3 دقائق قراءة

قصف وانتقام في بلدات تربطها هدنة “هشة” يتخوف الأهالي من انهيارها

القصف العنيف للنظام والثوار قتل وأصاب عشرات الأشخاص في أربع […]


12 مايو 2016

القصف العنيف للنظام والثوار قتل وأصاب عشرات الأشخاص في أربع بلدات سورية، يجمعها ببعضها منذ أيلول الماضي قدر هدنة “هشة جداً”، ما ترك الأهالي في “خوف من انهيارها”.

ودخلت الزبداني التي يحكمها الثوار والبلدات المجاورة في ريف دمشق في هدنة متبادلة مع النظام وحلفائه في أيلول عام 2015. ونصت اتفاقية الهدنة، والتي توستطها الأمم المتحدة، على إدخال المساعدات وإخلاء االجرحى والمرضى، وذلك مقابل الأمر نفسه في بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب والخاضعتين لسيطرة النظام.

غارة جوية على بنش الخاضعة لسيطرة الثوار. حقوق نشر الصورة لـ تنسيقية مدينة بنش.

وكان أحد بنود الإتفاقية أيضاً، وفق ما تواردت الأنباء، تطبيق الهدنة في البلدات المجاورة في كل من إدلب وبلدات في ريف دمشق، بما فيها بنش التي يسيطر عليها الثوار، والتي تقع إلى جنوب الفوعة وكفريا مباشرة. ويتواجد ثوار جيش الفتح بما فيهم أحرار الشام وجبهة النصرة في بنش، والتي تأوي حالياً ألاف المهجرين السوريين.

وقصفت طائرات حربية تابعة لنظام الأسد بنش ثلاثة مرات خلال الأسبوع الماضي، وفق ما ذكر محمود علي، مراسل مركز أمية برس، في ريف إدلب، لسوريا على طول، الأربعاء. وأضاف علي “ويوم (الثلاثاء) قصفت الطائرات سوق المدينة، وجامع الشيخ شعيب بغارتين جويتين، وتسببت باستشهاد ما يقارب 19 شهيدا”. ولم يتسن لسوريا على طول، التأكد من مصدر القصف في بنش، والذي لم يأت إعلام الحكومة على ذكره.

وأكد المراسل أن “طائرات النظام انتهكت اتفاقية الهدنة أكثر من مرة، لكن لم يكن ذلك بذات الوتيرة”، مشيراً إلى أن الاتفاقية “هشة جداً، وهناك تخوف لدى الأهالي من إيقاف الهدنة”.

وفي يوم الثلاثاء، قصف ثوار جيش الفتح، بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يحكمهما النظام وتقعان إلى شمال بنش تماماً بـ”150 قذيفة مدفعية وهاون”، ما أسفر عن “17 إصابة،  وصفت معظمها بالخطيرة، وكانت معظم الإصابات بين النساء والأطفال”، وفق ما ذكرت  صفحة شبكة أخبار الفوعة وكفريا المحاصرتين، في اليوم ذاته.

ويوم الاثنين الماضي، قتلت امرأة وأصيبت طفلة جراء استهداف قناصي النظام “المجموعات الإرهابية”، وفق ما ذكرت وكالة أنباء سانا التابعة للحكومة السورية.

مشهد من الدمار الذي سببه قصف جيش الفتح لبلدتي ريف إدلب الخاضعة لسيطرة النظام. حقوق نشر الصورة لشبكة أخبار الفوعة وكفريا المحاصرتين  

وبلدتي الفوعا وكفريا، حيث تقطن غالبية شيعية، موالية للحكومة، حوصروا في بلداتهم مع تقدم خطوط الثوار في آذار الماضي، حين سيطر جيش الفتح، بقيادة أحرار الشام وجبهة النصرة على محافظة إدلب من النظام السوري.   

وأكد الكثير من الناشطون الموالون لجيش الفتح، بالإضافة إلى مصدر من حركة أحرار الشام، لسوريا على طول، الأربعاء أن قصف الثلاثاء للبلدتين المحاصرتين كان رداً على الغارات على بنش.  

وكانت البلدات الثلاثة في حالة من الهدوء، الأربعاء، وذكر مصدر من أحرار الشام لسوريا على طول، أنه تم الإتفاق على هدنة، مساء الثلاثاء، بين جيش الفتح و”إيران”. ولم يتسن لسوريا على طول التأكد من صحة هذا الادعاء.

وفي اليوم ذاته الذي قصفت فيه بنش وكفريا والفوعة، وعلى بعد مئات الكيلومترات إلى الجنوب، سقطت “أكثر من 100 قذيفة وصاروخ في أقل من نصف ساعة (على الزبداني) من قبل حواجز قوات النظام الأربعة المحاصرة للمدينة”، وفق ما قال ناشط إعلامي من داخل المدينة رفض الكشف عن اسمه، لسوريا على طول. ومعظم الموجودين في الزبداني من المقاتلين الثوار، بالإضافة إلى عدد قليل من المدنيين.

وقال طبيب من مضايا المجاورة، الأربعاء، وطلب عدم ذكر اسمه، لسوريا على طول “كان هناك إصابتين يوم أمس (الثلاثاء) في الزبداني، إحداها خفيفة وإصابة متوسطة”.

وأضاف “بالرغم من أنه لم تحدث يوم أمس (الثلاثاء) أي عملية قصف على مدينة مضايا المحاصرة، لكن هناك تخوف كبير لدى الأهالي الذين يترقبون عن كثب ما يجري من انتهاكات للهدنة المتبادلة من قيام قوات النظام وحزب الله بقصف المدينة”.

 

ترجمة : فاطمة عاشور 

شارك هذا المقال