4 دقائق قراءة

فاتورة الاقتتال “الثوري” المرتفعة في حماة: قوات النظام تسترد السيطرة على الأرض

عمان: مسح التقدم البري للقوات السورية الموالية نتائج أسابيع من الانتصارات […]


عمان: مسح التقدم البري للقوات السورية الموالية نتائج أسابيع من الانتصارات التي حققتها المعارضة في ريف حماة الشمالي، وذلك بعد انسحاب فصيلين بارزين من الجبهات المشتعلة مع النظام ليتقاتلا فيما بينهما، وفق ما قال متحدث ثوري، لسوريا على طول.

وكانت فصائل الجيش الحر والفصائل الإسلامية في اشتباكات مع قوات النظام في ريف حماة الشمالي، منذ آب، في معركة أطلقت لتخفيف الضغط عن حلب. وأحرزت الفصائل الثورية، بما فيها جند الأقصى وأحرار الشام، الفصيلان المنخرطان في قلب الاقتتال الأخير، انتصارات فريدة ضد النظام في الأسابيع الأخيرة.

وانتهى تقدم المعارضة، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية، بعد أن انسحب جند الأقصى والأحرار من مواقعهما على خطوط الجبهات مع النظام، ليتفرغا لقتال بعضهما الآخر إثر اتهامات بالخطف والقتل. واستردت القوات الموالية للنظام بيسر وسهولة سيطرتها على خمسة قرى، يوم السبت، و”دون قتال” وفق ما قال قائد ثوري، لسوريا على طول، في ذات اليوم.      

وذكرتوكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا”، أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة تحكم سيطرتها على بضع قرى بريف حماة الشمالي، الأحد، في أول تقدم رئيسي لقوات النظام هناك، منذ أسابيع.

و”استغل النظام الاقتتال بين الطرفين بالضغط على الجبهات والتقدم”، وفق ما قال إياد الحمصي، الناطق العسكري لجيش النصر، من فصائل الجيش الحر التي تقاتل حالياً في حماة، لـ سوريا على طول، يوم الأحد.

وفي السياق، قال الملازم أول محمود المحمود، القيادي والمتحدث العسكري باسم جيش العزة، من الفصائل الثورية الرئيسية في معارك حماة، لـ سوريا على طول أن “الاقتتال تسبب بإفراغ الجبهات والنقاط”.

    مقاتل في الجيش الحر بريف حماة الشمالي، الأحد. حقوق نشر الصورة لـ جيش العزة

وبيّن الحمصي “بذلنا ما بوسعنا لإيقاف تقدم قوات النظام في المناطق المحررة”. واستأنف “لكن قصف قوات النظام الشديد على هذه النقاط والمحاور، أدى لاستعادة عدد من القرى الصغيرة التي تعتبر خطوط دفاعية للمناطق الاستيراتيجة”.

وقال “أصدرنا أوامر بالانسحاب من بعض النقاط للحفاظ على أرواح عناصرنا، استعداداً للهجوم العكسي على قوات النظام لاستعادة تلك النقاط”.

“المضي في اجتثاث الجند”

وبدأت الصراعات الداخلية ما بين الثوار، والقتل والخطف في محافظتي حماة وإدلب في آواخر الأسبوع الماضي، حين اتهمت حركة أحرار الشام لواء جند الأقصى بخطف عدد من مقاتليها. وتفجرت هذه العلاقات المتوترة في يوم الأحد، حين أعدم جند الأقصى، أبو منير الدبوس،  قيادي عسكري بارز في حركة أحرار الشام، في محافظة إدلب.

  وغرد أبو صالح الطحان، قائد عسكري في أحرار الشام، “باستشهاد أبو منير الدبوس يبدأ الفصل الأخير من حقبة هذه العصابة”، في إشارة إلى جند الأقصى.

وفي اليوم ذاته، أصدر 15 قاضيا ثوريا فتوى لـ”ما يستوجب قتالهم”. وجاء في مستند الفتوى اتهامات لجند الأقصى بـ”تنفيذ العمليات الانتحارية وزرع العبوات الناسفة واغتيال القادة المجاهدين”، بالإضافة إلى إيواء عناصر من تنظيم الدولة.

ومنذ ذلك، قامت فصائل ثورية أخرى في محافظتي حماة وإدلب، بما فيها حركة نور الدين الزنكي، فيلق الشام، فاستقم كما أمرت، وغيرها بمساندة حركة أحرار الشام، الفصيل الثوري الأكبر في سوريا، في معركتها ضد جند الأقصى.

يذكر أن المعارك الأخيرة بين جند الأقصى والأحرار هي ليست الأولى بينهما؛ فالصراع يعود تاريخه إلى عام 2015 على الأقل، كما تقاتل الفصيلان فيما بينهما في إدلب تموز وأيلول الماضي، وكان هناك عدة إصابات من الطرفين.

وأسفرت الاشتباكات في الأيام القليلة الماضية، وفق ما تواردت الأنباء، عن عدة إصابات من الطرفين، إلا أن أنه من الصعب التحقق من الرقم الحقيقي للقتلى. واستمر الاقتتال إلى يوم الإثنين، فيما تشير التقارير إلى أن أحرار الشام أقصت لواء جند الأقصى بعيداً عن عدة قرى في محافظة إدلب. واستهدفت سيارة  مفخخة كما تواردات الأنباء أيضاً حاجز تفتيش لأحرار الشام في بلدة سراقب في إدلب، والخاضعة لسيطرة الثوار، في يوم الإثنين، مما أدى إلى مقتل عدد من مقاتلي الحركة.

  وتشير النقاط العديدة التي أريق بها الدم في يوم الإثنين، إلى الفشل الواضح لمساعي جند الأقصى بوضع حد للعنف، من خلال مبايعته لجبهة فتح الشام، النصرة سابقاً. 

وجاء في بيان لجند الأقصى كتب بخط اليد، “تجاوزاً للاقتتال الداخلي الحاصل بيننا وبين أحرار الشام والذي لا يستفيد منه إلا النظام وحلفاؤه، فإننا في جند الأقصى نعلن عن بيعتنا لجبهة فتح الشام”. ووقعت صفحة البيان من قبل أبو دياب السرميني من لواء جند الأقصى وقائد فتح الشام، أبو محمد الجولاني.

ورغم تلك المبايعة، تعهدت أحرار الشام بالاستمرار في قتال جند الأقصى، “لا تزال الفصائل الثورية ماضية في اجتثاث الجند”، وفق ما غرد أحمد قرة علي، المتحدث باسم الأحرار، في يوم الأحد.

ورفضت الفصائل الموالية للأحرار بقاء جند الأقصى “تحت أي مسمى كان” في بيان نشر على الإنترنت، من قبل 13 فصيلا، الأحد. وجاء فيه أيضاً “على أفراده الاختيار بين الاعتزال أو الالتحاق بالجبهات مع فصائل أخرى”.

وبينما يتقاتل الفصيلان مع بعضهما الآخر، ويخسران الأراضي، فإن المدنيين في إدلب وحماة “هم الأكثر تضرراً بالاقتتال الحاصل” وفق ما قال مراسل من ريف حماة لسوريا على طول، وطلب عدم ذكر اسمه، مشيراً إلى أن “معظم العائلات لديها مقاتلين بكلا الفصيلين، وبالتالي أصبح الشرخ كبير ضمن العائلة الواحدة”.

وذكر المراسل أن الحواجز العسكرية والمعارك المستمرة في قرى إدلب وحماة، روعت المدنيين واحتجزتهم في منازلهم.

وقال “المدنيون في حالة سخط وغضب نتيجة الاقتتال بين الفصائل وخصوصاً بعد تقدم قوات النظام بشكل سريع في حماة واسترجاعها معظم النقاط التي خسرتها سابقاً”

وختم “الأهالي في حالة قلق دائم، وتحاول تهدئة الفصائل بشتى الوسائل”.

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال