5 دقائق قراءة

قوات الحكومة السورية تقسم ريف درعا الشرقي إلى قسمين في معركتها للسيطرة على الجنوب

حققت القوات التابعة للحكومة التي تستعد لاستعادة جنوب غرب سوريا […]


27 يونيو 2018

حققت القوات التابعة للحكومة التي تستعد لاستعادة جنوب غرب سوريا من مقاتلي المعارضة أول تقدم كبير لها هناك صباح يوم الثلاثاء، حيث استولت على بلدة رئيسية من المعارضة وقسمت ريف درعا الشرقي إلى قسمين، وفقاً لما ذكرته مصادر محلية.

واستولت قوات الجيش العربي السوري (SAA) والمليشيات المتحالفة معها ومقاتلون مدعومون من إيران على بلدات بصر الحرير ومليحة العطش شمال شرق درعا، فجر يوم الثلاثاء، حسب ما قاله قائد معارض لسوريا على طول.

وأدى التقدم الحكومي إلى محاصرة مقاتلي المعارضة في منطقة اللجاة، ذات الكثافة السكانية المنخفضة الواقعة على بعد 40 كيلومتراً شمال شرق محافظة درعا، كما دفع حلفائهم إلى التراجع باتجاه الأراضي الواقعة تحت سيطرة المعارضة في جنوب درعا.

وقال القائد المعارض، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مصرح له بالتحدث إلى الصحافة، أن “قوات المعارضة انسحبوا من بصر الحرير ومليحة العطش بسبب تعرضهم للقصف الجوي”.

وأدت سيطرة القوات الحكومية على مدينة بصر الحرير يوم الثلاثاء، وهي بلدة كبيرة تقع على طول الطريق السريع بين الشرق والغرب، إلى قسم ريف درعا الشرقي إلى قسمين كما ربطت القوات التي تقودها دمشق في وسط درعا مع حلفائها في محافظة السويداء المجاورة الواقعة تحت سيطرة الحكومة.

وذكرت وكالة الأنباء السورية عن استعادة الحكومة السورية سيطرتها على بصر الحرير والعديد من البلدات والقرى المحيطة بقوات المعارضة يوم الثلاثاء.

وتعمل قوات المعارضة في شرق درعا الآن على إعادة تنظيم صفوفها بعد خسارتها الكبرى والأولى على الأرض منذ بدء الحملة الجوية والبرية التي تقودها سوريا وروسيا من أجل استعادة جنوب غرب سوريا في وقت سابق من هذا الشهر.

وقامت فصائل المعارضة في محافظتي درعا والقنيطرة بتشكيل غرفة عمليات مشتركة، يوم الخميس الماضي، للتصدي للهجوم الذي تقوده الحكومة ضد مواقعهم، وفقاً لما ذكرته سوريا على طول في ذلك الوقت.

ولم تستجب غرفة عمليات المعارضة على طلب التعليق حول الموضوع يوم الثلاثاء، وذكرت العمليات المركزية في الجنوب عن وقوع اشتباكات “عنيفة” بين قوات المعارضة والمقاتلين الموالين للحكومة بالقرب من بصر الحرير ليلة الإثنين عبر صفحتها على تويتر، لكنها لم تؤكد بعد بشكل رسمي حجم الخسائر الفعلية على الأرض في شرق محافظة درعا.

وأظهرت الصور والفيديوهات التي انتشرت على الإنترنت من قبل وسائل الإعلام التابعة للحكومة، يوم الإثنين، جنود الجيش العربي السوري وهم يلتقطون الصور ويتجولون بحرية حول بصر الحرير صباح يوم الثلاثاء.

فيما انسحبت قوات المعارضة التي لم تتم محاصرتها في منطقة اللجاة إلى بلدة الناحتة جنوب بصرى الحرير في وقت مبكر من صباح الثلاثاء. وهناك واصل مقاتلوا المعارضة المنسحبين تبادل إطلاق النار وملاحقة القوات الموالية للحكومة حتى ساعات الظهيرة، حسبما قال قائد المعارضة لسوريا على طول.

ومنذ أن بدأت الحملة التي قادتها دمشق في 15 حزيران، استهدفت الطائرات الحربية السورية والروسية البلدات والقرى الواقعة تحت سيطرة المعارضة في محافظة درعا بأكثر من 350 غارة جوية، وفقاً لما أكده عامر أبازيد، المتحدث باسم الدفاع المدني في درعا، لسوريا على طول عبر واتساب يوم الثلاثاء.

