3 دقائق قراءة

ضحايا “مجزرة دوما الكبرى” يدفنون تحت القصف في مقابر جماعية

بعد يوم من مقتل مئة شخص بغارات النظام على دوما […]


18 أغسطس 2015

بعد يوم من مقتل مئة شخص بغارات النظام على دوما في غوطة دمشق، وجد ذوو الموتى أنفسهم مضطرين لدفن موتاهم في قبور جماعية، حيث أن النظام قصف مقبرة المدينة الرئيسية من الجو والبر، يوم الإثنين.

وقال أيمن أبو أنس، عضو تنسيقية دوما، لموقع سوريا على طول، أن النظام استهدف مقبرة دوما بشكل ممنهج، مما دفع كثير من الناس إلى تأجيل الدفن إلى اليوم.

وأضاف “أثناء وجودي في المقبرة أصيب والد أحد الشهداء داخل المقبرة”.

وروى أبو أنس ماجرى أمامه، لافتاً إلى الخطر الذي يواجهه ذوي الموتى الذين  تحدوا القصف على المقبرة.

وفي السياق ذاته، قال محمد خبية، أحد ساكني دوما، “ذهبنا الأحد، في الساعة السادسة مساء، مع مجموعة صغيرة  لدفن ابن عمي الذي سقط نتيجة القصف”.

وتابع خبية، الذي يعمل صرافاً في دوما، لموقع سوريا على طول، “ولكن حرس المقبرة حذرونا من دخولها لسقوط القذائف عليها”.

ولم يكن أمام خبية وأصدقائه خياراً سوى الركض إلى قبر جماعي حفر على عجل داخل المقبرة، ودفن فيه عشرات الشهداء.

وقال خيبة “تطوعت مع ثلاثة شباب وحملنا الشهيد واتجهنا إلى الحفرة ركضا وضعناه بها وغادرنا”.

حقوق الصورة تعود لـ scontent.

إلى ذلك، يوضح أبو حسن الأندلسي، ناشط محلي، لموقع سوريا على طول أن القبور الجماعية هي حفر أطول وأكبر من القبر الاعتيادي وتتسع لعشرة شهداء أو أكثر.

وأضاف الأندلسي أن مقبرة “شهداء” دوما مخصصة لأولئك الذين قتلوا خلال الحرب، وتحقق “غايات توثيقية واحصائية” بضمها كل أولئك الذين قتلوا في مكان واحد.

وقصف الأحد، الذي يصفه الناشطون بـ”المجزرة الأكبر في دوما”، والذي راح ضحيته خمسة وتسعين قتيلاً  استطاع الدفاع المدني توثيقهم بالاسم، فيما بقي تسعة قتلى آخرين مجهولي الهوية.

ومع استمرار القصف إلى يوم الإثنين، وجهت القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية أوامر إلى المدنيين بعدم مغادرة منازلهم حتى إشعار أخر، استناداً إلى أن القصف طال الأسواق والأماكن العامة والمدارس.

ويأتي القصف على عاصمة الثوار في الغوطة الشرقية (بحكم الواقع) بعد إحرازهم تقدما، السبت، في معركة حرستا، المدينة المجاورة خلال عطلة نهاية الأسبوع، شملت أقساماً من مجمع إدارة المركبات العسكرية.

وأربكت الأرقام الكبيرة للجرحى، الكوادر الطبية في المدينة ولم تتمكن من استيعاب الجرحى، وفق ما أفاد الدكتور حسان عين في حديثه مع موقع سوريا على طول، والذي كان من أوائل الأطباء المشرفين على إسعاف الجرحى، يوم الأحد.

وطلب الدكتور عين، وأطباء غيره، في موقع الحدث المؤازرة من النقاط الطبية في الغوطة، حيث شاركت 40 سيارة من كل الغوطة بنقل الجرحى إلى المشافي الميدانية، وبعضهم نقل إلى مشافي ميدانية خارج دوما.

وقال أن “عددا لا بأس به من القتلى ماتوا نتيجة نقص الكوادر الطبية وضيق المكان وقلة النقاط الطبية”، بينما اضطرت منظمات طوارئ أخرى للتعاون مع العائلات التي لم تستطع دفن موتاها.

و”نتيجة القصف المستمر على المقبرة، عاد ذوو العائلات بشهدائهم إلى مركز الدفاع المدني، ووضعونا في وضع حرج”، بحسب محمود آدم، الناطق باسم الدفاع المدني في دوما.

وأضاف أدم، امتلئ المكان بعدد كبير من الجثث، لافتاً إلى رائحة الموت التي تنبعث من الجثث والدماء بسبب عدم توفر ثلاجات لحفظ الجثث.

بدوره، لم يعلق الإعلام االسوري الرسمي على الغارات.

شارك هذا المقال