3 دقائق قراءة

طائرات حربية تستخدم الأسلحة المحرمة دولياً في قصف إدلب

قال عناصر في الدفاع المدني السوري وبعض من الأهالي لسوريا […]


19 يناير 2018

قال عناصر في الدفاع المدني السوري وبعض من الأهالي لسوريا على طول أن الطائرات الحربية قصفت البلدات والقرى الريفية في جنوب إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة بقنابل “النابالم”.

وتعد هذه الغارات أكبر هجوم مسلح على ريف إدلب منذ تشرين الثاني، وتأتي في الوقت الذي تتصارع فيه المعارضة والنظام من أجل السيطرة على مطار “أبو الظهور” العسكري والمناطق المحيطة به في ريف إدلب الشرقي.

ولم ترد أنباء عن وقوع وفيات يوم الخميس.

وقال شهود عيان لسوريا على طول أن القنابل استهدفت “ضواحي” عدد من بلدات جنوب إدلب التي تسيطر عليها المعارضة، بما في ذلك مخيماً عشوائياً واحداً على الأقل يضم عائلات نزحت بسبب المعارك الأخيرة في محافظة إدلب.

في السياق، ذكر الدفاع المدني السوري في محافظة إدلب، عبر صفحته على الفيسبوك، أن عدداً غير محدد من الضربات الجوية استهدفت ضواحي خان شيخون، بلدة تسيطر عليها المعارضة على بعد ٥٣ كم جنوب مدينة إدلب، صباح يوم الخميس، وتعرضت خان شيخون لهجوم كيماوي في نيسان الماضي أدى إلى مقتل ٧٤ شخصاً على الأقل.

آثار القصف بالنابالم على أطراف خان شيخون يوم الأربعاء. تصوير: الدفاع المدني السوري في إدلب.

وفي إحدى الصور التي نشرت عقب الغارات التي وقعت يوم الخميس، كان عناصر الدفاع المدني يعملون على إطفاء حريق بالتراب، قيل إنه ناجم عن قصف لبستان خارج خان شيخون، حيث يصعب إطفاء بعض الحرائق الناجمة عن الأسلحة الحارقة بالماء.

وقال أحمد شيخو، مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني بإدلب، لسوريا على طول، إن فرق الدفاع المدني “حاولنا ردمها بالتراب ولم تخمد النار”.

وجاءت هجمات يوم الخميس عقب غارات جوية بالأسلحة الحارقة المحرمة دولياً بما فيها النابالم والفسفور، في الليلة السابقة.

وتسبب القصف بنشوب حرائق يصعب إخمادها، وقد تعاني ضحايا الهجوم بالقنابل الحارقة من حروق شديدة يصعب على العاملين في المجال الطبي معالجتها، في محافظة إدلب، حيث الإمدادات الطبية محدودة.

وقال شيخو “حاولنا إخماد النار في هذه المناطق ولكنه يزداد اشتعالاً… وهذه من خصائص ضربات النابالم”.

وقال اثنان من عناصر الدفاع المدني واثنان من السكان شاهدوا القصف أنهم رأوا أيضاً علامات تدل على نوع الذخائر المستخدمة والتي كانت محرمة دولياً.

وقال سعد زيدان، مصور لقناة أورينت الفضائية، لسوريا على طول، من بلدة حاس، وهي إحدى البلدات التي طالها القصف ليلة الأربعاء “سمعنا صوت صاروخ، وبعدها لمع ضوء على الشباك للغرفة التي كنت فيها”.

وأضاف زيدان أن القصف كان على بعد ٣٠٠ متر من مخيم للنازحين جراء المعارك الجارية في إدلب.

من جهته قال رامي أبو علي، متطوع في الدفاع المدني في ريف إدلب الجنوبي، الذي سارع للإنقاذ بعد القصف ليلة الأربعاء، أن العاملين في الدفاع المدني “قاموا بأخذ عينات من آثار الضربات” للمخابر المختصة وحاضنة أحد الصواريخ الذي وجد بموقع القصف، يوم الخميس، في مدينة إدلب، لإجراء الفحص والتأكد من طبيعة الذخائر المستخدمة.

وتواصلت سوريا على طول مع مسؤول في مكتب الدفاع المدني في مدينة إدلب قام بتخزين عينات من آثار القصف يومي الأربعاء والخميس، لكنها لم تتلق أي رد.

من جهتها، لم تنشر أي من وكالة الأنباء الروسية (تاس) ووكالة الأنباء السورية سانا، أية أنباء عن الغارات التي يقال إنها تمت بأسلحة محرمة دوليا، يومي الأربعاء والخميس.

والجدير بالذكر أن الحكومة السورية والقوات الروسية قامت بتنفيذ ما لا يقل عن ٢٢ هجوما بالأسلحة الحارقة في سوريا في عام ٢٠١٧، وفقا لتقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش في تشرين الثاني الماضي. كما أن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة أطلقت قنابل الفسفور على مدينة الرقة في حزيران، في ذروة المعركة لطرد تنظيم الدولة، بحسب منظمة الرقة تذبح بصمت.

 

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال