مدينة إدلب خلال عيد الأضحى المبارك في أيلول. تصوير: عمر حاج قدور.

في الأصل، كانت النصرة وما نعرفه الآن باسم تنظيم الدولة فرعين لنفس الكيان “القاعدة”، ففي ربيع عام ٢٠١٣، أعلن زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي أنه يريد دمج جماعته مع جبهة النصرة وتشكيل مجموعة واحدة تحت قيادته، وهو ما رفضته كل من قيادة النصرة والقاعدة، وبدأت فترة اشتباكات عنيفة بين المجموعتين رافقها انشقاق مقاتلين من الطرفين.

واستمر النزاع بين النصرة والتنظيم، ففي تشرين الثاني ٢٠١٣، أدان زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري زعيم تنظيم الدولة البغدادي وأعلن أن النصرة هي المنظمة الوحيدة التي تمثل تنظيم القاعدة في سوريا.

استمرت علاقة النصرة الرسمية مع القاعدة حتى صيف عام ٢٠١٦، عندما أعلن زعيمها الجولاني في خطاب مسجل أن الفصيل قطع علاقاته مع القاعدة بشكل رسمي، كما كشف الجولاني عن اسم المنظمة الجديد: جبهة فتح الشام.

وبقيت العلاقات بين جبهة فتح الشام والقاعدة ودية بعد الانقسام، على الفور صنف المجتمع الدولي جبهة فتح الشام على أنها منظمة إرهابية، ولا يزال ينظر إليها على أنها منظمة تابعة للقاعدة، وفي الأشهر التي تلت الانقسام، قتلت طائرات التحالف والطائرات الأمريكية أكثر من مئة مقاتل من الفصيل.

وبعد أن قامت جبهة النصرة بتغيير اسمها إلى جبهة فتح الشام، تحركت المجموعة لتوطيد السلطة في شمال غرب سوريا عبر صراع على السلطة مع فصيل ثوري آخر يتمركز في إدلب، وهو أحرار الشام، وبحلول أوائل عام ٢٠١٧، اختارت العديد من فصائل المعارضة الصغيرة، الانضمام إلى أحد الفصيلين الرئيسيين.

في ٢٨ كانون الثاني، أعلنت جبهة فتح الشام عن تشكيل تحالف جديد يضم الجبهة وعدداً من الفصائل الصغيرة في إدلب تحت اسم هيئة تحرير الشام، وأدى الاقتتال الداخلي وإعلان تشكيل هيئة تحرير الشام إلى إعادة هيكلة كبرى لمعارضة إدلب ضمن كتلتين رئيسيتين – هيئة تحرير الشام وأحرار الشام- وانخفضت وتيرة الاقتتال الداخلي بين الفصائل لفترة وجيزة.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، اندلعت الاشتباكات مرة أخرى هذا الصيف، وانتهت آخر جولة من الاقتتال الداخلي بسيطرة الهيئة على معظم المناطق الخاضعة لأحرار الشام، واليوم، تتركز الهيئة بقوة في إدلب، وتسيطر على مركز المحافظة فضلا عن عدة مراكز سكانية رئيسية أخرى.

وهذا يزيد من تعقيد الأمور فيما يتعلق بمستقبل إدلب، حيث أن الهيئة رفضت رفضاً قاطعاً محادثات السلام والاتفاقات، بما في ذلك اتفاق خفض التصعيد الذي تم تنفيذه مؤخراً والذي يشمل الكثير من الأراضي التي يسيطرون عليها.

إن عدم رغبة الهيئة في التفاوض والانتماء غير الرسمي لتنظيم القاعدة والميل للقتال مع الجماعات المنافسة لها يشكل تحديات جديدة لكل من النظام السوري والمجتمع الدولي مع تقدم الحرب.

ما هي مناطق خفض التصعيد وأين تقع؟ ماذا تعني هذه المناطق بالنسبة لشمال غرب سوريا؟ هل انخفضت وتيرة العنف هناك؟

توصلت روسيا وتركيا وإيران إلى إقامة أربع مناطق خفض تصعيد في سوريا، وذلك ضمن اتفاق تم التوصل إليها في كازاخستان في أيار الماضي، وجاء الاتفاق نتاجاً لأشهر من المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة والجهات الدولية الفاعلة.

