3 دقائق قراءة

قنابل النظام تطال ساحة البزة الأثرية في حلب والأهالي غير قادرين على إعادة ترميمها

“حلب هي عين الشام، وقلعتها بؤبؤها”، بعد حملة دامت ثماني […]


7 أغسطس 2016

“حلب هي عين الشام، وقلعتها بؤبؤها”، بعد حملة دامت ثماني سنوات، وقف صلاح الدين، مؤسس الدولة الأيوبية، على قمة قلعة حلب عام 1182، ليقول هذه الكلمات.

وعلى مدار ما يقارب ثلاثة آلاف عام، تركت إمبراطوريات عديدة من الإغريق والرومان والأمويين، إلى المماليك والعثمانيين آثارا لا تمحى في حلب، التي كانت تشكل مفترق طرق تجارية مهمة في الشرق الأوسط، مع وجود القلعة في المدينة القديمة، مطلة على المساجد والأسواق والحمامات.

ومع مرور الوقت، كان للغزاة والزلازل التي وقعت أثرا على ملامح البلدة القديمة المعمّرة، والتي تعد اليوم من ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو.

ومنذ عام 2011، ألحقت القذائف الصاروخية الضرر بالجامع الكبير في حلب، بينما أكل اللهب سوق المدينة القديم، وخط الرصاص والشظايا مسارات له في جدران القلعة.

وقالت مصادر على الأرض، لسوريا على طول، أن طائرة حربية روسية أطلقت صاروخا على حي باب المقام التاريخي، في المدينة القديمة، في الحادي عشر من تموز.

مسجد باب المقام قبل تفجير 11 تموز. تصوير: ماهر الأقرع.

وسقط الصاروخ على ساحة البزة المركزية، مما خلف دمارا في السوق والمسجد والحمام الشعبي، والتي تعود جميعها إلى القرن الثالث عشر، في عهد العزيز محمد بن غازي، الأمير الأيوبي السابق لحلب.

وفي أعقاب الهجوم، وصل الدفاع المدني الى مكان الحادث، بينما استمرت القنابل بالسقوط، كما أطلقت قوات النظام صواريخ “الفيل” وقذائف الهاون على الساحة، مما أسفر عن مقتل عشرة  مدنيين على الأقل، وفقا لما ذكرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الشهر الماضي.

وقال يحيى الرجو، مواطن صحفي، كان متواجدا عند وقوع الهجمة، لمراسلي سوريا على طول، آلاء نصار وعبد الهادي خليل، “الدمار في الساحة يقدر بـ80%، وجُلّ البضائع الموجودة فيها تحمل شيئاً من التراث القديم، بالإضافة إلى كونها مكاناً لتجمع سكان الحي في كافة المناسبات، لذلك هي تعني الكثير والكثير لنا”.

 

ساحة البزة في حلب بعد تفجير تموز. تصوير: يحيى الرجو.

وبقي حطام واحدة من أهم المواقع التاريخية في سوريا، دون أن يمسه أحد لأكثر من ثلاثة أسابيع، حيث منعت المعارك الدائرة بين الثوار وقوات النظام الجهود التي تهدف إلى ترميمها.

ورغم “تمكن الأهالي من إزالة بعض الأنقاض والحطام من موقع التفجير، إلا أن الضرر كبير جدا كما أن استعادة العظمة السابقة للساحة تتطلب دعما مؤسساتيا على نطاق واسع، وهو أمر غير موجود حاليا”.

ما هو حجم الدمار في الساحة؟

الدمار في الساحة يقدر بحوالي 80% حيث تدمرت جميع المحال التجارية والمباني المتواجدة فيها، وهناك جامع وحمام في الساحة تدمرا تدميراً جزئياً وهناك قسطل (نبع ماء) وهو معلم أثري وقديم جداً، تعرض للحريق بسبب وجود مخبز بجانبه يحوي كميات من المازوت.

ما هي القيمة المعنوية والمادية لساحة البزة بالنسبة للأهالي؟

تعد الساحة مصدراً أساسياً لشراء الحاجيات من قِبل سكان حي باب المقام بالكامل، حيث تحوي أغذية ومطابخ ومحال لبيع الحلويات ودكاناً لبيع الصابون الحلبي الشهير وصيدلية وخضار وأواني خزفية، وهي أحد أهم المواقع الأثرية في حلب القديمة، كونَ جُلّ البضائع موجودة فيها وتحمل شيئاً من التراث القديم، بالإضافة إلى كونها مكاناً لتجمع سكان الحي في كافة المناسبات؛ لذلك هي تعني الكثير والكثير لنا.

هل كانت هناك محاولات من الأهالي لتنظيف الساحة وإنقاذ ما تبقى منها بعد القصف الذي تعرضت له؟

في البداية تركز عمل الأهالي وفرق الدفاع المدني على انتشال جثث القتلى من تحت الأنقاض، لم يكن هناك أية جهة أو منظمة تعمل على إنقاذ ما تبقى من الساحة، كل هذه المنظمات التي كانت تعنى بالأمور الأثرية أصبح وجودها نادر في حلب القديمة0

كيف حاول سكان البلدة القديمة مواصلة نشاطاتهم بعد تفجير ساحة البزة ؟

في البداية كانت هناك جهود من أجل تنظيف الساحة، واعتقد البعض أنه يمكن إعادة بنائها من جديد، وتمكن الأهالي من إزالة بعض الأنقاض والحطام من موقع التفجير، إلا أن الضرر كبير جدا كما أن استعادة العظمة السابقة للساحة يتطلب دعما مؤسساتيا على نطاق واسع، وهو أمر غير موجود حاليا.

اليوم، بعض أصحاب المتاجر فتحوا أكشاك تجارية صغيرة فى المنطقة، ولكن، بسبب الحصار، فإن الطعام غير متوفر في المدينة. فقدان الساحة يعني الكثير بالنسبة لنا، ليس فقط بسبب الأسواق ولكن لأنها كانت مكان يجمعنا معنا.

 

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال