4 دقائق قراءة

قادة معارضة: انسحاب موسكو رسالة سياسية تحمل إنذارا روسيا

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الاثنين، بانسحاب معظم القوات […]


أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الاثنين، بانسحاب معظم القوات الروسية من سوريا, معتبراً أن أهداف موسكو “تم انجازها على نطاق واسع” بعد تدخلها لمدة خمسة أشهر ونصف نيابة عن الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب ما نقلته وكالة تاس الرسمية عن بوتين في اجتماع عقده مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزير الدفاع سيرغي شويغو.

وأضاف بوتين أن “العمل الفعال لجيشنا هيأ الظروف المناسبة لبدء عملية السلام”.

وبدأت الطائرات الروسية بمغادرة سوريا يوم الثلاثاء، في حين ذكر نائب وزير الدفاع الروسي نيكولاي بانكوف أن “القوات المتبقية ستواصل تنفيذ ضرباتها على المنشآت الإرهابية”. ولم يتضح حجم القوات الروسية المتبقية.

وجاء قرار موسكو المفاجئ مع استمرار هدنة “وقف الأعمال العدائية” في سوريا، والتي حققت بعض الهدوء على بعض الجبهات، رغم تقارير عن انتهاكات متكررة من قبل العديد من الأطراف المتحاربة.

ويتزامن الانسحاب مع استئناف محادثات السلام، التي توسطت فيها الأمم المتحدة بين الأطراف المتحاربة في جنيف، في الوقت الذي تدخل فيه الحرب السورية عامها السادس.

وبعد يوم واحد من اعلان روسيا الانسحاب، أجرى مراسلي سوريا على طول عمار حمو ونورا الحوراني وأسامة أبو زيد، عدة مقابلات مع قادة من المعارضة لمعرفة ردود الفعل على الأرض.

 

– حسام أبو سعد، مسؤول سياسي في لواء شهداء الاسلام وعضو القيادة العامة في الجبهة الجنوبية

 ما رأي الثوار (من حولك) بالقرار الروسي؟ وهل يعتبرونه انتصاراً لهم؟ ولماذا؟

جاء قرار روسيا بالانسحاب مفاجئاً بعد أن كان تدخله مفاجئاً أيضاً، وبإمكاننا القول أن انسحابها انتصار يكتنفه الغموض، وعدم الثقة بالتنفيذ الكامل للتصريحات الروسية بسحب القوات.

قد تكون التصريحات لا تتعدى رسالة حمالة أوجه تعيد النظام إلى بيت الطاعة الروسي بعد انفلاته من المسار السياسي الذي فرضته روسيا عليه، إثر تصريحات المعلم الاستفزازية.

وهذا هو الجانب الإيجابي الذي يراه الثوار إجمالاً في هذه الخطوة، والذي سيجعل محادثات جنيف أمر قابل للاستمرار.

ما فائدة الانسحاب الروسي في ظل هدنة تمنع الثوار من إطلاق معارك لاستعادة ما خسروه جراء التدخل الروسي؟

أما عن فوائد هذا الخروج رغم استمرار الهدنة، فهو رسالة سياسية تحمل إشعارا روسيا بنهاية الدعم العسكري، مما سيدفع النظام للالتزام بالمسار السياسي مجبراً. كما أن التصريحات الروسية تظهر عدم التوافق بين النظام السوري والروسي، وهو ما يخفض إمكانية المناورة السياسية الممنوحة للنظام فيما يخص القرار الروسي.

لماذا جاء القرار الروسي المفاجئ بهذا التوقيت ومع اقتراب مؤتمر جنيف 4؟

توقيت الانسحاب الروسي جاء بعد عدة إشارات منها الاتفاق الروسي الأمريكي الذي يدفع نحو الحل السياسي للأزمة السورية، فضلاً عن التوتر الروسي التركي على الحدود الشمالية لسوريا والذي  سوف يدخل الدولتين في حرب كلفتها على روسيا أكبر من كلفة التضحية بالأسد.

وجاء اعلان الانسحاب أيضاً بعد الأعباء الاقتصادية التي تكبدتها روسيا جراء تدهور أسعار النفط، علاوة عن تكاليف الحرب ذاتها، وهذا كله دفع روسيا إلى البحث عن مخرج سياسي يوقف غرقها في الحرب السورية.

 

رستم رستم، المتحدث باسم الفرقة الساحلية الأولى في شمال اللاذقية

 ما رأي الثوار (من حولك) بالقرار الروسي؟ وهل يعتبرونه انتصاراً لهم ولماذا؟

 نعم انتصار كبير للثوار، لأننا استطعنا الصمود لمدة ستة أشهر في وجه أعظم دولة في العالم، تحت القصف الهمجي وبكل أنواع الاسلحة.

 ما فائدة الانسحاب الروسي في ظل هدنة تمنع الثوار من إطلاق معارك لاستعادة ما خسروه جراء التدخل الروسي؟

 بالنسبة للهدنة لم يكن هناك هدنة على جبهة الساحل، فمنذ اليوم الأول تم خرقها من الجو ومن البر، وحاول النظام استغلالها لإحراز تقدم، ولكننا تصدينا له.

ومع الانسحاب الروسي الأمر لن يغير شيئا، إذا ما استمر النظام بحملته البرية وقصف بالبراميل، فمن المؤكد أننا سنقاومه ولن نقف مكتوفي الايدي.

واعتقد أن جبهة الساحل هي من أكثر الجبهات حساسية بالنسبة للنظام والروس، كذلك لتأمين قواعدهم العسكرية الأمر الذي يجعلني ارجح استمرار القصف والعمل العسكري البري.

لماذا جاء القرار الروسي المفاجئ بهذا التوقيت ومع اقتراب مؤتمر جنيف 4؟

اعتقد أن روسيا تحاول ايجاد أرضية مناسبة للضغط من أجل التوصل إلى حل سلمي، لأنها أدركت أن الحل العسكري غير مجد، خصوصاً بعد أن وضعت كل ثقلها العسكري لدعم النظام ولم تحقق شيئا يذكر على الارض.

بالإضافة إلى الانتقادات الواسعة لروسيا بأنها كانت تستهدف المعارضة والجيش الحر ولم تستهدف داعش والنصرة.

 

-عبد الله الشامي، عضو الهيئة السياسية في الغوطة الشرقية

ما رأي الثوار (من حولك) بالقرار الروسي؟ وهل يعتبرونه انتصارا لهم ولماذا؟

لم يعد بمقدور روسيا تحمل أعباء أكثر مما تحملته في الفترة الماضية لتثبيت نظام الأسد، فيبدو أن قرارها بالانسحاب للضغط نحو الحل السياسي، فهذا أقصى ما يمكن أن تفيد به الأسد في الوقت الراهن.

ما فائدة الانسحاب الروسي في ظل هدنة تمنع الثوار من إطلاق معارك لاستعادة ما خسروه جراء التدخل الروسي؟

بالتأكيد سيستفيد الثوار من الانسحاب الروسي، لأن معركتهم مع النظام لم تنتهي، وهي ذات شقين عسكري وسياسي، إضافة إلى البعد الثوري، لذلك انسحاب لصالح الثورة ويضعف جانب النظام، رغم أن علينا التريث لتتوضح خطوات القرار الروسي بشكل أكبر.

لماذا جاء القرار الروسي المفاجئ بهذا التوقيت ومع اقتراب مؤتمر جنيف 4؟

بالنسبة للانسحاب الروسي قد يكون جزء من تفاهم إقليمي قبل مؤتمر جنيف، كما أنه ليس مستبعداً أن يكون قرار روسيا لقاء حصولها على مصلحة أو تحقيقاً لهدف ما متفق عليه.

 

 

ترجمة: بتول حجار

 

شارك هذا المقال