وحدد اتفاق كازاخستان أربعة “مناطق خفض تصعيد” في جميع أنحاء البلاد: جزء كبير من شمال غرب سوريا، منطقة محاصرة خاضعة لسيطرة المعارضة شمال مدينة حمص، ومحافظتي درعا والقنيطرة وريف دمشق، وينص الاتفاق على أن تشرف إيران وروسيا وتركيا على تنفيذه وترسل كل منها قوات مراقبة خاصة بها لضمان تنفيذ بنوده. ولم يشمل الاتفاق كلاً من تنظيم الدولة وهيئة تحرير الشام.

وفي شمال غرب سوريا، تمتد منطقة خفض التصعيد من شمال غرب اللاذقية إلى ريف حلب الغربي وتغطي أجزاء كبيرة من محافظتي إدلب وشمال حماة، وكانت تلك آخر منطقة من المناطق الأربعة التي سيتم تنفيذها بشكل كامل، وطلب المفاوضون جولتين إضافيتين من المحادثات في أستانا- كازاخستان، قبل إعلان إقامة المنطقة وتعيين حدودها في ١٥ أيلول.

وقام الجيش التركي، تنفيذاً لدوره كضامن لاتفاق خفض التصعيد، بدخول ريف إدلب وحلب في أوائل تشرين الأول، وأنشأ عدداً من مراكز المراقبة بين مناطق سيطرة الأكراد والمعارضة، كما أقام نقاط تفتيش على طول الطرق الرئيسية في شمال إدلب.

والجدير بالذكر أن الجزء الأكبر من منطقة خفض التصعيد تابعة لهيئة تحرير الشام، وهو فصيل غير مشمول في الاتفاق، وكثيراً ما استهدف النظام والطائرات الحربية الروسية المناطق الخاضعة لسيطرة الهيئة، بما في ذلك قصف كبير طال مدينة الأتارب وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن ٤٠ مدنياً قبل أسبوعين، وفقاً لما ذكرته سوريا على طول.

وفي تشرين الأول، شنت الهيئة هجوماً على مواقع للنظام بالقرب من بلدة أبو دالي شمالي حماة، مما أشعل فتيل القتال على الأرض بين الطرفين هناك، مع قيام طائرات النظام والطائرات الروسية بمهاجمة أهداف الهيئة في المنطقة.

وهكذا، فإن خفض التصعيد لم يوقف العنف تماماً في شمال غرب سوريا، ولكنه خفض وتيرته على بعض الجبهات وقلل من تواتر الضربات الجوية في بعض المناطق.

ما هو دور تركيا الحالي في شمال غرب سوريا؟

تدخلت تركيا مباشرة في النزاع السوري وسيطرت على مساحات واسعة من الأراضي في شمال غرب البلاد.

منذ بداية الثورة السورية في عام ٢٠١١، دعمت تركيا القوات المعارضة لنظام بشار الأسد، واستقبلت المعارضين السياسيين وأشرفت على تدريب فصائل المعارضة، وساهمت في تسليحها.

لكن مشاركة أنقرة المباشرة في الحرب السورية بدأت في آب ٢٠١٦، عندما أرسلت تركيا مركبات مدرعة وقوات عبر حدودها الجنوبية لدعم فصائل الجيش السوري الحر التي تقاتل تنظيم الدولة هناك.

أريحا، جنوب مدينة إدلب. تصوير: مركز إدلب الإعلامي.

وكان للعملية التي أطلقتها الحكومة التركية تحت اسم “درع الفرات” هدفين أساسيين هما: طرد مقاتلي تنظيم الدولة بعيداً عن الحدود التركية، والحدّ من تقدم القوات الكردية – التي تعتبرها أنقرة إرهابية – في المنطقة ذاتها.

وعلى مدى الأشهر التالية، استولى مقاتلو الجيش السوري الحر المدعوم من جانب تركيا، وبمساعدة الدعم الجوي والمدفعي والأرضي التركي، على عدد من معاقل تنظيم الدولة في محافظتي حلب وإدلب شمال سوريا، وعلى الرغم من أن درع الفرات توقفت رسمياً في أواخر آذار ٢٠١٧، لا يزال الثوار المدعومون من قبل تركيا يسيطرون على جزء كبير من الأراضي التي تم الاستيلاء عليها خلال العملية.

