3 دقائق قراءة

قصف ممنهج يشلّ عمل المنشآت الطبية في إدلب

تسببت الغارات الجوية السورية والروسية المكثفة على محافظة إدلب، هذا […]


تسببت الغارات الجوية السورية والروسية المكثفة على محافظة إدلب، هذا الأسبوع، بشلل في عمل القطاع الطبي في المنطقة، حيث أغلقت أكثر من ١٢ مستشفى وعيادة أبوابها بعد أن تعرضت لأضرار، يوم الخميس، جراء ما وصفته السلطات المحلية بهجمات “ممنهجة”.

وقال منذر خليل، مدير صحة إدلب، لسوريا على طول أن المرافق الطبية في ١٣ بلدة في ريف إدلب تعرضت إما لأضرار جسيمة أو خرجت عن الخدمة، يوم الخميس، حيث أمطرت الطائرات الحربية السورية والروسية الريف الشرقي والجنوبي لإدلب بالضربات الجوية والقصف المدفعي.

وأوضح خليل أن “معظم المنشآت الطبية” في المنطقة الشرقية من محافظة إدلب، حيث كان القصف مكثفا، لا تزال “خارج الخدمة”.

واشتد القصف بعد أن أسقطت المعارضة طائرة حربية روسية فوق ريف إدلب يوم السبت، وذكرت وكالة الأنباء الروسية تاس أن الطيار الذي سقط بالقرب من قرية بجوار سراقب، قتل لاحقاً في مواجهات مع المعارضة.

ونقلت تاس بياناً صادراً عن وزارة الدفاع الروسية يفيد بأن الطيار “فجر نفسه بقنبلة يدوية بعد إصابته بجروح بالغة ومحاصرته من قبل الإرهابيين” على حدّ وصفها.

آثار غارة جوية على سراقب. تصوير: مركز إدلب الإعلامي.

وفى وقت لاحق من يوم السبت، استهدفت الطائرات الحربية الروسية مواقع المعارضة في شرق إدلب بالقرب من موقع الطائرة التي تم إسقاطها، بحسب ما ذكرته تاس في اليوم ذاته.

ولم تورد وكالة الأنباء السورية “سانا” أنباءً عن القصف المكثف الأخير، الذي استمر طوال يوم الخميس على إدلب.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم المكتب الإقليمي للشؤون الإنسانية، ليندا تومي، لسوريا على طول، أن المسؤولين في الأمم المتحدة أعربوا عن “قلقهم” بشأن السكان في إدلب بسبب القصف المستمر الذي تسبب  “بدمار البنية التحتية” بما في ذلك المنشآت الطبية والمدارس.

ومن بين المنشآت التي دمرت هذا الأسبوع، مشفى كفرنبل الجراحي، ويقع في بلدة تبعد ٣٤ كم جنوب إدلب، وتقدم خدمات علاجية لما يقارب ١٥٠ ألف نسمة، بحسب ما قاله الدكتور زاهد حناك، طبيب جراحة المسالك البولية وعضو مجلس إدارة مشفى كفرنبل الجراحي.

وقال حناك لسوريا على طول أن المشفى الآن “خارج الخدمة” بعد تعرضه “لدمار كبير وشامل” نتيجة للضربات الجوية في الأيام الأخيرة.

وأضاف الطبيب “أنه يعتبر من أهم المشافي” في المنطقة.

وفي معرة النعمان، على بعد ٩ كيلومترات شرقاً، بقيت معظم ” المراكز الطبية” مغلقة وسط قصف يوم الخميس وفقاً للدكتور عبد الرزاق البيوش، طبيب مقيم اختصاص أطفال، في مشفى المعرة المركزي.

عناصر الدفاع المدني يبحثون عن الناجين في مدينة إدلب، ٦ شباط. تصوير: الدفاع المدني السوري في إدلب.

وقال أحمد الشيخو، مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني بمحافظة إدلب، لسوريا على طول أن القصف يوم الخميس أسفر عن مقتل خمسة مدنيين على الأقل، وإصابة ١٩ آخرين “كحصيلة أولية” في بلدة مشمشان في ريف إدلب.

وأضاف شيخو أن ١٢ شخصاً على الأقل قتلوا في الليلة الماضية، في معرة النعمان، وكان هناك جثث “متفحمة” بسبب الغارات الجوية، وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على الانترنت، عناصر الدفاع المدني يحاولون إخماد الحرائق في المباني التي تعرضت للقصف داخل البلدة.

وقال خليل “نتيجة لكل ما حدث ازداد الضغط بشكل كبير على المنشآت الطبية “، وأضاف نضطر “لتخفيض مستوى العمل في معظم تلك المشافي إلى الحد الأدنى وهو الحد الإسعافي”.

وقال البيوش لسوريا على طول إن المصابين الذين يحتاجون للعناية المركزة يسعون للوصول إلى المستشفيات في شمال إدلب بالقرب من الحدود التركية، حيث قيل إن القصف أقل كثافة.

وتابع البيوش “لوحظ ارتباك كبير بين فرق الدفاع المدني وطواقم الإسعاف، التي لم تجد أي مركز قريب قادر على استقبال المصابين”، إذ أنّ نقل الضحايا إلى المرافق الطبية شمالاً “يتطلب وقتاً طويلاً مما يهدد حياة المريض”.

وقال خليل وحناك لسوريا على طول إن الهجوم على العيادات والمستشفيات هو هجوم “ممنهج” على القطاع الطبي غير المجهز في إدلب.

 

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال