3 دقائق قراءة

عشرات المرضى يغادرون الغوطة الشرقية المحاصرة ضمن صفقة إجلاء برعاية روسية

غادر عشرات المدنيين الضواحي التي تسيطر عليها المعارضة، شرقي دمشق، […]


غادر عشرات المدنيين الضواحي التي تسيطر عليها المعارضة، شرقي دمشق، يوم الثلاثاء في أول عملية إجلاء طبي من المنطقة المحاصرة منذ أن كثفت قوات النظام وحلفائها هجماتهم في المنطقة، الشهر الماضي.

إلى ذلك، غادر نحو ٥٥ مدنياً، من بينهم ٣٦ مريضاً، ضواحي الغوطة الشرقية إلى مستشفيات العاصمة السورية، صباح يوم الثلاثاء، حسب ما قاله ياسر دلوان، مدير المكتب السياسي لجيش الإسلام والمسؤول عن ملف خروج الحالات المرضية، لسوريا على طول من الغوطة. وجيش الإسلام هو أحد فصيلين معارضين رئيسيين يسيطران على الغوطة الشرقية.

وكان المرضى هم أول من تم إجلاؤهم من الغوطة الشرقية، منذ أن قامت قوات النظام التي تحاصر الغوطة بتصعيد القصف على الضواحي، في منتصف شهر شباط. وقالت منظمة أطباء بلا حدود الأسبوع الماضي، إن الهجوم المستمر على الغوطة خلف أكثر من ألف قتيل وما يقارب ال ٥ آلاف جريح حتى الآن.

وأوضح دلوان إن معظم الذين تم إجلاؤهم، يوم الثلاثاء، والذين غادروا مع عائلاتهم يعانون من أمراض مزمنة مثل السرطان والتهاب الكبد ولم يكونوا “جرحى”. والرعاية الطبية للحالات المزمنة مثل السرطان غير متوفرة إلى حد كبير في الغوطة الشرقية، حيث يواجه نظام الرعاية الصحية المدمر نقصاً حاداً في الإمدادات.

عناصر الهلال الأحمر يساعدون المدنيين الذين يغادرون الغوطة الشرقية، يوم الثلاثاء. تصوير: الهلال الأحمر السوري.

وبحسب دلوان فإن جيش الإسلام وروسيا والهلال الأحمر العربي السوري توصلوا إلى اتفاق بشأن إجلاء الحالات الطبية، يوم الاثنين، على أن تكون الأمم المتحدة الجهة الضامنة للاتفاق. وأعلن جيش الإسلام التوصل إلى الاتفاق في بيان رسمي.

من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الروسية تاس أن مجموعتين من المدنيين- مجموعهم حوالي ١٠٠ شخص – غادروا دوما يوم الثلاثاء، وأن هناك “جرحى” من بين الأشخاص الذين تم إجلاؤهم.

ولم تتمكن سوريا على طول من التحقق بشكل مستقل من العدد الإجمالي للمدنيين الذين غادروا الغوطة الشرقية، يوم الثلاثاء.

وفي سياق متصل، أكدت ليندا توم، المتحدثة باسم المكتب الإقليمي للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ومقره دمشق، لسوريا على طول أنه من المقرر أن تتم عمليات الإجلاء من الغوطة الشرقية يوم الثلاثاء، لكنها لم تقدم مزيدًا من المعلومات.

وقالت الأمم المتحدة، يوم الاثنين، أن أكثر من ألف شخص في الغوطة الشرقية “بحاجة ماسة للإخلاء الطبي”.

ويظهر فيديو نشر على تويتر، من قبل منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، يوم الثلاثاء، مركبات المنظمة عند معبر الوافدين شمال غرب مدينة دوما. وكتبت المنظمة أن أفراد الهلال الأحمر العربي السوري كانوا “يقدمون الخدمات للعائلات التي تخرج من الغوطة الشرقية”.

المدنيون يستعدون لمغادرة مدينة دوما يوم الثلاثاء. تصوير: أسامة العماري.

وأعلنت روسيا أن معبر الوافدين هو “ممر إنساني” للمدنيين الذين غادروا المنطقة المحاصرة في الشهر الماضي، وفق ما أوردته سوريا على طول.

ومع ذلك، غادر عدد قليل نسبيا من المدنيين المنطقة المحاصرة عبر المعبر بعد إنشائه. وتتهم الحكومة السورية وروسيا فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية بقصف المعبر ومنع المدنيين من المغادرة. بدورها، تنفي المعارضة هذه الإدعاءات وتقول إن قصف النظام والخوف من الاعتقال يمنعان السكان من المغادرة.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن وحدات في الجيش السوري “أمنت خروج” عدد من المدنيين من الغوطة الشرقية، يوم الثلاثاء.

وقالت سانا أنّ “عشرات المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن بمن فيهم المرضى”، خرجوا من الغوطة عبر معبر الوافدين. ولم تذكر سانا مشاركة أي أطراف أخرى في عملية الإجلاء.

يذكر أن آخر إجلاء للحالات الطبية من الغوطة الشرقية كان في أواخر العام الماضي، عندما قامت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر بنقل ٢٩ حالة طارئة إلى المستشفيات في دمشق.

 

ترجمة: سما محمد.

 

شارك هذا المقال