في ٨ تشرين الأول، دخلت القوات التركية سوريا مرة أخرى، وهذه المرة توغلت في المناطق الشمالية من محافظة إدلب، لإنشاء مراكز المراقبة ونقاط التفتيش التي تم تحديدها ضمن اتفاق خفض التصعيد في أيار، وتهدف العملية أيضاً إلى وقف ما وصفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ “الممر الإرهابي” على طول الحدود السورية التركية حيث تتواجد قوات الهيئة والقوات الكردية.

وأثبتت أنقرة نفسها بقوة كلاعب رئيسي في الشمال السوري، ولا تزال تلعب دوراً سياسياً وعسكرياً هاماً هناك، وتستثمر تركيا ما يحدث جنوب حدودها مع الشمال السوري، ومن المرجح أن تلعب دوراً محورياً في تشكيل مستقبل تلك الأراضي.

بعد عام من انتهاء معركة حلب، ما الذي يحدث هناك؟

في كانون الأول ٢٠١٦، بعد أربع سنوات من القتال، اتجه آخر ثوار حلب عبر حافلات الحكومة “الخضراء” إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة، واستعادت الحكومة السورية سيطرتها على كامل المدينة.

 

وتركت حرب برية شرسة وغارات جوية مكثفة شنها النظام وروسيا أحياء بأكملها، في شرق المدينة التي تسيطر عليها المعارضة، في حالة خراب ودمار كامل، وتحول شرق حلب، الذي يضم المصانع وعائلات الطبقة العاملة، من قلب الاقتصاد السوري إلى ركام ومبانٍ مهدمة.

واليوم، انتهى القتال، وعاد كثير من السكان إلى ما تبقى من منازلهم ومحالهم التجارية، وبعد عودة حلب إلى سيطرة النظام، أعاد نظام الأسد إحكام قبضته على الصحافة بينما أفادت التقارير بأن أجهزته الأمنية ​​تراقب الأهالي هناك.

ووفقاً للأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة في تشرين الثاني، عاد ما يقدر بنحو ٤٤٠ ألف سوري إلى حلب منذ بداية ٢٠١٧، منهم ٣٠٠ ألف عادوا إلى شرق المدينة الذي مزقته الحرب.

وبحسب تقرير صادر عن معهد تشاتام هاوس (المعهد الملكي للشؤون الدولية)، في تشرين الثاني ٢٠١٧ لم تعد الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء إلى جزء كبير من القسم الشرقي لحلب بعد، وبالرغم من أن مقاتلي المعارضة قصفوا الأحياء الغربية من المدينة بشكل متكرر إلا أن البنية التحتية هناك لم تتأثر بشكل كبير جراء ذلك.

وبدأت عملية إعادة بناء حلب التي قد تستغرق وقتاً طويلاً، ولكن بعد مرور عام تقريباً على انتهاء المعركة من أجل السيطرة على المدينة، بقيت تفاصيل كيفية إعادة بناء المدينة – والجهة التي ستمول المشروع- غامضة.

ما هو حال القريتين الشيعيتين الخاضعتين لسيطرة النظام في محافظة إدلب والمحاصرتين ن قبل الثوار؟

خلال هجوم المعارضة الناجح لانتزاع السيطرة على إدلب من النظام السوري في النصف الأول من عام ٢٠١٥، حاصرت القوات المتقدمة كلا من بلدتي الفوعة وكفريا، ذواتا الغالبية الشيعية في وسط المحافظة.

ومنذ آذار ٢٠١٥، منعت قوات المعارضة قرابة ٢٠ ألف شخص من دخول البلدات أو الخروج منها، وأوقفت المساعدات الإغاثية وشحنات المواد الغذائية، ومنذ ذلك الحين، اعتمد السكان في الدرجة الأولى على ما تلقيه مروحيات النظام من مواد غذائية وإمدادات.

 

وصول قافلة مساعدات إلى الفوعة وكفريا في ٧ أيلول. تصوير: أخبار الفوعة وكفريا.

وبعد بضعة أشهر من بدء الحصار على الفوعة وكفريا، قامت قوات النظام، التي تبعد مئات الكيلومترات، بحصار مضايا والزبداني في ريف دمشق جنوباً، وبقي أكثر من ٥٠ ألف من أهالي المدينتين الخاضعتين لسيطرة المعارضة يعانون من حصار محكم.

واستخدم الثوار حصار الفوعة وكفريا للمساومة مع النظام، ففي أيلول ٢٠١٥، توصل النظام وفصيل أحرار الشام إلى اتفاق: اتفاق “البلدات الأربع” الذي تم بوساطة إيرانية، وينص الاتفاق على أن ما يحدث في بلدة واحدة سيحدث في البلدات الأربعة، بما في ذلك إيصال المساعدات وعمليات الإجلاء الإنساني.

وبقي اتفاق البلدات الأربع، الذي تعرض للخروقات في كثير من الأحيان، قائماً حتى هذا العام، عندما تضمن اتفاق التسوية في نيسان إجلاء آلاف المقاتلين في المعارضة وعائلاتهم من الزبداني ومضايا، باتجاه إدلب، وفي المقابل، تم نقل عدة آلاف من المدنيين من الفوعة وكفريا من بلداتهم المحاصرة إلى غرب حلب الذي تسيطر عليه الحكومة، وبموجب الاتفاق، سيغادر جميع سكان البلدتين المواليتين للنظام.

وأثناء عمليات إجلاء الفوعة وكفريا، وقع هجوم انتحاري استهدف إحدى قوافل الحافلات في ١٧ نيسان، مما أسفر عن مقتل أكثر من ١٠٠ شخص – معظمهم من المدنيين الذين تم إجلاؤهم من البلدات ذات الأغلبية الشيعية –  واستؤنفت عمليات الإجلاء بعد الهجوم، واستكملت في مضايا والزبداني، ثم عادت المدينتان لسيطرة النظام.

ولكن بعد أكثر من ستة أشهر، لم يتم إخلاء ما تبقى من السكان والمقاتلين في الفوعة وكفريا، ومن غير الواضح ما إذا كان سيتم إجلاؤهم ومتى سيتم ذلك.

وتصل شحنات المساعدات الإغاثية إلى المدن بشكل متقطع، حيث وصلت آخر قافلة مساعدات إلى الفوعة وكفريا في أيلول، وذكرت مصادر إعلامية معارضة في ذلك الوقت أن تلك المساعدات دخلت كجزء من الصفقة التي شهدت تسليم مساعدات من الهلال الأحمر العربي السوري لمخيم اليرموك الخاضع لسيطرة التنظيم وهيئة تحرير الشام في جنوب دمشق.

هل هناك تواجد لتنظيم الدولة في شمال غرب سوريا؟

نعم، تحاصر قوات النظام السوري حالياً مخيمات تنظيم الدولة بالقرب من بلدة عقيربات الصحراوية شرقي حماة، بينما يقاتل التحالف الثوري من أجل استعادة الأراضي التي خسرها في هجوم مفاجئ لتنظيم الدولة الشهر الماضي في شمال المحافظة.

في آب، بدأ الجيش العربي السوري معركة برية ضد تنظيم الدولة في منطقة عقيربات الريفية شرقي حماة، وبعد أسابيع من القتال، أعلن النظام السوري في نهاية المطاف انتصاره وسيطرته على بلدة عقيربات في ٣ أيلول، ومع ذلك، فإن أعداداً غير معروفة من قوات التنظيم لا تزال في المنطقة.

في ٩ تشرين الأول، شن مقاتلو التنظيم هجوماً مفاجئاً على المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام في شمال حماة، على بعد ٣٠ كيلومتراً شمال عقيربات، وسيطرت قوات التنظيم المسلحة بالدبابات، والأسلحة الثقيلة، و٢٠ عربة مدرعة، على أكثر من ١٢ قرية كانت خاضعة لسيطرة الهيئة.

واليوم، استعادت الهيئة جزءاً من الأراضي التي خسرتها أمام التنظيم في تشرين الأول، ولكن مجموعة من قرى حماة الشمالية لا تزال في أيدي التنظيم، ولا تزال هناك أسئلة حول الطريقة التي تمكنت بها قوات التنظيم من المرور عبر الأراضي التي يسيطر عليها النظام للوصول إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها الهيئة.

وعلى الرغم من أن تنظيم الدولة يسيطر على جزء بسيط فقط من الأراضي، أظهرت المليشيا في الأسابيع الأخيرة القدرة على تنفيذ عمليات انتحارية وشن الهجمات ضمن مناطق النظام والمعارضة على حد سواء.

 

إعداد: جستن كلارك

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال