4 دقائق قراءة

قصف بالفوسفور على إدلب وإمكانيات ضعيفة لفرق الدفاع المدني

استهدف النظام في الثامن من الشهر الحالي، مدينة إدلب بأربع […]


14 أغسطس 2016

استهدف النظام في الثامن من الشهر الحالي، مدينة إدلب بأربع غارات بالقنابل الفسفورية المحرمة دوليا، ما تسبب باشتعال حرائق في عدة أبنية سكنية، وسط ضعف امكانات الدفاع المدني الذي “عانى” طويلا قبل أن يتمكن من إخمادها، وفق يحيى عرجة، مدير الدفاع المدني في المدنية.

وما يزيد من خطورة استخدام هذا السلاح، الكثافة السكانية العالية في إدلب، والتي كانت على مدار عام منذ ان سيطرت عليها قوات المعارضة في مارس 2015، ملاذاً آمناً لمئات النازحين من مختلف المدن والبلدات السورية، إلا ان المدينة تتعرض لحملة قصف غير مسبوقة من قبل الطيران الروسي والنظامي، ما تسبب حركة نزوح واسعة بين المدنيين.

وقال عرجة، في  مقابلة معه أجرتها مراسلة سوريا على طول نورا الحوارني، “هذه المرة الاولى التي يتم استهداف المدينة بالفوسفور، وتم استهداف كادرنا بغارة ثانية أثناء محاولة السيطرة على الحرائق الناتجة من الغارة الأولى، لكن الله حمانا”.

وأضاف “نحن لا نملك بدلات حماية من الفوسفور، وقد تصل درجة حرارته إلى 2000 مئوية، تمكنه من تذويب لحم الإنسان”.

حاضنات القنابل الفوسفورية التي تم تنفيذها على مدينة إدلب. حقوق نشر الصورة للدفاع المدني في مدينة إدلب

يذكر أن قوات المعارضة وجهت اتهامات لروسيا باستخدام الفسفور المحرم دولياً، قبل ذلك في ريف حلب الشمالي في 21/6.

ما الأماكن التي تم استهدافها؟ وفي أي وقت بالتحديد؟ وما حجم الاضرار؟

تم استهداف المدينة بأربع غارات  الساعة 11 ليلاً لأول مرة، تركزت على مدرسة وأدت لاحتراق الصفوف والمقاعد بأكملها، كما سقطت على أبنية سكنية وشوارع عملت على إذابة الإسفلت، وأدت الى حرائق كبيرة بالحدائق وإصابات طفيفة لم تستدعي النقل الى المستشفى.

كيف تأكدتم من أن السلاح المستخدم هو الفوسفور؟
إن المواصفات التي يتميز بها الفوسفور واضحة، فالفوسفور لا يسبب إنفجارا ضخما، وإنما يشعل نيران كبيرة متوهجة لا يمكن إخمادها بالماء، وهو ذو حرارة عالية تصل الى 2000 درجة مئوية تصهر حتى الحديد، كما أن الفوسفور يترك حواضنه كمخلفات بعد سقوطه، ونحن قمنا بجمع وتصوير الحواضن (والحاضنة عبارة عن حاملة تحمل قنابل الفوسفور داخلها بعد إن يتم التنفيذ تفتح الحاضنة وتخرج ما بداخلها من قنابل، تنفجر بالهواء وتبقى مشتعلة لعشر دقائق). والفوسفور له رائحة مميزة كريهة وخطيرة على جهاز التنفس تؤدي إلى الإختناق.

كيف تعاملتم مع الضربات حيث ذكرت إنها المرة الأولى؟ وما الصعوبات التي تواجهونها؟

الفوسفور لايمكن التعامل معه بالماء، فكلما تعرض للأكسجين إزداد اشتعالاً. الطريقة الوحيدة هي قطع الاوكسجين عنه، لذلك نقوم باستخدام التراب أو بطانيات مبلولة بالماء، كما أننا نستعمل مادة الفوم.

وهذه ليست المرة الاولى التي نتعامل فيها مع الفوسفور، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها استهداف مدينة إدلب، ونحن كفريق للدفاع المدني، تلقينا تدريبات للتعامل مع القنابل العنقودية والفوسفورية ولدينا خبرة لا بأس بها، وبعد إخماد الحريق قمنا بحفر حفرة ووضعنا المخلفات والحاضنات ثم ردمنا الحفرة ووضعنا إشارة تدل على خطورة العبث بالموقع، ولكن رغم كل التدريبات والعمليات التحضيرية، هناك الكثير من المصاعب التي تواجهنا، أهمها عدم وجود بدلات حماية من الفوسفور، مما يعرض كادرنا للخطر عند الاستهداف مرة أخرى، وهذا ما حدث فعلاً، استهداف كادرنا بغارة ثانية أثناء محاولة السيطرة على الحرائق الناتجة من الغارة الأولى، لكن الله حمانا، فحرارة الفوسفور تصل الى  2000 درجة مئوية، تمكنه من تذويب لحم الإنسان، الأمر الذي دفعنا أن نحتمي بسرعة في أحد الأقبية القريبة حيث كانت القنابل على بعد 100 متر عن كادرنا، ومن الصعوبات التي نواجهها أيضاً، وجود طيران رشاش واستطلاع يقوم باستهداف اي شيء يتحرك لحظة عمليات الإنقاذ مما يشل حركة سياراتنا.

ومن ابرز الصعاب هي ضعف الإمكانيات والمعدات لدينا؛ فالفوسفور اخماده صعب جداً خصوصاً اذا سقط على أماكن تواجد محروقات أو أماكن ازدحام سكاني في أوقات الذروة وبغارات متعددة، عندها قد نفقد السيطرة، حيث لا نملك إلا أقنعة واقية من الغازات وإسطوانات اقتحام للغازات السامة تكفي لنصف ساعة فقط ومادة الفوم.

 للقنابل الفوسفورية التي سقطت على إحدى المدارس في إدلب. حقوق نشر الصورة للدفاع المدني في مدينة إدلب

هل هناك إرشادات قدمت من قبلكم للناس؟

نحن قمنا بوضع إرشادات مسبقة للأهالي، لمعرفة كيفية التعامل مع الفوسفور كوضع قماش مبلل على الفم والأنف، والتزام المنازل الى حين وصول الدفاع المدني، ففي مدينة ادلب يوجد سيارة اسعاف واحدة وعند حصول عدد كبير من الغارات كأربع غارات أو أكثر، لن تستطيع سيارة واحدة القيام بالانقاذ، لذلك علينا انتظار مؤازرات من مركز بلدة سرمين والدفاع المدني في بنش، لهذا قمنا بتدريب بعض الشباب في كل حارة للقيام بمساعدة الناس لحين وصول كوادرنا.

مما تتخوفون في حال الاستهداف مرة اخرى؟

أكثر ما يخيفنا ان يتم الاستهداف نهاراً، عندها سيكون الوضع كارثي فعلاُ، لأنه سيؤدي الى إصابات كبيرة بالمدنيين الذين لا نستطيع منعهم من الخروج للأسواق والأعمال المختلفة والحصول على قوت يومهم.

شارك هذا المقال