3 دقائق قراءة

عوائل المعتقلين تدفع ثمن مكرمة الرئيس بالإفراج عن ذويها

أخلى النظام السوري سبيل 15 معتقلا سياسيا من سجن حماة […]


13 ديسمبر 2015

أخلى النظام السوري سبيل 15 معتقلا سياسيا من سجن حماة المركزي، يوم الأحد، كدفعة أولى من قسم “الإرهاب والشغب”، بتهم تتعلق بالحراك الشعبي مقابل إنهاء استعصائهم في الفترة الأخيرة، وتمت مراسم الإفراج في الأمانة العامة للمحافظة، بحضور غسان خلف محافظ حماة وقائد شرطة المحافظة برتبة لواء.

وجاء قرار الإخلاء، على حد قول المحافظ، بـ”مكرمة” من الرئيس بشار الأسد،  مشيرا إلى أن إخلاء سبيل الموقوفين يأتي بناء على مرسوم أصدره الرئيس يتضمن تشكيل لجنة قضائية لدراسة أوضاع عدد من الموقوفين في سجن حماة المركزي بتهمة الإرهاب.

وهنأ المحافظ المعتقلين المفرج عنهم، داعيا إياهم للعودة إلى حضن الوطن والمشاركة في الدفاع عنه وإقناع أقاربهم ممن غرر بهم بتسوية أوضاعهم. وأكد على أن هذه الخطوة مهمة جدا على طريق المصالحة الوطنية.

إلى ذلك، قال جواد الحموي إعلامي وناشط حقوقي في توثيق أعداد المعتقلين ومتابعة أوضاعهم عن قرب، لألاء نصار، مراسلة في سوريا على طول، إن “أمر الإفراج ليس غريبا، فكل يوم يتم الإفراج عن 2 إلى 6 معتقلين، ولكن الغريب في الأمر أن سلسلة الإفراجات الجديدة لم تأت بمكرمة فغالبية المعتقلين المفرج عنهم قام ذويهم بدفع مبالغ مالية مقابل عملية الإفراج (تبدأ من نص مليون ليرة وتنتهي بـ5 ملايين حسب التهمة الموجهة للمعتقل)”.

هل سبق أن تم الإفراج عن معتقلين سياسيين بمكرمة في وقت سابق؟ وإن تم ذلك هل هناك عدد موثق لمن تم الإفراج عنهم؟ وما التهم الموجهة لهم؟

أمر الإفراج ليس غريبا فكل يوم يتم الإفراج عن 2 إلى 6 معتقلين، موجودين بحسب معتقل سابق في مدرسة مخصصة لهم داخل السجن، بينما يتواجد باقي المحكومين بقضايا الجنح والمجرمون والجنايات وغيرها في السجن المركزي العام، ولكن الغريب في الأمر أن سلسلة الإفراجات الجديدة لم تأت بمكرمة فغالبية المعتقلين المفرج عنهم، قام ذويهم بدفع مبالغ مالية مقابل عملية الإفراج (تبدأ من نص مليون ليرة وتنتهي بـ5 ملايين حسب التهمة الملقاة على المعتقل، وذلك بعد التأكد من عدم صدور أي حكم بحقهم أو جرم حقيقي يدينهم، على الرغم من أن معظم التهم الموجهة لهم كانت ملفقة من قبل النظام، ومن كان هناك جرم حقيقي يدينه يتم تحويله فورا إلى سجون وأفرع أخرى في الشام.

بصراحة من الصعب جدا توثيق أعداد المفرج عنهم بشكل دقيق فكما ذكرت سابقا كل يوم يتم إخراج دفعة جديدة من المعتقلين من السجن، ولكن بحسب العديد من المعتقلين الذين التقيت بهم بعد الإفراج عنهم، قالوا إن المعتقل يبقى حوالي 30-70 يوم في فرع الأمن العسكري على طريق حمص وعند دفع ذوي المعتقل مبالغ مالية يتم تحويل المعتقل إلى السجن المركزي ليقضي به حوالي أسبوع تقريبا، ومن ثم يعرض على القاضي ضمن ملاك السجن ليقوم بإخلاء سبيله وتبرئته من التهم الموجهة إليه.

معظم السياسيين المفرج عنهم ليست هناك تهم حقيقية بحقهم، بل تم تلفيقها من النظام بعد تعذيب المعتقلين وإجبارهم على الاعتراف بها  في فرع الأمن العسكري، لأنه في الفترة الأخيرة قامت قوات النظام بحملة اعتقالات تعسفية وبشكل عشوائي بحق أبناء حماة كنوع من التأديب لهم كما أخبرنا أحد عناصر النظام، وقد جاءت الحملة مباشرة بعد إعلان جيش الفتح بدء عملياته في حماة، وكثرة الإشعاعات عن وجود خلايا ضمن المدينة.

ما غاية النظام من إبرام تسويات كهذه؟ ولماذا في هذا الوقت تحديدا؟

الاستفادة من المبالغ المالية المدفوعة من قبل الأهالي لإخلاء سبيل أبناءهم على سبيل المكرمة، ومن جهة أخرى إقناع المفرج عنهم بالعودة لحضن الوطن وسحبهم للاحتياط فيما بعد، فبحسب متابعتي للعديد ممن أفرج عنهم بعد أسبوع أو أقل من الإفراج عنهم يتم سحبهم إلى خدمة الاحتياط، ويحتفظون بهم في الفرع إلى أن يتم زجهم على جبهات معينة.

أحد رفاقي من المعتقلين المفرج عنهم سابقا، قال لي أنه تم تغيير رئيس فرع الأمن العسكري وبعد استلامه تغير الوضع بالنسبة لما كان عليه في السابق، فقد قام بفتح ملفات المعتقلين ودراسة أوضاعهم، ونقل المعتقلين المرضى وممن يعانون أمراضا مزمنة إلى المشفى، ولكن في الوقت نفسه لم يتوقف التعذيب بالمطلق في الفرع.

ليبين للعالم أنه مازال قادرا على فرض سيطرته وإبرام التسويات كمبادرة حسن نية، وهو جزء من الهدنة الدولية لمؤتمر فيينا.

سياسة النظام مثل الأفعى كل يوم في شكل جديد، كل شخص في النظام يحاول الآن بسط سيطرته على ما تحت يديه، فبالنسبة لفرع أمن العسكري، بينما كان كل فرع له قطاعات مخصصة سابقا فمدير فرع الأمن العسكري الجديد استلم من جديد ملفات مدينة حماة بشكل كامل بعد أن كان لكل فرع قطاعات مخصصة، (كل فرع له مناطق معينة من المدينة)، وفتح ملفات كل المطلوبين وخاصة من اعتقلوا منذ بداية الثورة، ومن يتم الإفراج عنه يعتقلوه مجددا.

ماهي أغلب التهم التي توجه لهؤلاء المعتقلين ليتم وضعهم في مدرسة خاصة بهم ضمن السجن؟

تهم سياسية وإرهابية على حد زعمهم، فمن التهم الموجهة مثلا: الاتصال بجهات خارجية، تشكيل خليه مسلحة، التواجد في كفر نبودة (وهي التهمة الأكثر شيوعا)، طبعا معظمها تهم يتم تلفيقها ضمن فرع الأمن العسكري، لأن المعتقلين اعتقلوا بشكل عشوائي.

شارك هذا المقال