4 دقائق قراءة

شرعي منشق عن “فتح الشام”: الجبهة بغت على الفصائل دون وجه حق

أعلنت خمسة فصائل في المعارضة، في محافظة إدلب، بما فيها […]


31 يناير 2017

أعلنت خمسة فصائل في المعارضة، في محافظة إدلب، بما فيها جبهة فتح الشام، المرتبطة سابقا بتنظيم القاعدة، عن تشكيل تحالف جديد يوم السبت، باسم هيئة تحرير الشام.

وتأتي هذه الخطوة، التي أُعلن عنها في بيان نُشر على الإنترنت، بعد أسابيع من الاقتتال الداخلي بين عدة جماعات معارضة، في إدلب وريف حلب الغربي الخاضع لسيطرة المعارضة، مما دفع ما لا يقل عن ستة جماعات من الجيش السوري الحر للانضمام إلى حركة أحرار الشام، الأسبوع الماضي.

وجاء التشكيلان الجديدان وسط تصاعد التوتر بين جبهة فتح الشام وغيرها من الجماعات المعارضة، حيث هاجمت الأولى “الفصائل الأخرى دون وجه حق”، وفقا لما قاله أبو حسن الكويتي، شرعي في “جبهة فتح الشام” انشق عن الجبهة الأسبوع الماضي، لمراسل سوريا على طول، أسامة أبو زيد.

وأعلن أبو حسن الكويتي، وهو في الأصل من الكويت، انشقاقه عن جبهة فتح الشام بسبب ما قامت به من “عدوان” على جيش المجاهدين وغيره، واصفا إياه بـ”الإجرام”، من مكان إقامته المجهول في سوريا.

“ونتيجة لهذا الإجرام فإني أعلنت براءتي وانشقاقي عن فتح الشام”.

إلى ذلك، قال ناشطون على الأرض، لسوريا على طول، إن الأمر لم يقتصر على الكويتي، حيث انشق ما لا يقل عن أربعة من رجال الدين والقادة عن جبهة فتح الشام، في الأيام الاخيرة.

بيان الإعلان عن تشكيل هيئة تحرير الشام، يوم السبت. تصوير: تحرير الشام.

وجاءت الانشقاقات بعد الضغوط المتزايدة على جبهة فتح الشام، في الأسابيع الأخيرة، بسبب القصف المكثف من قبل الولايات المتحدة.

وادعى مسؤولون عسكريون أمريكيون أن الهجمات التي تشنها طائرات “بطيار أو بدون طيار”  قتلت “ما يزيد عن 150 من إرهابيي القاعدة” منذ 1 كانون الثاني.

ولم يشمل اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم بوساطة تركية روسية، منذ ثلاثة أسابيع، جبهة فتح الشام. كما أن الجبهة لم تتلق دعوة لحضور محادثات السلام التي جرت في كازاخستان الأسبوع الماضي.

ما هي الأسباب التي دفعت “جبهة فتح الشام” إلى مهاجمة فصائل عسكرية معارضة في شمال سورية؟

أن الجبهة بغت على الفصائل دون وجه حق وتم تجييش المقاتلين من بعض شرعيي وقادة الجبهة على أن الفصيل الفلاني والفلاني قد وقّع على قتال الجبهة ضمن ما يسمى مؤتمر الاستانة وهو ما لم يحدث بحسب معلوماتنا. وإنما هي لعبة استخبارتية أوعزت بتلك الشائعات ليحدث التصادم.
فكان من الأجدر بالجبهة إظهار الأدلة وأن تقيم الحجة الشرعية من خلال فتاوى صحيحة من مرجعيات شرعية معتبرة ومتفق عليها ومقبولة في ساحة الجهاد قبل بغيها.

متى قررت “الانشقاق” عن “الجبهة” ولماذا؟

ما قامت به جبهة فتح الشام من عدوان على جيش المجاهدين وغيره هو إجرام يجب البراءة منه؛ ونتيجة لهذا الإجرام فإني أعلنت براءتي وانشقاقي عن فتح الشام، كما فعل غيري من الأخيار بسبب الظلم والفساد والعدوان.

(اجتمع ممثلون عن الحكومة السورية والفصائل المسلحة، الأسبوع الماضي، في أستانة، عاصمة كازاخستان، للبدء في المحادثات التي نظمتها تركيا وروسيا وإيران. ونشرت جبهة فتح الشام بياناً على الانترنت تتهم فيه عدداً من الفصائل الثورية الحاضرة للمؤتمر، بمافيها جيش المجاهدين، بالتآمر ضدها. وقرأ وزير خارجية كازاخستان، خيرات عبد الرحمنوف، البيان النهائي لتركيا وروسيا وإيران خلال اختتام المؤتمر، قائلاً: إن الدول الثلاث المتعهدة تؤكد الإصرار على محاربة داعش والنصرة “الاسم السابق لجبهة فتح الشام”).

فليست السلامة اليوم بالسكوت عن الظلم والبغي والإفساد ولكن السلامة بما تلقى الله به وما تقدمه من حق والسكوت انبطاح في هذه النازلة.

كما أنني ومجموعة من الأخوة اخترنا طريق الإصلاح حتى ظهر عدم جدوى ذلك فلا يجوز الانتماء لمن يرفض رأي العلماء ويغلب الاستبداد ويعيد تكرار سيناريو ما فعلته الدولة في بغيها في الشمال ورفضها الجلوس لمحكمة شرعية.
تم تشكيل ما يسمى “هيئة تحرير الشام” بينما تم انضمام فصائل عديدة تحت راية “حركة أحرار الشام”، كيف تنظر إلى التشكيل الجديد وحركات الانضمام وتوقيتهما؟

كانت أحرار الشام صمام الأمان في الساحة الشامية منذ انطلاق الثورة والجهاد في الشام، ولا أحد ينكر ما قدمته جبهة فتح الشام من انتصارات وتضحيات، كما كانت جنداً من جنود الجهاد في تحقيق انتصارات وفتوحات عديدة.

الأيام الماضية كانت قد تودي بالمنطقة إلى كارثة لا يُحمد عقباها ولانهاية لها لا قدر الله، لتأتي مبادرات الإنقاذ ووقف القتال وتدفع بتلك الإجراءات.

(منذ يوم الأحد، حين أعلنت الفصائل المسلحة المشاركة تشكيل تحرير الشام، انخفضت التقارير عن الاقتتال الداخلي بين الثوار في محافظة إدلب وريف حلب الغربي، إلى حد بعيد).

اليوم نبارك بالخطوتين؛ الانضمام تحت راية واحدة وما قابله من تشكيل هيئة جديدة، وندعوهم إلى أن يجلسوا ويتفاهموا لعل الساحة تتآلف وتجتمع عسكرياً.
إذ لا يختلف عاقل ومُصلح على الخطوتين بأنهما خيرُ وصلاح إن كانت الغاية المحافظة على الساحة وعدم انحراف السلاح وتوقيف اعتداءات الجولاني. ولا بُد من وجود محكمة شرعية عليا يخضع الجميع لها دون استثناء. ونسأل الله أن يكونوا تحت راية وحدة جميعاً بأقرب وقت.

شارك هذا المقال