3 دقائق قراءة

على عكس ما تشتهي تركيا: معركة عصية ضد تنظيم الدولة المتحصن في الباب

سيطر الثوار السوريون الذين تدعمهم تركيا على 40% من مدينة […]


16 فبراير 2017

سيطر الثوار السوريون الذين تدعمهم تركيا على 40% من مدينة الباب الشمالية، وحققوا تقدماً بطيئاً خلال الحملة المستمرة على مدى أسبوع  ضد تنظيم الدولة “المتحصن” فيها، وفق ما قال ناطق ثوري لسوريا على طول، الأربعاء.

وشن مقاتلو المعارضة السورية، ويرافقهم الجنود الأتراك، والغارات الجوية والمدفعية هجوماً للسيطرة على الباب منذ أسبوع مضى. وتُعد المدينة الواقعة على بعد 30 كم جنوب الحدود التركية مع سورية، أخر معقل رئيسي لتنظيم الدولة في محافظة حلب.

ولكن تنظيم الدولة لا يستسلم ولا يتخلى عن مواقعه بسهولة. وقواته “مازالت تتحصن داخل الباب”، وفق ما قال هيثم حمو، مدير المكتب الإعلامي للجبهة الشامية في الشمال، إحدى فصائل الجيش السوري الحر التي تحارب على الأرض.

وقال مدير المكتب الإعلامي إن القوات التي تساندها تركيا “تسيطر على 40% من المدينة”، وأن “المعارك خلال الأسبوع الماضي لم تتوقف أبداً”.

ويتناقض وصف حمو للمعارك الطاحنة ضد العدو المتمترس في مواقعه مع تصريحات منفصلة أدلى بها رئيس الوزراء التركي بينالي يلديريم، والرئيس رجب طيب أردوغان في الأسبوع الماضي بأن الباب “تحت السيطرة إلى حد كبير”، وأن مقاتلي تنظيم الدولة كانوا “ماضون في مغادرة الباب كلياً”.

وكانت أنقرة أطلقت معركة درع الفرات منذ قرابة ستة شهور لطرد تنظيم الدولة من المناطق التي تقع إلى جنوبي الحدود التركية مع سوريا. وتهدف المعركة إلى دعم قوات الجيش السوري الحر بالعناصر التركية والغارات الجوية والمدفعية للسيطرة على المنطقة، وإلى وضع حد للمطامع الكردية في التوسع الإقليمي في المنطقة ذاتها.

وركزت عملية درع الفرات في البداية على الأطراف الغربية للمدينة. إلا أنه وبعد اختراق خط دفاع تنظيم الدولة هناك ودخول المدنية للمرة الأولى بعد أسابيع من القتال، حاول الثوار الذين تساندهم تركيا “التقدم إلى مركز المدينة لكن لم يستطيعوا”، وفق ما قال حمو.

ووصف ناشط بالمنطقة نفسها “السير البطيء” لقوات الثوار المدعومين تركياً. إذ أعاقت الخنادق والأنفاق والعبوات الناسفة والقناصة والمفخخات التي يستخدها تنظيم الدولة من التقدم المبدئي وأجبرت مقاتلي درع الفرات على تغيير مسارههم.

إلى ذلك، قال مدير المكتب الإعلامي “نحاول الآن التقدم من المحور الشمالي”، مدعياً أن قوات درع الفرات سيطرت على الدوار الشمالي هناك.

وبشكل منفصل، وإلى جنوب الباب، تسعى قوات النظام لمتابعة حملتها الخاصة المستمرة منذ أسبوع باتجاه المدينة، ولكن يبدو وأن تقدمهم الأولي أيضاً ما لبث أن تباطأ في بلدة تادف، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة وتقع على بعد أقل من ثلاثة كيلومترات جنوب الباب.

تركنا الباب في حالة دمار”

بينما تقاتل قوات درع الفرات لتخترق التحصينات القوية لتنظيم الدولة، ولتسيطر على الـ60% المتبقية من الباب، فإن مئات الغارات الجوية التركية والقذائف تُمطر المدينة، وسط تقارير عن إصابات بين المدنيين.  

وفي يوم الأربعاء، ذكرت وكالة أعماق، التابعة لتنظيم الدولة أن سبعة أشخاص قتلوا إثر الغارات التركية والقصف المدفعي. ونشرت الوكالة فيديوهات وصوراً في الأيام الأخيرة تظهر المباني المهدمة وأشلاء قتلى القصف، وفق ما تزعم.

تصاعد سحاب الدخان في مدينة الباب، الأربعاء. حقوق نشر الصورة لـ وكالة خطوة.

وفي يوم الإثنين، ذكرت  صفحة الباب الحدث، صفحة إخبارية محلية على الفيسبوك، أن الطائرات التركية قصفت منزلاً لعائلة وقتلت 15 شخصا بداخله. ولم يتسن لسوريا على طول التأكد من ذلك.

وكان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذ غارات جوية على الباب خلال الأسابيع الأخيرة. ولكن أخر هجمات ذكرتها التقارير كانت في يوم السبت الماضي. ولم تصدر بعدها تقارير عن ضربات التحالف خلال يومي الثلاثاء والأربعاء.

وقال هيثم حمو مدير المكتب الإعلامي، لسوريا على طول، الأربعاء “لا نستطيع تأكيد أو نفي ما يحصل داخل مناطق التنظيم”، واستأنف “لكن المعلومات التي لدينا بأن الباب شبه خالية من المدنيين بكل من المناطق التي نسيطر عليها ومناطق النظام”.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن نحو 30.000 مدني نزحوا هرباً من القصف منذ كانون الأول 2016. وقال أحد النازحين، لسوريا على طول، في وقت سابق من هذا الشهر “أننا تركنا الباب وهي في حالة دمار واسع”.

وما يزال من غير الواضح كم هو عدد المدنيين الذين ما يزالون داخل المدينة.

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال