2 دقائق قراءة

عقاب يحيى: ثورة لأجل الحرية حتى اللحظة الأخيرة

بتحية لمحافظة درعا، والثناء على صمود أهلها ونضالهم ومطالبتهم بالاستمرار في الثورة ضد نظام "القاتل المدمن" بشار الأسد، تضمنها آخر مقالاته يوم السبت الماضي، ترجل عقاب يحيى، نائب رئيس الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة


6 يوليو 2021

عمّان- بتحية لمحافظة درعا، والثناء على صمود أهلها ونضالهم ومطالبتهم بالاستمرار في الثورة ضد نظام “القاتل المدمن” بشار الأسد، تضمنها آخر مقالاته يوم السبت الماضي، ترجل عقاب يحيى، نائب رئيس الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة، في مدينة أسطنبول التركية، بعد صراع استمر سنوات مع مرض عضال. 

عمر في مناهضة الاستبداد

ولد عقاب يحيى، الأديب والسياسي السوري المعارض، في مدينة السلمية شرق محافظة حماة العام 1946، وقد عرُف هذا الحقوقي في بداية نشأته بانحيازه إلى تيار صلاح جديد في حزب البعث العربي الاشتراكي، ومعارضته لنظام حافظ الأسد منذ وصوله إلى السلطة في انقلاب عسكري العام 1970، حمل مسمى “الحركة التصحيحية”.

بعد ست سنوات من انقلاب الأسد الأب، أنشأ يحيى، العام 1976، تنظيماً سرياً معارضاً عُرف بـ”التجمع الوطني الديمقراطي”، ما دفع نظام الأسد إلى ملاحقته لقرابة خمس سنوات، ودفعه في النهاية للهرب إلى الجزائر، حيث استقر منذ ثمانينات القرن الماضي.

ومن منفاه في الجزائر، استمر يحيى في نشاطه المعارض لنظام الأسد عبر الكتابة الأدبية والسياسية، إذ صدر له العديد من الكتب والدراسات والروايات الأدبية من قبيل: سرحان ومضارب الجذور، وميض أحلام حالمة، ورسائل حكايات متناثرة.

مع اندلاع الثورة السورية في آذار/مارس 2011، كانت أولى مقالاته بعنوان “حلم العودة للوطن لم يعد بعيداً“. وليشارك تالياً في تأسيس المجلس الوطني السوري في آب/أغسطس 2011، ومن ثم الائتلاف السوري المعارض، في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، والذي شغل فيه العديد من المناصب، آخرها نائباً لرئيس الائتلاف منذ حزيران/يونيو 2019 وحتى وفاته.

نقد الذات؟

تميز يحيى، بحسب ما جاء في نعي الائتلاف، بـ”شخصيته الهادئة وحكمته وقدرته على الإنصات ومن ثم جذب انتباه السامعين”. وليكون “نموذجاً ومثالاً جديراً بالتقدير والاحتذاء”.

لكن الراحل عُرف أيضاً بمواقفه الناقدة للائتلاف الوطني وأعضاء المعارضة السياسية، ولأداء مهامهم الوظيفية والترهلات التي تصيب مؤسسات المعارضة. فرغم كونه عضواً في تلك المؤسسات، فقد كان ذلك يدفعه إلى العمل على إصلاح هذه الترهلات والمشاكل، بحسب شهادات أصدقاء له ومقربين منه، وإن لم يوفق في ذلك على ما يبدو.

ففي تسجيل صوتي مسرب من داخل إحدى جلسات الائتلاف غير معروفة التاريخ، قال يحيى: “هل هناك ائتلاف فعلاً؟ هل نحن هيئة تتحمل مسؤولية الكلمات الكبيرة الواردة في ميثاق الائتلاف، في موضوع أننا نمثل الشعب السوري والثورة السورية؟ أنا أشك في ذلك، ويجب أن نكون صريحين جداً”.

وأضاف: “تعبنا جداً ونحن نتحدث عن المأسسة والتفعيل”. متسائلاً: “ما الذي حدث منذ تاريخ [تأسيس] الائتلاف وحتى الآن؟”. وختم حديثه بالقول: “كأننا فقط نأتي للتسلية في الفنادق، نسلم على بعضنا، نتحاور، البعض يشكك ثم يذهب كل منا إلى بيته أو فندقه. أنا عضو في الائتلاف ليس لدي أية مهمة. هذا الائتلاف إن بقى بهذه الترتيبة، فنحن ذاهبون إلى الهاوية، فلا نكذب على بعضنا البعض”.

وفي مقابلة أخرى في تشرين الثاني/نوفمبر 2014، اعتبر يحيى أنّ “من أهم الأخطاء أو الفجوات، ضعف المعارضة البنيوي وتشتتها، واختلاف منظورها وموقفها من النظام والثورة، وفقدان القيادة الموحدة”.

وجاء رحيل عقاب يحيى بعد أشهر من ترجل المعارض ميشيل كيلو، في نيسان/أبريل الماضي، لتفقد الحياة السياسية السورية وثورة الكرامة بذلك اثنين من رموزهما، لكن الأمل أن يظلان حاضرين بإرثهما الوفي للحرية في مواجهة كل استبداد.

شارك هذا المقال