5 دقائق قراءة

“صراع الحلفاء” ينتهي باتفاق بين النظام و”الأسايش” يحل قوات الدفاع الوطني في القامشلي

بعد ثلاثة أيام من الاقتتال الدامي بين قوات النظام السوري […]


27 أبريل 2016

بعد ثلاثة أيام من الاقتتال الدامي بين قوات النظام السوري وقوات الأسايش (بقيادة الإدارة الذاتية) في مدينة القامشلي، توصل الطرفان إلى عقد هدنة، مع نهاية يوم الجمعة الماضي، وذلك بعد سيطرة “الأسايش” على عدة نقاط في المنطقة.

وتضمنت الهدنة المتفق عليها “إعادة النظر بما يسمى ميليشيات الدفاع الوطني والعمل على حلها في مدينة قامشلو”، بالإضافة إلى شروط أخرى مثل السماح للأسايش وقوات الـ(YPG) بالاحتفاظ بـ”المواقع التي تم تحريرها” أثناء القتال، ووضع حد للتجنيد لصالح النظام في جميع أنحاء المدينة، وذلك وفقاً لبيان نشرته الهيئة الداخلية في مقاطعة الجزيرة.

ولم تعلن وسائل إعلام النظام الرسمية عن الاتفاق.

وتعتبر القامشلي، الواقعة شمال شرق مدينة الحسكة، العاصمة الفعلية للمناطق التي يسيطر عليها الأكراد شمال سوريا، والمعروفة باسم روجافا أو كردستان الغربية.

وتحكم الإدارة الذاتية، التي يقودها الأكراد، غالبية القامشلي، بينما تسيطر قوات النظام السوري والميليشيات المتحالفة معها، على عدد من الأحياء في الجنوب بما فيها المطار.

واستمرالنزاع بين الطرفين على المدينة المقسمة لمدة ثلاثة أيام، شهدت المنطقة خلالها اشتباكات عنيفة، بدأت منذ يوم الأربعاء الماضي.

إلى ذلك، قال أراز مستو، عضو مكتب هيئة إعلام  الداخلية في مقاطعة الجزيرة، لمراسل سوريا على طول محمد عبد الستار إبراهيم، “ما حدث كان مواجهة حقيقية مع النظام”، حيث قتل العشرات من المقاتلين من كلا الجانبين وأسر العديد منهم لأكثر من ثلاثة أيام، بالإضافة إلى مقتل نحو 17 مدنياً.

من جهته، وصف محمود خللو أبو حمزة، قائد لواء كردي في الجيش السوري الحر، ما يجري بأنه “مجرد خلاف بين أخوة السلاح”.

كما وصف كل من اسماعيل شريف، وهو ناشط إعلامي، ومحمد أوسو، وهو عضو في حملة الحسكة تذبح بصمت، الحادثة على أنها “مجرد معركة نفوذ” و”مسرحية عسكرية”.

 

أهالي الأسايش يشاركون في موكب تأبين للمدنيين وعناصر(YPG) الذين قتلوا في الاشتباكات الأخيرة, يوم الأربعاء. حقوق الصورة لصفحة مدينة الحب القامشلي.

 

محمود خللو أبو حمزة، قائد لواء أحفاد صلاح الدين الإيوبي، في ريف حلب الشمالي.

ما موقفكم من الاشتباكات التي حصلت في القامشلي؟
نحن متأكدين بأن ما يجري مجرد خلاف بين أخوة السلاح، ومعركة نفوذ على الأرض لا أكثر، ولكن لو صدقت نوايا (PYD) في تطهير مدينة القامشلي، فأنا كقائد للواء كردي، على استعداد لإرسال 400 مقاتل وبشكل فوري إلى القامشلي للمؤازرة. وقوات البشمركة من كردستان العراق ستدخل أيضاً.

ألا تخشون من تطور الأحداث في المدينة لتتحول المعركة إلى معركة كردية عربية؟
لن نسمح بذلك، لو كلف ذلك فناءنا جميعاً، كلنا أخوة في الوطن، نحن نعلم بمخططات النظام وحلفائه، ولكننا ككرد وكعرب لن نسمح بحدوث مثل هذه الفتنة مهما حصل.

 

محمد أوسو، عضو في حملة الحسكة تذبح بصمت.

برأيك، هل كان حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) يستطيع إخراج النظام من المدينة، والسيطرة عليها؟
الهدنة المتحالفة، بدأت منذ أن انسحب النظام من مواقعه بعد عام 2012، وتسليمه المنطقة لوحدات الحماية (YPG)  بحجة حمايتها ومنع سقوطها بيد قوات المعارضة السورية آنذاك، ليحمي النظام نفسه في محافظة الحسكة ويتحصن في المربعات الأمنية لحماية عناصره من الاستهداف.

ألا تعتقد أن قوات (PYD) في هذه المرة لقنوا النظام درساً قاسياً؟ بعد سيطرتهم على نقاط مهمة في المربع الأمني؟
بالنسبه لي أنا أسمي ما حصل بالمسرحية. لماذا لم يحاصرو المطار؟ ومواقع النظام الأمنية المعروفة؟. والغريب في الأمر لم تنقطع الكهرباء والماء في منطقة النظام. كل ذلك يؤكد بأن ما جرى ويجري في مدينة القامشلي مسرحيات عسكرية مدبلجة.

لكن نقاط الهدنة التي أعلن عنها تجبر قوات النظام أن تحل ميليشيات الدفاع الوطني؟
بالنسبه للهدنة الأخيرة بعد وقوع بعض المناوشات بين عناصر الدفاع الوطني، ووحدات الحماية، وسيطرة الوحدات على بعض النقاط في مدينة القامشلي مثل: سجن علايا، منشأة غذائية، ومنشأة جنائية.

فبدل أن تهاجم قوات (YPG) نقاطا إستراتيجية هامة مثل موقع الفوج العسكري طرطب ومطار القامشلي، تقوم القوات بتحرير الفرن الآلي وما شابه!
هناك إشارات استفهام كثيرة، عندما نتحدث عن هذه الهدنة بين الأطراف المتحالفة عسكرياً، ومن تابع تصريحات محمد الفارس قائد ميليشيات الدفاع الوطني، سيدرك مدى التعاون بينهم.
أما بخصوص بعض البنود والشروط التي ذكرت في الاتفاقية أو الهدنة، التي نصت على أن يتوقف نظام الأسد عن جر الشباب إلى الخدمة العسكرية (التجنيد الإجباري). وفي الوقت نفسه يتم نشر حواجز ونقاط تفتيش من قبل وحدات الحماية (YPG).

 

جزء من مسيرة يوم الأربعاء في ذكرى مقتل المدنيين وعناصر(YPG) الذين قتلوا في اشتباكات القامشلي, الأسبوع الماضي. حقوق الصورة لصفحة مدينة الحب القامشلي. 

أسماعيل شريف، ناشط إعلامي من سكان عامودا.

ما رأيك بالاشتباكات الاخيرة التي حصلت في المدينة؟
بالأساس لم يكن هناك داع لما حصل، والأسباب التي أدت إلى ما حصل غير مقنعة، هناك تحالف بين الطرفين وكلنا نعرف ذلك، وما يحصل من مناوشات هنا وهناك، إنما لأجل بسط الهيمنة على الأرض، معركة النفوذ.

ولكن الاشتباكات كانت قوية جداً وأدت إلى حالات نزوح من قبل الأهالي؟

ما حصل مهزلة حقيقية، برأيي أن الهدنة لم تحصل لوقف اطلاق نار بسبب خلافات عسكرية، إنما ما حصل توقيع على اتفاقيات ومصالح جديدة، ولم يجدوا أفضل من هذه الرواية ليقدموها. وكانت فرصة مناسبة لدب الرعب في قلوب المواطنين، وكانت الحصيلة مقتل 17 مدنيا.

( تم تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي بين النشطاء الكرد، استهزاءاً بالاشتباكات التي حصلت بين النظام و(PYD)، ونشره اسماعيل شريف على صفحته الشخصية على الفيس بوك)

 

أراز مستو، عضو مكتب هيئة إعلام  الداخلية في مقاطعة الجزيرة .

هل تتوقع خرقا للهدنة من قبل النظام؟
هذا احتمال. ويجب أن نتوقع من النظام خرق الهدنة وبأي وقت، ونحن في الإدارة الذاتية (هيئة الداخلية) أعلنا أن قواتنا (الأسايش) جاهزة لحماية المدنين والمدينة ولصد أي هجوم من النظام.
ما صحة الأنباء عن إفراغ حي الطي العربي الموالي للدفاع الوطني؟

هذا الأمر لم يتم ذكره في الاتفاق، ومسألة إفراغ حي الطي من المدنيين ليست واردة في الوقت الحاضر، وذلك ليس هدفا من أهداف الإدارة الذاتية، والأمر أولاً وأخيراً يعود للقيادات في كيفية التصرف مع هذا الحي.

متى سيتم حل قوات الدفاع الوطني بحسب الأتفاق؟

ليس لدينا أي فكرة عن توقيت حل هذه الميليشية، ولكن حلها مسألة وقت.

ما رأيك بما حصل في المدينة؟

هذا نظام شوفيني، ونحن اعتدنا عليه، وليس لديه فرق بين كردي أو عربي وسرياني، وكان الضحايا من الجميع، وما حصل كانت مواجهة حقيقية مع النظام وكان هناك استنفار كبير.

ترجمة: بتول حجار

 

شارك هذا المقال