4 دقائق قراءة

عضو الائتلاف الوطني السابق: “وفقدت الأمل أن يتحسن شئ!”

تشرين الأول/ أكتوبر 8، 2013 في الوقت الذي يكثف فيه […]


9 أكتوبر 2013

تشرين الأول/ أكتوبر 8، 2013

في الوقت الذي يكثف فيه الرئيس السوري بشار الأسد ظهوره الإعلامي، يسعى الائتلاف الوطني السوري في المنفى لكسب الدعم داخل سوريا والتأييد الدولي لقضية المعارضة.

وليد البنيفي يوم الجمعة 4 تشرين الأول/ أكتوبر، قدم المعارض السوري وليد البني، 47 سنة، إستقالته من منصبه كعضو في الائتلاف الوطني السوري منتقداً فشل الائتلاف في تطبيق قوانين فعالة على الأرض ومنافسة الأسد في المجالس الدولية وكسب الرأي العام. في اليوم التالي، عقد كل من رئيس الائتلاف أحمد الجربا، قائد الأركان الجنرال سليم ادريس، والمجلس العسكري الأعلى إجتماعاً عاجلاً لنفى الإنطباعات السائدة عن ضعف الائتلاف وتفكك المعارضة.

تحدث البني، سفير الائتلاف السابق في هنغاريا والمؤمن بدولة علمانية، مع عبدالرحمن المصري من سوريا على طول عن إستقالته، اجتماع الائتلاف الوطني السوري مع الجيش الحر في نهاية الأسبوع ولماذا يعتقد أن ضعف الائتلاف الوطني السوري زاد من قوة الجماعات الإسلامية المتطرفة في سوريا.

س. أصدر الائتلاف الكثير من البيانات، في الوقت الذي يكثف الأسد فيه ظهوره الإعلامي، ماذا يستطيع الائتلاف أن يفعل اليوم ليستعيد ثقة الناس ؟

ج. إن جولة الأسد الإعلامية هي أحد أسباب فشل الائتلاف. فقد استخدم نظام الأسد أكبر مكاتب العلاقات العامة في العالم من أجل إبراز أن هناك ثورة أصولية ضد نظامه، وبأنه علماني متحضر يدافع عن الأقليات، بالرغم من الكذب الواضح في هذه الفكرة وبالرغم من كل الجرائم التي تجري على الأرض.

لقد فشل الائتلاف بالوقوف في مواجهتها، وبدأنا فعلاً بخسارة الرأي العام الدولي، هذه أحد الأسباب أيضاً التي جعلتني أترك الائتلاف الذي لم يعمل كما يجب على كسب الرأي العام العالمي وفهم معنى ديمقراطية العالم الحر التي تنطلق أصلاً من إرادة الشعوب.

يجب كسب الرأي العام لهذه الشعوب إذا ما أردنا لهذه الحكومات أن تقف فعلاً الى جانب ثورتنا، لا يمكن كسب الشعوب بالطريقة التي عمل عليها الائتلاف، الذي لم يبذل جهداً أصلاً. هذه هي المشكلة، النظام عاد ليكسب الرأي العام الدولي، رغم أنه قاتل ورغم أنه استخدم الكيماوي ونحن أصحاب الحق بدأنا نخسر بسبب قلة الخبرة وعدم بذل الجهد الكافي.

س. ماذا يجب على الائتلاف فعله اليوم لإستعادة ثقة الشعب السوري؟

ج. شخصياً وقد أكون مخطئ، لا أعتقد أن الائتلاف يمكن أن يستعيد ثقة الشعب السوري. كتبت مراراً أننا بالفعل بحاجة إلى مؤتمر وطني سوري تدعى إليه كل فصائل المعارضة حتى الفصائل العسكرية الموجودة في الداخل، نجلس معاً ونخرج بخطة واضحة لإنقاذ سوريا ونقول للعالم هذه خطتنا لإنقاذ وطننا ونرجو أن نتساعد معاً من أجل هذه العملية. لا أن يكون هناك ستين خطة لأربعين رأي بعشرين منطق.

إن ظهور القوي لجبهة النصرة وما يسمى بداعش سببه ضعفنا نحن كمعارضة معتدلة وتخاذل أصدقائنا وأشقائنا في دعم إنشاء مؤسسة فاعلة قادرة على إقناع الشعب السوري. أعتقد أن الأشقاء والأصدقاء والمجتمع الدولي لو أرادوا إنجاح المؤتمر فسينجح في بلورة خطة قادرة على إنقاذ سوريا وإعادتها الى أهداف الثورة الأساسية التي خرجت من أجلها وهي حرية الشعب السوري، والانتقال نحو الديمقراطية، وإنشاء نظام ديمقراطي مستقر يحافظ على مصالح سوريا ومصالح دول الجوار ويكون على تناغم مع مصالح الدول الكبرى والمجتمع الدولي.

س. بالنسبة لإجتماع هيئة الأركان والائتلاف والمجلس العسكري الأعلى، ما هي أهمية هذا الإجتماع برأيك؟

ج. لا أعتقد بأهمية الإجتماع، لأن المطلوب هو إعادة توحيد الجيش الحر بالداخل وليس المنشقين في الخارج، الذين هم بالأصل متوافقين مع الائتلاف. لا أعتقد أنه مهم بالرغم من تأكيد هؤلاء أن الائتلاف قيادة مدنية.

المطلوب الآن هو عودة قيادة الأركان للجيش الحر إلى الساحة لإعادة الألوية التي تركت هيئة الاركان، وانطلقت للتحالف مع النصرة، مع بعض الألوية الإسلامية التي فيها بعض التطرف. يوجد الكثير من الألوية المعتدلة ولكننا نلاحظ أن النصرة جزء من هذا التحالف، والسؤال هو كيف استطاعت النصرة جذب هذه الألوية والفصائل المعتدلة إلى جانبها ولم تستطع هيئة الاركان فرض سيطرتها عليها؟ هذا السؤال يجب الإجابة عنه.

س. لكونك عضو سابق الائتلاف، ماهي سياسة الائتلاف في إدارة المناطق المحررة؟ علماً بأنه لا يوجد مكتب للائتلاف في الرقة حتى اليوم  بالرغم من طلب الأهالي لذلك عدة مرات.

ج. مع كل الأسف، كانت سياسة الائتلاف فاشلة تقوم على شراء ولاءات مؤقتة، لم يكن هناك خطة لإنماء تلك المناطق ولم يكن هناك خطة لمحاولة التقرب إلى الناس وكسبهم. هذا أحد أسباب الفشل لدى الائتلاف، وسبب نجاج داعش وجبهة النصرة.

س. لماذا قمت بالإستقالة من الائتلاف؟

ج. استقلت من الائتلاف الجمعة في 4  تشرين الأول، وكنت قد جمدت عضويتي ضمن الائتلاف منذ ستة أشهر. عملنا على توسعة الائتلاف بهدف إتاحة المجال للقرار السوري، إلا أن التوسعة تمت  بضغوط إقليمية وتجاذبات دولية بحيث جرت على عكس ما أردنا تماماً، منذ ذلك الوقت لم أشارك ضمن أي انتخاب أو ترشيح ولا حتى إجتماع.

لقد تركت الفرصة لزملائي الجدد لإعادة ثقة الناس بالائتلاف، إلا أننا انتقلنا من فشل إلى آخر. لذلك لم أعد أجد نفسي ضمن الائتلاف، وخاصاً في الموقف من جنييف، وعدم حسم المشاركة. تتضارب التصريحات وكأننا لسنا في جسد سياسي واحد قادرعلى إتخاذ قرار. وفقدت الأمل أن يتحسن شئ!  لذلك أفضل البقاء كسياسي مستقل.

س. برأيك هل سيعقد جنييف 2 ؟ وهل سيكون له نتائج إيجابية؟

ج. لا أعتقد أنه سيعقد هذا العام، يشعر بشار الأسد بالنصر بعد ما جرى في الأمم المتحدة، وبعد القرار الهزيل الذي خرج به الإجماع الدولي، يقتل بشار 1600 مواطن سوري بالأسلحة الكيماوية، ويقول أوباما بأنه متأكد بأن النظام فعل ذلك، وأيضاً البريطانيين والفرنسيين وأصدقاء سوريا ، لكن العقوبة هي مصادرة أداة الجريمة وإعطاء مهلة سنة أخرى للمجرم حتى يتم نزع السلاح.

يريد بشار الأسد الآن فرض شروطه على جنييف وهو ليس جاهزاً ليكون هناك، بالمقابل المعارضة مشرذمة، والائتلاف غير قادر على إتخاذ قرار، لذلك لا أعتقد أن الاجتماع سيعقد هذا العام.

تابعونا على صفحة الفيس بوك و التويتر

شارك هذا المقال