4 دقائق قراءة

في مدينة غطتها الأنقاض: سكان الرقة يعملون على إعادة “الحياة” إلى المواقع التراثية القديمة

بوابة بغداد التي تعود للعصر العباسي في الرقة، تموز. تصوير: […]


بوابة بغداد التي تعود للعصر العباسي في الرقة، تموز. تصوير: شباب أوكسجين.

كان طرد تنظيم الدولة من مدينة الرقة السورية في تشرين الأول الماضي، واحدا من أكثر الأحداث تدميرا في تاريخ المدينة الذي يعود إلى ١٥٠٠ عام.

فقد دمرت غارات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، والتي استهدفت مقاتلي تنظيم الدولة، ما لا يقل عن ١١ ألف مبنى، مما تسبب بتكديس جبال من الركام امتدت عبر الطرقات على طول أميال في المدينة المدمرة.

وفي حين أن غالبية الدمار لحق بالمباني السكنية الحديثة في الرقة، فإن الضرر الذي لحق بالقسم التاريخي القديم من المدينة كان كبيرا أيضا. حيث اقتحمت قوات سوريا الديمقراطية القسم القديم من المدينة في أيلول بعد أن ترك قصف التحالف فتحتين عبر جدار الرافقة، وهو جدار طوله ٢٥٠٠ متر بني أثناء الخلافة العباسية ويطوق الحي التاريخي القديم. كما تسبب القصف اللاحق والاشتباكات بأضرار واسعة النطاق في عدد من المواقع الشهيرة في جميع أنحاء المدينة القديمة.

وبعيدا عن أضرار ساحة المعركة، تسبب تنظيم الدولة بتدمير الآثار ومواقع التراث الرئيسية ونهب متحف الرقة التاريخي. وتم تخريب مواقع أخرى وتحويلها إلى مكبات للنفايات، بما في ذلك بوابة بغداد التي تعود إلى القرن الثامن وقصر البنات أو “قصر السيدات” الذي يعود للعصور الوسطى.

ولكن مع تراجع التنظيم وهزيمته، ظهرت مجموعة من منظمات المجتمع المدني، في الأشهر الأخيرة، تتمثل مهمتها في تجديد وإعادة ترميم المواقع التراثية المتداعية في المدينة.

ومنظمة شباب أوكسجين، التي تدعمها الولايات المتحدة، هي واحدة من عدة مجموعات تشارك في جهود إعادة الإعمار في مدينة الرقة القديمة. وبينما يتركز عملها بشكل أساسي على إعادة الخدمات التعليمية والصحية، تعمل المجموعة أيضا على ترميم جدار الرافقة.

ويتوقع بشار النايف، أحد سكان الرقة، والذي عمل في الأسابيع الأخيرة مع شباب أوكسجين على ترميم الجدار، أن المشروع قد يستمر لمدة شهر واحد. وقال نايف إن الموقع كان على الدوام معلما حيويا للذاكرة ولهوية المدينة.

وقال النايف لسوريا على طول “كان الجدار مكاناً خاصاً ومناسباً للعائلات. وكان بجواره حديقة كبيرة أيضاً”.

وتأسست منظمة رؤية للأعمال الإنسانية بعد شهرين من طرد تنظيم الدولة، وهي منظمة مجتمع مدني تختص بالأعمال الإنسانية الخدمية في حي المدينة التاريخي. وركزت المنظمة المحلية، في أوائل شهر حزيران، على ترميم متحف الرقة في المقام الأول، الذي كان موقعاً لأحد قصور القرون الوسطى. ويقدر المساحون أن نحو 75% من المتحف تضرر منذ اندلاع الحرب في عام 2011، وفقاً لما قاله أحد أعضاء منظمة رؤية لسوريا على طول وطلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية.

وفي الوقت الحاضر، يعمل حوالي 60 شخصاً في الترميم مع منظمة رؤية. ويعد عملهم جزءاً من جهد أكبر تموله الولايات المتحدة “لتحقيق الاستقرار” بعد خروج التنظيم من الرقة وبعد استعادة البنية التحتية الحضرية المتضررة في المدينة.

وقال عضو منظمة رؤية لسوريا على طول أن ” هذه الآثار أكثر من مجرد حجر، هي تاريخ الرقة وبساطة وجمال ماضيها. وخرابها الحالي يشكل تحدياً بالنسبة لنا، وإعادة بنائها هو جزء من اعادة بناء مستقبل جديد”.

وتظهر مجموعة من الصور، حصل عليها مراسل سوريا على طول عمار حمو، مدينة الرقة قبل وبعد جهود

إعادة الإعمار والترميم المستمرة في عدة أماكن من مدينة الرقة القديمة. جميع الصور من شباب أوكسجين.

جدار الرافقة، الذي يحيط بالمدينة القديمة، تعرض لأضرار بالغة خلال المواجهات بين مقاتلي تنظيم الدولة وقوات التحالف الدولي.

 

بوابة بغداد، التي تحولت إلى مكان لإلقاء النفايات خلال سنوات حكم تنظيم الدولة، وتقوم حالياً مجموعات المجتمع المدني المحلية بتجديدها.

“هذه الآثار أكثر من مجرد حجر، هي تاريخ الرقة وبساطة وجمال ماضيها. وخرابها الحالي يشكل تحدياً بالنسبة لنا وإعادة بنائها هو جزء من إعادة بناء مستقبل جديد” وفقاً لما قاله أحد العاملين في المنظمات غيرالحكومية التي تساعد في عملية الترميم.

“أعطى تنظيم الدولة فكرة للعالم أن هذه المدينة هي مدينة الرعب. وفي الواقع مدينة الرقة مثلها مثل جميع مدن العالم، لها حياة وحضارة وتراث”.

 

شارك في اعداد التقرير عبد الله اسماعيل.

هذا التقرير المصور جزء تغطية سوريا على طول الإخبارية، لمدة شهر كامل، للأراضي التي كانت تحت سيطرة التنظيم في سوريا مع مؤسسة كونراد أديناور والمراسلين على الأرض في سوريا. اقرأ تقريرنا التمهيدي هنا.

 

 

شارك هذا المقال