3 دقائق قراءة

عشرات المدنيين يتعرضون للقصف أثناء هروبهم من مناطق المعارضة إلى حلب الغربية

استهدفت قذائف الهاون المدنيين في شرقي حلب، الأربعاء، وقتلت العشرات، […]


استهدفت قذائف الهاون المدنيين في شرقي حلب، الأربعاء، وقتلت العشرات، أثناء هروبهم إلى الأحياء الغربية للمدينة، الخاضعة لسيطرة النظام، وفق ما قال مسؤلون محليون في الدفاع المدني، وهو الهجوم الثاني من نوعه  خلال يومين.

ويأتي هجوم الأربعاء، بعد يوم واحد من القصف المدفعي للنظام، وفق ما تواردت الأنباء، والذي أسفر عن قتل عشرات المدنيين، الثلاثاء، وهم يفرون من منازلهم في حي باب النيرب في شرقي حلب.

وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) أن ما يقرب من 20 ألف نسمة من ساكني شرقي حلب تركوا منازلهم منذ يوم الإثنين، حين تمكنت القوات الموالية للنظام، بدعم من القصف المدفعي السوري ومئات الغارات الجوية الروسية من السيطرة على عدة  أحياء رئيسية.

وقالت اللجنة الدولية في تقرير نشرته، يوم الثلاثاء، إن “الهجمات المكثفة” على الأحياء الشمالية في شرق حلب في الأيام الأخيرة “أجبرت 20 ألف شخص على الفرار في اتجاهات مختلفة بحثا عن ملاذ آمن”.

ما خلفته قذائف الهاون، في صباح الأربعاء. حقوق نشر الصورة للدفاع المدني السوري في حلب.

وقال الناشط الإعلامي أبو كرم الحلبي، وهو موجود في الأحياء الشمالية لحلب المحاصرة وكان قريباً من مشهد القصف، لسوريا على طول “في الساعة السادسة من صباح يوم الأربعاء، استهدفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة والصواريخ النازحين الذين فروا من حلب الشمالية الشرقية إلى مكان أكثر أماناً نسبياً في حلب الغربية”.

وأضاف “كانوا في طريق جب القبة، شارع خط مواجهة رئيسي يربط شرق حلب بغربها، متجهين إلى الأحياء الغربية سيراً على الأقدام وأمتعتهم بأيديهم، واستشهد نتيجة القصف أكثر من 45 نازحا ومن بينهم 37 من الأطفال والنساء وأكثر من خمسين جريح وجميعهم من المدنيين.”

ويظهر فيديو نشره الدفاع المدني السوري، على الإنترنت الضحايا الممددين في الطريق بشرقي حلب، وأمتعتهم مبعثرة من حولهم وشظايا واجهات المحلات.

إلى ذلك، قال ابراهيم الحاج، مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني في حلب، لسوريا على طول، “لا يوجد في حلب الآن إلا نقطة طبية واحدة لكل أحياء حلب المحاصرة، لا تستيطع استيعاب أعداد الجرحى الكبيرة، وتوفي عدد من الأطفال اليوم نتيجة عدم قدرة المشافي على تقديم الإسعافات لهم”.

وأشار الحاج إلى أن عشرات الأشخاص ما زالوا محتجرين تحت الأنقاض في شرقي حلب، والدفاع المدني لا يمكن أن يصل إليهم بسبب “التصعيد غير المسبوق” في الغارات الجوية ونقص تجهيزات الإنقاذ الملائمة.

في أعقاب الهجمات، صباح الأربعاء. حقوق نشر الصورة للدفاع المدني السوري في حلب.

وقال الحاج “كان لدينا 4 آليات ثقيلة، الأسبوع الماضي خرجت اثنتان عن الخدمة، ونسعى لصيانة الآليات التي تم استهدافها وتعطلت للاستمرار بالعمل. بعض الآليات لا يمكن صياناتها داخل الأحياء المحاصرة وبحاجة لإخراجها وهو صعب جداً، ولم نعد نستطيع تأمين الوقود للآليات؛ لا سيما الثقيلة منها التي تستهلك الكثير من الوقود”.

“ما يحدث الآن للدفاع المدني في حلب هو الاصعب بالنسبة لنا، لا نستطيع تقديم المساعدة للكل لا وقود لتشغيل سيارات الاسعاف والمعدات الخاصة فينا”.

وفي يوم الإثنين، قال مدير المكتب الإعلامي، “أخرجنا طفلا من تحت الأنقاض بعد عملية إنقاذ استمرت لأكثر من 6 ساعات بأيدينا لعدم وجود معدات، لكن إخوته الثلاثة استشهدوا بسبب تأخرنا في الوصول اليهم”.

أمام خيارين كلاهما مر

وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الأربعاء، إن القوات الروسية أرسلت “مسعفين عسكريين” لحلب وأقامت مستشفى ميدانياً لضمان سلامة “أكثر من 5500 مدني، بينهم 2800 طفل” من الفارين من أحياء شرقي حلب التي ما تزال تحت سيطرة الثوار، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الروسية “تاس”.

بدورها، ذكرت وكالة أنباء سمارت، الموالية للمعارضة، الأربعاء أن الثوار يشكلون لجنة مفاوضات لإخلاء المدنيين وليس الثوار من الأحياء التي ما زالو يسيطرون عليها.

وفي الوقت الذي ما تزال به قوات النظام تبني على انتصاراتها ضد الثوار في المدينة، لم يبق للمدنيين سوى خياران حاسمان.

وقال الناشط الإعلامي أبو كرم “أصبحنا أمام خيارين كلاهما مر، إما الذهاب إلى مناطق سيطرة النظام، اي الذهاب الى المجهول، أو البقاء تحت القصف والجوع والبرد”.

ترجمة: فاطمة عاشور

 

شارك هذا المقال