4 دقائق قراءة

فصيل مبايع لتنظيم الدولة ينتهز انشغال الثوار في مدينة درعا ويباغتهم بهجوم ليلي

شن فصيل مبايع لتنظيم الدولة في جنوب غرب محافظة درعا […]


21 فبراير 2017

شن فصيل مبايع لتنظيم الدولة في جنوب غرب محافظة درعا هجوماً مفاجئاً ضد خصومه، في يوم الإثنين، واستولى على عدة قرى فيما يبدو أنه هجمة انتهازية ضد الثوار المشتتين والمنشغلين بمحاربة النظام في مركز المحافظة.

وشن جيش خالد بن الوليد، فصيل له أيدولوجيا مماثلة لتنظيم الدولة، ويسيطر على أراضٍ في جنوب غرب محافظة درعا، هجوماً مفاجئاً متعدد المحاور، بعد منتصف الليل مباشرة، على مناطق سيطرة الجيش السوري الحر وهيئة تحرير الشام وأحرار الشام.

وبالكاد واجهت القوات المهاجِمة مقاومة، إذ أن غالبية قوات المعارضة في المنطقة كانت قد أعادت انتشارها في مركز المحافظة مؤخراً لتقوية وتعزيز المعركة الثورية ضد النظام السوري هناك.

ومع بزوغ شمس يوم الإثنين، كان جيش خالد بن الوليد سيطر على أراض تبعد نحو 8 كيلومترات شرقاً عن مقره، الواقع ما بين هضاب الجولان التي تحتلها اسرائيل شرقاً والأردن جنوباً.

وزعم جيش خالد بن الوليد في بيان على الانترنت، يوم الإثنين، أنه قتل “20مرتداً”  في منطقة حوض اليرموك جنوب غرب درعا، واستولى على أسلحة وذخائر في ظل “الاشتباكات المستمرة”

وذكرت وكالة أنباء أعماق، التابعة لتنظيم الدولة أن جيش خالد بن الوليد حقق “تقدماً كبيراً”، الإثنين، بعد “انهيار سريع للخطوط الدفاعية” للجبهة الجنوبية وحلفائها.

وكان هجوم جيش خالد بن الوليد خاطفاً وغير متوقع، وفق ما ذكرت مصادر ثورية ومدنية على أرض الميدان، لسوريا على طول، الإثنين. وشن الجيش هجوماً متعدد المحاور، ونشطّ خلايا نائمة في البلدات التي استولى عليها.

وقال صهيب الرحيل، الناطق الإعلامي لألوية الفرقان، إحدى أكبر فصائل الجيش السوري الحر، في الجبهة الجنوبية، لسوريا على طول، إن “الهجمة كانت طعنة من الخلف”.

وقالت مصادر ثورية ومدنية لسوريا على طول، الإثنين، أن الفصائل صمدت قليلاً في قتالها ومن ثم انسحبت من مواقعها في ظل “الفوضى وتشتت القوات”.

إلى ذلك، قال أبو محمد ناشط مدني من ريف درعا الغربي، لسوريا على طول “إن عدم وجود عناصر للجيش الحر بشكل كاف متمركزة في المنطقة بسبب سحب عدد كبير لمعارك درعا كان من الأسباب التي ساعدت على تقدم جيش خالد بن الوليد”.

كما زعم الناشط أن عناصر جيش خالد بن الوليد “استولوا على أجهزة لاسلكي لعناصر الحر وأعطوا أوامر بالانسحاب”.

وأكد صهيب، الناطق الإعلامي باسم ألوية الفرقان انسحاب الثوار، وعزا سبب الخسارة إلى انقسام القوات الثورية مابين حوض اليرموك والمعركة في مدينة درعا.

وتم تداول تقارير غير مؤكدة عبر الإنترنت، الإثنين، عن حملة إعدامات ميدانية من قبل جيش خالد بن الوليد في بلدة تسيل خلال الاشتباكات.

وادعت مصادر معارضة في المنطقة أن مقاتلي جيش خالد بن الوليد اقتحموا الصيدليات ومستودعات الأغذية في خضم الاشتباكات وأرسلوا بالسلع إلى معقلهم في حوض اليرموك المحاصر.

“انقسمت فصائل الثوار لقسمين”

ما يزال القتال البري العنيف مستمراً في حوض اليرموك، حتى وقت إعداد المادة، إذ أن ثوار الجبهة الجنوبية والفصائل الإسلامية الحليفة يقاتلون لصد ودحر تقدم جيش خالد بن الوليد.

وانسحبت بعض القوات الثورية من معاركها الحالية مع النظام في مدينة درعا، الإثنين، للتصدي لهجوم الجيش المبايع لتنظيم الدولة.

مقاتلو جيش خالد بن الوليد في مدينة درعا في الشهور الأخيرة.

“تشتت فصائل الثوار وقسمت ثقلها لقسمين”، وفق ما قال صهيب الرحيل، الناطق الإعلامي لألوية الفرقان، الذي باتت قواته ما بين معركة “الموت ولا المذلة” في مدينة درعا وعلى الجبهات في المعركة الخاطفة مع جيش خالد بن الوليد.

وتركزت معارك الإثنين في ضراواتها في محيط تل الجموع، المطل على بلدة نوى التي تسيطر عليها المعارضة ومعظم قرى جنوب غرب درعا. وقبل الهجوم الأخير لجيش خالد بن الوليد، ليلاً، كانت هيئة تحرير الشام تسيطر على التل.

واستعادت حركة أحرار الشام، وفق ما تواردت الأنباء السيطرة على بلدة حيط، ظهر الإثنين، مما أسفر عن مقتل 10 من مقاتلي جيش خالد بن الوليد، واغتنام دبابة وفق ما قالت الحركة. وقال مقاتلو الجيش السوري الحر أنه تم استعادة مساكن جلين، أيضاً في وقت لاحق.

وبما أنه تم تنفيذ الهجمة الليلية الأخيرة في بلدات مثل تسيل وسحم الجولان، من خلال الخلايا الداخلية النائمة، فإن الاشتباكات استمرت في البلدات في يوم الإثنين، لساعات حتى بعد سيطرة جيش خالد بن الوليد على القرى الريفية المحيطة.

وأحكم جيش خالد بن الوليد سيطرته على سحم الجولان في مساء يوم الإثنين، وفق ما ذكرت مصادر معارضة، بينما ما تزال الاشتباكات مستمرة بالقرب من تسيل.

ومما زاد الطين بِلَة، استهداف طائرات حربية مجهولة للمناطق الخاضعة لسيطرة الثوار بالقرب من الاشتباكات التي تدور رحاها مع جيش خالد بن الوليد، في ريف درعا الغربي، الإثنين، وفق ماذكرت مصادر سورية معارضة. ولم يأت أي من الإعلام الروسي أو السوري على ذكر القصف.

وختم أبو محمد ناشط مدني، من ريف درعا الغربي أن “الاشتباكات سيكون لها تأثير كبير وخاصة على الفصائل التي تشارك في المعركتين وستخفف الضغط على النظام”.

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال