4 دقائق قراءة

قنابل مضادة التحصينات تنفجر داخل “مستشفى المغارة” في ريف شمال حماة على عمق 15مترا

استهدفت موجتان من الغارات الجوية، الأحد، “مستشفى المغارة”، في شمال […]


4 أكتوبر 2016

استهدفت موجتان من الغارات الجوية، الأحد، “مستشفى المغارة”، في شمال حماة وهو مركز طبي أنشئ في مغارة تحت الأرض بعمق يزيد قليلا عن 15 مترا، مما أدى إلى تضرره بشدة، وفق ما قال شهود عيان لسوريا على طول.

وجاء الهجوم الأول، وهو غارة جوية من الطيران الروسي كما تواردت الأنباء، في الساعة الثالثة ظهراً من يوم الأحد، وفق ماقال أحمد الطلفاح، إعلامي الدفاع المدني لقطاع ريف حماة الشمالي، لسوريا على طول.

وأضاف الطلفاح “شهدت العديد من استهدافات المستشفى، ولكن هذا الاستهداف كان الأعنف والأكثر مباشرة في الاستهداف”، موضحا أن النظام “استخدم صواريخ مضادة للتحصينات، تقوم بثقب الصخر ومن ثم تنفجر داخله”.

ورغم أنه لم يتسن لسوريا على طول، التحقق من نوع الصواريخ المستخدم تحديداً، إلا أن الوصف يشبه إلى درجة كبيرة الشهادات التي ذكرت عن القنابل “مخترقة التحصينات” التي تم استخدامها في مدينة حلب، في الأيام الأخيرة.

إنشاء مستشفى المغارة في كفر زيتا في عام 2014. حقوق نشر الصورة لـUOSSM

وبعد ذلك، بفترة قصيرة، ومع أول الغروب، حومت الطائرات الحربية لتنفذ الغارة  الثانية، بعد أن أخلت فرق الدفاع المدني 35 مريضاً وعناصر من الكادر الطبي من تحت أنقاض الهجوم الأول.

وقال الدكتور عبدالله الدرويش مدير صحة حماة، لسوريا على طول، الإثنين، “شنت مقاتلات حربية أخرى ستة غارات جوية متتالية بالقنابل العنقودية والفراغية. أدت إلى أضرار مادية كبيرة بالمعدات والمولدات إضافة إلى تصدعات في الصخر وجدران المستشفى”.

ولم يعلق الإعلام الحكومي الرسمي سواء السوري أو الروسي على الهجوم

ولم يكن هناك ضحايا، سوى بعض الإصابات الطفيفة، إلا أن الغارات خلفت “أضراراً جسيمة في المستشفى أدت إلى تدمير قسم الإسعاف المقام في واجهة الجبل والأجهزة الطبية الحساسة رغم تحصيننا لواجهة الجبل”، وفق ما قال درويش. وأعلنت إدارة المستشفى إغلاق المنشأة، ليلة الأحد، حتى إشعار آخر.

وكان مستشفى الدكتور حسن الأعرج والذي يعرف بين الأهالي في كفر زيتا  بـ”مستشفى الغارة”، افتتح في  تشرين الأول في عام 2015، في الأيام الأولى للتدخل الروسي في الحرب. وجاء افتتاح المستشفى بدعم من اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية (UOSSM) وهو اتحاد من المنظمات الإنسانية والطبية غير الحكومية ومقره فرنسا.

وكفر زيتا هي ساحة معارك، تتوسط الجبهات والتي تفصل ما بين محافظة إدلب التي يسيطر عليها الثوار وأراضي قلب حماة الخاضعة لسيطرة النظام.

ومنذ عام 2012، ألقى طيران النظام، وفق ما تواردت الأنباء، أكثر من 1800 برميل متفجر، وشن 600 غارة جوية على كفر زيتا وحدها، مستهدفاُ “منشآت حيوية كالمدارس والمستشفيات والمخابز”، وفق ما ذكر الصوت السوري، الموقع الشريك لسوريا على طول، في آب الماضي.

وفي المقابل، اتجه بعض الأهالي بالإضافة إلى بعض المنشآت العامة إلى جوف الأرض، واتخذوها سكناً وملجأ بعيداً عن القصف الذي لا يكاد يهدأ فوق رؤوسهم، وفق ما ذكرت سوريا على طول آنذاك.

وحتى في أوج المعارك، كان مستشفى المغارة في شمال حماة يعتبر من أكثر المنشآت في سوريا أماناً.

من الأضرار التي أحدثتها الغارة الجوية في يوم الأحد، على مستشفى الغارة في كفر زيتا. حقوق نشر الصورة لـUOSSM

إلى ذلك، قال الدكتور عبدالله درويش، مدير صحة حماة، لسوريا على طول، “قبل الأحد، كنا نشعر بأمان كبير في العمل، كنا نقوم بإجراء العمليات الجراحية، ومهما قصفت المنطقة لا نشعر بأي خوف”.

وذكر الصوت السوري، أنه وبعد الاستهداف المتعمد على مدى أكثر من عام للبنية الطبية في شمال حماة، والذي دمر معظم المنشآت الطبية في المحافظة، فإن مستشفى المغارة في شمال حماة كان المركز الطبي الوحيد المتبقي في المنطقة، وفق ما ذكر الصوت السوري.

وقبل الهجوم، كان المستشفى يخدم أكثر من 200 ألف نسمة من أبناء ريف حماة الشمالي، ويجري أكثر من 160 عملا جراحيا، ويستفيد من خدماته الطبية شهرياً 3000 مدني من المنطقة، وفق ما ذكر الدكتور عبدالله درويش.

واليوم، يضطر المرضى أو المصابون من أهالي ريف حماة  الشمالي إلى السفر لمسافات طويلة، إما إلى محافظة إدلب أو الأرياف الحموية الأخرى لطلب العلاج الطبي.

وحتى إعادة ترميم المستشفى فإن “الاعتماد الكلي في الوقت الحالي على  نقطة طبية مصغرة تتبع للمستشفى موجودة في مدينة كفر زيتا مختصة بأمور الإسعافات الأولية والعمليات السريعة”، وفق ما قال أحمد الطلفاح، إعلامي الدفاع المدني، لسوريا على طول.

و”تخنق هذه الحملات الشرسة والوحشية حياة المدنيين بكل ما تعنيه الكلمة” بحسب ما جاء في بيان  مكتوب لاتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية، في يوم الأحد، واصفاً إياها بـ “المؤسفة وغير المقبولة (…) وجريمة حرب”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف المستشفى، ففي 13نيسان، ضربت غارة جوية المنشآة وقتلت الدكتور حسن الأعرج، مدير صحة حماة الحرة ومستشفى كفر زيتا السابق والذي سمي المستشفى باسمه وفاءً له.

ورغم أن المستشفى مغلق حالياً حتى إشعار آخر، إلا أن أعضاء المستشفى يقولون إنهم يعتزمون إعادة بنائه.

واختتم درويش “لو أن تلك الضربة قد تلقاها مستشفى آخر فوق الأرض لكان المستشفى طار نهائياً، لكن الحمد لله رغم القصف ليس هناك أي أضرار بشرية وهذه أكبر نعمة من الله. ونحن نحاول ترميم وتحصين الواجهة الأمامية لأن العمل تحت الأرض في هذه الأيام أكثر أمانا في سوريا”.

 

ترجمة: فاطمة عاشور

 

شارك هذا المقال