3 دقائق قراءة

“عبوة ناسفة” تقتل إعلامياً جنوب سورية في ثاني حادثة خلال أسبوع

قتلت “عبوة ناسفة” مزروعة على جانب الطريق صحفياً معارضاً بارزاً […]


22 أغسطس 2017

قتلت “عبوة ناسفة” مزروعة على جانب الطريق صحفياً معارضاً بارزاً يعمل لدى مؤسسة إعلامية في جنوب درعا، الخاضع لسيطرة الثوار، الإثنين، وهي ثاني عبوة تستهدف إعلامياً محلياً خلال أربعة أيام.

وكان مدير مكتب الهيئة السورية للإعلام SMO))، يقود سيارته في ريف درعا الشرقي، الخاضع لسيطرة الثوار، حين انفجرت عبوة ناسفة زرعت على طريقه، وفق ما جاء في بيان للهيئة بعد عدة ساعات من الحادثة.

 وتوفي أسامة الزعبي وأخيه وابن أخيه في ساحة الحدث، ولم تتبن أي جهة مسؤولية الهجوم، حتى وقت إعداد هذا التقرير.

والهيئة السورية للإعلام، هي الواجهة الإعلامية الرسمية للجبهة الجنوبية، وهو تحالف يضم عشرات الفصائل الثورية في محافظة درعا والمناطق المجاورة التي تحكمها المعارضة، وتتلقى الجبهة الجنوبية، وفق ما تتوارد الأنباء، تمويلاً أمريكياً عبر غرفة العمليات العسكرية (موك) ومقرها عمان.

ويحظى “الزعبي” مدير مكتب الهيئة في ريف درعا الشرقي بمكانة خاصة في محافظة درعا، ويعدُّ من أهم الناشطين والصحفيين الذين غطوا أحداث الجنوب السوري، وفق ما ذكر محمد، مراسل لموقع إعلامي معارض من ريف درعا الشرقي، لسوريا على طول.

 وكان محمد، الذي رفض ذكر اسمه الكامل وموقع عمله حرصاً على سلامته، مرافقاً لـ”الزعبي” في كثير من تغطياته الإعلامية.

الأهالي في الشوارع لأداء صلاة الجنازة على أسامة الزعبي، الإثنين. حقوق نشر الصورة لـ محمد نور

وقبل ثلاثة أيام، قتلت عبوة ناسفة على طريق مجاور، على بعد 9 كم من موقع هجوم يوم الإثنين، حيان العماري، مراسل حربي وإعلامي بريف درعا الشرقي.

وشهد ريف درعا الشرقي هدوءاً نسبياً خلال الشهرين الماضيين، حيث شهدت المنطقة انخفاضاً ملحوظاً في الاشتباكات بين النظام والثوار، والغارات الجوية ونيران المدفعية، منذ بدء سريان الهدنة التي توسطتها أمريكا وروسيا والأردن في 9 تموز/ يوليو الماضي.

ولكن المتفجرات المزروعة على طرقات ريف درعا الشرقي لا تزال تقتل مقاتلين ثوريين، وأعضاء المجتمع المدني، والصحفيين، بحسب ما ذكر ناشطان إعلاميان، وعضو في محكمة العدل بدرعا لسوريا على طول، الإثنين، ولا يزال مرتكبو عمليات الاغتيالات مجهولين.

وقال المراسل محمد “شاهدنا عدة عمليات استهداف لقيادات عسكرية، وسيارات عسكرية تُقلّ عناصر من الجيش الحر، لكن استهداف الصحفيين بعبوات ناسفة ظاهرة جديدة بدأت تنتشر”.

وحصلت “سوريا على طول” على تسجيل مصور من تجمع أحرار حوران، موقع إعلامي محلي في درعا، التُقِط مباشرة بعد تفجير العبوة الناسفة في الريف الشرقي، يظهر بقايا العبوة والأسلاك المنصهرة في غلاف بلون الصخر.

وقال عصمت العبسي، رئيس محكمة دار العدل في حوران، لسوريا على طول “اتخذنا قراراً سابقاً يتعلق بالمواطنين والعسكريين وحالات الاستهداف وزرع العبوات على هذه الطرق،  يقضي بوجوب تسيير دوريات، ووضع حواجز، وإجراءات أمنية أكثر”.

أسامة الزعبي. حقوق نشر الصورة لـ أسامة المقداد.

ولكن المشكلة تكمن في أن استجابة الفصائل الثورية في درعا تكون آنية، ويلتزمون بالإجراءات الأمنية المخطط لها بعد حدث معين لعدة أيام، ومن ثم تعود الفصائل لما كانت عليه بعدم ضبط الأمور، بحسب ما قال العبسي.

وأسفرت التفجيرات بعبوات ناسفة في جنوب سوريا عن مقتل خمسة من أعضاء الدفاع المدني في وقت سابق من هذا العام، وفق ما ذكرت سوريا على طول في تقرير سابق.

ومن جهته قال المراسل محمد، الذي رافق الزعبي وتعاون معه لوقت طويل، إن التفجير الذي استهدف مدير الهيئة ليس سوى دليل على المخاطر التي يواجهها الصحفيون الذين ينقلون ما يجري في سوريا.

وأضاف محمد “نحن نعرف أننا معرضون للخطر دائماً، منذ أول يوم امتهنّا فيه الإعلام، فالخطر يلاحقك دائماً من قصف وبراميل واغتيالات وألغام واعتقال”.

يذكر أن سوريا هي رابع أخطر دولة في العالم بالنسبة للصحفيين، وفقاً لتصنيفات نُشرت عام 2017 أعدتها منظمة مراسلون بلا حدود التي تتخذ من فرنسا مقراً لها والتي تدعو لحرية الصحافة.

شارك هذا المقال