وأضاف أبازيد أن هجوم الحكومة، والذي تضمن أكثر من 200 برميل متفجر أطلقتها طائرات الهليكوبتر، أسفر عن مقتل 44 مدنيا على الأقل وثلاثة من عناصر الدفاع المدني خلال الأسبوعين الماضيين.

ضربات جوية على أحياء خاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة درعا، يوم الاثنين. تصوير: نبأ.

وبينما تركز معظم القصف الذي تشنه الحكومة حتى الآن على ريف درعا الشرقي، استهدفت الغارات الجوية والقصف المدفعي المنطقة الغربية التي تسيطر عليها المعارضة. وألقت طائرات حربية حكومية منشورات تحث المدنيين في غرب درعا على طرد مقاتلي المعارضة من مدنهم وقراهم، حسب ما ذكره ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال ناشطون في المعارضة أن الغارات الجوية الروسية التي استهدفت مدينة نوى في غرب درعا أسفرت عن مقتل ستة مدنيين وجرح عشرة آخرين، بعد ظهر يوم الثلاثاء.

ووفقا لما قاله الدفاع المدني ومسؤولون في المعارضة لسوريا على طول، يوم الأحد، فإن حوالي 60،000 مدني من أهالي درعا فروا من ديارهم، في الأسابيع الأخيرة، هربًا من المواجهات البرية والقصف.

ولجأ النازحون إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، حيث تجمع الآلاف منهم بالقرب من الحدود السورية-الأردنية ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وقال مسؤولون في الحكومة الأردنية، التي تتشارك شريطاً حدوديًا بطول 375 كم مع الجنوب السوري ويعيش فيها ما يقدر بنحو 1.3 مليون لاجئ سوري، لصحيفة جوردان تايمز، يوم الأحد، إن البلاد لن تسمح لأي سوري يفر من القتال في جنوب غرب سوريا باللجوء إلى الأراضي الاردنية.

وقال مسؤول في الحكومة الأردنية “لدينا فعليا عدد كبير من اللاجئين ولا نستطيع استقبال المزيد”.

ضربات جوية على مدينة نوى بريف درعا الغربي، يوم الثلاثاء. تصوير: المكتب الإعلامي الموحد في ​​مدينة نوى.

وأثارت التصريحات الأردنية انتقادات من عدة منظمات إغاثية دولية، هذا الأسبوع.

وقالت منظمة العفو الدولية في بيان أصدرته، يوم الثلاثاء “إن الفارين من الحرب في سوريا يعيشون حالة حياة أو موت ووضعهم مأساوي، ولا يمكن للحكومة الأردنية التخلي عنهم ببساطة”.

وجاء في البيان “إن إغلاق الحدود أمام من هم بحاجة للحماية ينتهك التزامات الأردن أمام المجتمع الدولي”.

وتعد محافظة درعا، وهي موطن لما يقدر بنحو ٧٥٠ ألف مدني، واحدة من معاقل المعارضة الأخيرة المتبقية في سوريا بعد أن سيطرت الحكومة، ضمن حملة شنتها هذا العام، على الغوطة الشرقية وجنوب دمشق وشمال حمص والقلمون الشرقي وهجرت مقاتلي المعارضة إلى المناطق الشمالية الغربية في البلاد.

وتشكل حملة الحكومة السورية الحالية لاستعادة السيطرة على جنوب غرب سوريا أكبر هجوم على الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة هناك منذ دخول اتفاقية خفض التصعيد، التي تمت بوساطة الولايات المتحدة وروسيا والأردن، حيز التنفيذ في تموز 2017.

وأعلنت قاعدة حميميم الجوية الروسية في اللاذقية الخاضعة لسيطرة الحكومة، نهاية اتفاق خفض التصعيد في جنوب غرب سوريا، خلال منشور عبر صفحتها على الفيسبوك، صباح الثلاثاء.

وانتهت اتفاقية خفض التصعيد بعد “أن انتهك المتطرفون والجماعات المسلحة التي تعمل ضد القوات الحكومية السورية” شروطها، حسبما جاء في بيان القاعدة الروسية.

 

شارك هذا المقال