4 دقائق قراءة

طبيب في مضايا: 25 حالة فشل كلوي بسبب سوء التغذية الحاد

لم يعد أمام علي غصن الكثير من الوقت؛ فقبل أربعة […]


14 أكتوبر 2016

لم يعد أمام علي غصن الكثير من الوقت؛ فقبل أربعة أشهر، بدأ ابن مضايا، البالغ من العمر 30 عاما، يشكو من آلام مفصل الفخذ وصعوبة التبول. وعندما أجرى العاملون في المجال الطبي، في البلدة المحاصرة، شمال غرب دمشق، الاختبارات، كان تشخيصهم لحالة علي هو: الفشل الكلوي.

وتقول شقيقته، رولا غصن، 31 عاما، لمراسلة سوريا على طول، بهيرة الزرير، “الطبيب يقول أن أيامه معدودة (…) وتوقع الأطباء فشلا في الكليتين معاً”.

الآن، يستلقي صاحب محل بيع الألبسة في مضايا، في السرير طوال اليوم، ضعيفا لايقوى على الحراك، ويتقيأ باستمرار، حسب ما تقوله شقيقته رولا. حيث يساهم التستيل الوريدي بإطالة حياته المؤلمة، من خلال إمداده بالمواد الغذائية الأساسية للجسم.

وعلي هو واحد من 25 شخصا، ظهر لديهم مرض الفشل الكلوي في الشهر الماضي، نتيجة لسوء التغذية الحاد، بسبب أشهر من الحصار الخانق، حسب ما قاله الدكتور محمد درويش، لسوريا على طول، وهو واحد من آخر الأطباء الذين بقوا في مضايا، لخدمة 40 ألف شخص محاصر في المدينة، من قبل النظام وقوات حزب الله.

علي غصن. تصوير: محمد عبد الوهاب.

ومع وجود الألغام والأسلاك الشائكة المحيطة بالمدينة، لا يمكن إدخال الكثير من المعونات، وبتصريح من النظام فقط. وهكذا فإن الفشل الكلوي هو أحدث آثار الحصار.

ويقول الدكتور درويش “الكلية بحاجة إلى فيتامينات وأملاح وبروتينات لتستمر في عملها، وللأسف هذه المواد غير موجودة، واعتمادنا الآن في الغذاء على الفاصولياء والبرغل والرز والحمص”.

“نحن عاجزون عن تقديم أي شيء له” تقول رولا ذلك، حيث تقف عاجزة وهي تشاهد أخيها، والمعيل الوحيد للعائلة، يموت.

  • الدكتور محمد درويش، طبيب أسنان، وواحد من آخر الأطباء في مضايا.

متى بدأ مرض الفشل الكلوي بالظهور؟ وماهي أسبابه؟

 هذا المرض لم يسبق ظهوره في مضايا منذ شهر تقريباً، حاولنا السيطرة عليه ولكن لم نستطع مما أدى إلى إنتشاره بين 25 مريضا.

وسبب ظهور المرض، انهيار الهرم الغذائي في البلدة، وضعف المناعة، فالكلية بحاجة إلى فيتامينات وأملاح وبروتينات لتستمر في عملها، وللأسف هذه المواد غير موجودة، واعتمادنا الآن في الغذاء على الفاصولياء والبرغل والرز والحمص، وللأسف الفاصولياء هي التي تؤدي إلى هذا المرض.

وسبب ظهور مرض الفشل الكلوي أيضا، هو أن الكلية لا تأخذ تغذيتها الكافية وبالتالي لاتعمل عملها المطلوب، ينعكس هذا الأمر سلباً على الكلية وبالتالي على الجسم بشكل عام.

ماهي أعراض مرض الفشل الكلوي؟

أعراض المرض، عدم قدرة الكلية على طرح البول، والماء الذي تتشربه الكلية لايتم طرحه بالكامل، فيتخزن الماء في الكلية، وسبب هذاالمرض هو عدم أخذ الكلية غذائها المطلوب.

الأشخاص الذين يعانون من المرض حالياً، كانوا يعانون من بعض المشاكل في الكلى مثل: صعوبة التبول، ألم في الخواصر، ووجود بحصة في الكلى أو رمل. نطلب منهم تحاليل ونحاول علاجهم ضمن الإمكانيات المتاحة، ومنهم من يستجيب ومنهم لا يستجيب.

ما الذي تستطيع الهيئة الطبية في مدينة مضايا تقديمه للمرضى في ظل الحصار المفروض على البلدة؟

ما يمكننا تقديمه للمريض، مدرات البول، أو تركيب قسطرة تساعده في التبول إذا كان يعاني من صعوبة التبول، وهي حلول بسيطة وليست حلولا جذرية، ولا تفيد في تخفيف الأعراض، هي عبارة عن حلول لتحسين الحالة النفسية للمريض فقط. 

نحن دورنا فقط أن نشاهد مرضانا وهم يموتون، لأنه لا يوجد بأيدينا حلول بديلة.

هل قامت الهيئة الطبية بمناشدة منظمات دولية إغاثية أو إنسانية لإخراج المرضى من مدينة مضايا؟ وما ردهم على طلبكم؟ وما مصير المرضى إذا لم تكن هناك استجابة؟

نعم، تمت مناشدة العديد من المنظمات الدولية والإغاثية كالصليب الأحمر، الهلال الأحمر، اليونسيف. الرد هو أننا سنبحث في الأمر.

وفي حال عدم الاستجابة لمطالبنا سيكون الوضع مأساويا، لأن هذا المرض يهدد حياة المرضى وستتوقف كلاهم عن العمل مما سيؤدي إلى موتهم.

  • رولا غصن، 31 عاما، من مضايا، شقيقة علي غصن البالغ من العمر 30 عاماً، مصاب بمرض الفشل الكلوي ومن الحالات الخطرة التي تستوجب العلاج عاجل.

وعلي هو المعيل الوحيد لعائلته، المؤلفة من والدته واختيه ، كان قبل مرضه يمتلك محل لبيع الالبسة في مضايا.

متى بدأت معاناة علي مع الفشل الكلوي؟

كانت بداية المرض منذ أربعة أشهر، لكن لم يتسنَ لنا معرفة ذلك إلا من عدة أيام.

كيف تم تشخيص المرض ومن قبل من؟

قمنا بإجراء تحاليل دم وبول وكريتين، في الهيئة الطبية لمدينة مضايا، ثم أرسلنا صورة عن نتائج التحاليل إلى طبيب مختص خارج المنطقة، عبر برنامج الواتس اب.

كيف يتم التعامل مع حالة علي  من قبل الهيئة الطبية؟ وكيف قدم الأطباء المساعدة له؟ وهل يقوم الأطباء بزيارته؟

الأطباء يقومون بزيارته كل يوم صباحأ ومساء، ولا يوجد ما يقدموه غير ذلك، لا يوجد معدات تكشف نسبة الخطر، فقط التحاليل تبين أن الكريتين يزداد وضعه سوءاً، بالإضافة إلى عدم توفر المواد التي تزيد من مناعة الجسم، والضغوط النفسية على الناس وعلى الشباب حصراً، وبسبب عدم إدخال المواد اللّازمة والمعدات الطبية بسبب الوضع الأمني.

ما هو سبب الأزمة الصحية في مضايا؟

الوضع العام، ونوعية الطعام، ونقص المساعدات، بسبب الحصار المفروض.

كيف هو وضع علي اليوم؟

اليوم حالته سيئة جداً، حيث يعاني من استفراغ مستمر، وهو منذ أسبوعين لم يتناول الطعام، ويعتمد في غذائه على السيروم فقط.

نعم، نحن عاجزون عن تقديم أي شيء له، وأصابتنا أزمة نفسية بسبب عجزنا، وأتمنى إخراج علي وجميع الحالات المشابهة لحالته، أو أن يدخلوا عيادات طبية خاصة للعلاج.

إذا لم يتم إخراجه من مضايا أو لم يتم إدخال عيادات طبية كيف سيكون وضعه؟

سيكون أمام فشل كلوي تام، يؤدي إلى خسارة إحدى كليتيه، فالطبيب يقول أن أيامه معدودة، وبحاجة ماسّة إلى التبرع له بكلية.

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال