3 دقائق قراءة

قناصة النظام تقتل الجراح الوحيد في الزبداني

  أوقفت الهدنة القتال الدائر في الزبداني، المدينة التي تشكل […]


4 أبريل 2016

 

أوقفت الهدنة القتال الدائر في الزبداني، المدينة التي تشكل بوابة إلى جبال القلمون شمال دمشق، في أيلول الماضي. وكانت المدينة مقرا للثوار، حيث دارت فيها معارك عنيفة. قضت على معظم أجزاء المدينة.

واليوم تشكل قوات النظام وحزب الله طوقا من القناصة حول المدينة، مع وجود ما يقارب 500 مقاتل من مقاتلي المعارضة محاصرين في الداخل. في حين تم نقل النساء والأطفال من الزبداني إلى مدينة مضايا المجاورة كجزء من اتفاقية وقف إطلاق النار.

وتستهدف قناصة النظام الثوار داخل المدينة بشكل متكرر. وفي الآونة الأخيرة، قتل قناص آخر جراح في المدينة، محمد الخوص، والبالغ من العمر 71 عاما، بينما كان يغادر عمله في المستشفى، حسب ما قاله ابن خاله، لمراسلة سوريا على طول، بهيرة الزرير.

ودرس محمد الخوص الطب في ألمانيا، و”لم يكن أكثر الأطباء شهرة فحسب، إنما كان الطبيب الوحيد في المدينة”، وفقا لما قاله عامر برهان، ابن خال الخوص، ومدير المنظمة الطبية التابعة للمعارضة في الزبداني.

وأضاف الخوص “هناك صيدلي واحد متبق، حيث كان يساعد الطبيب أثناء عمليات الجراحة. الآن هو البديل الوحيد للطبيب الخوص، لكن ليس بإمكانه إلا تقديم الإسعافات الأولية الأساسية فقط “.

هل الطبيب محمد الخوص الجراح الوحيد في المدينة؟

محمد الخوص خريج ألمانيا إختصاص جراحة، وأشهر طبيب في مدينة الزبداني وآخرهم.

انضم للهيئة الطبية في عام  2013، ورغم الأوضاع السيئة في المدينة إلا أنه لم يترك المدينة، رغم تواجد معظم أفراد عائلته خارج البلدة، حيث قام بعمل 150 عملية جراحية غير الحالات الإسعافية.

وهو من الأطباء الخلوقين، ولا يحب الظهور للإعلام يحب العمل دائما في الظل، رغم أنه في المقدمة بعمله الطبي، واستشهد عن عمر 71 عاماً وفقدانه كارثة بالنسبة لنا.

 

صورة نشرها عامر برهان، للطبيب الخوص قبل أيام قليلة من استهدافه

الأن في مدينة الزبداني ألايوجد أطباء؟ وماهو الوضع الطبي بعد مقتل الطبيب محمد الخوص؟

قبل استشهاده بيوم كان يوجد إصابات في المستشفى، وهو كان قائما على معالجة الحالات المتواجدة في المستشفى، ويوم استشهاده كان هناك استنفار على الحواجز، وعند خروجه تم إستهدافه ونعتبرها عملية إغتيال لأنهم يعرفون بأن استهدافه سوف يضعف الوضع الطبي في المنطقة، كونه الطبيب الوحيد، وبعد استشهاده للأسف لم يبقى سوى صيدلي كان يقوم بمساعدته في العمليات لجراحية، وهو الآن البديل ولكنه لايستطيع إلا القيام بالعمليات الإسعافية كونه ليس طبيبا جراحا.

وسيكون الوضع كارثي عند وجود حالات مستعصية مثل عمل جراحي في البطن أو إصابة بالفخذ وماشابه. ممكن أن يموت المريض، ولانستطيع تقديم المساعدة له للأسف.

والطبيب ترك فراغا طبيا ونفسيا أيضاً، حيث المقاتلون أصبحوا يخافون من أي إصابة لأنها سوف تكون قاتلة بسبب عدم وجود المعالج.

ماهو حال الهدنة المبرمة في الزبداني؟ وكيف هو الوضع الإنساني في البلدة؟

نحن محاصرين بمركز المدينة لا نستطيع الخروج، كما لا يستطيع أحد الدخول  إلينا، والهدنة تمت مع أحرار الشام لمدة سته أشهر أنتهت المدة، ولكنهم مددوها مجدداً، وهي هشة رغم وقف إطلاق النار والقصف على البلدة إلا أن حالات القنص لم تتوقف، ونحن حالياً بوضع لانستطيع الرد على أي خرق للهدنة للأسف، ووصلنا لمرحلة الجوع بسبب الحصار، وأيضاً لايوجد في البلدة أي نوع من الحيوانات نستطيع الاستفادة منها.

الوضع الإنساني سيء جداً ومعدومة لدينا كل مقومات الحياة، والأراضي الزراعية التي كنا نعتمد عليها يسيطر عليها النظام، وحالياً نقوم بزراعة جزء من الحدائق التي أمام منازلنا للأستفادة منها.

ترجمة: سما محمد

شارك هذا المقال