4 دقائق قراءة

قوات النظام تتقدم في مناطق المعارضة بمساندة الضربات الروسية لحسم معركة حماة

قالت مصادر عسكرية ثورية على الأرض، لسوريا على طول، أن […]


قالت مصادر عسكرية ثورية على الأرض، لسوريا على طول، أن قوات النظام شنت هجوما في شمال غرب سوريا، يوم الاثنين، في محاولة للاستفادة من انهيار تحصينات المعارضة، وسط حملة جوية مدعومة من قبل روسيا “لم تترك بشرا أو حجرا”.

إلى ذلك، سيطرت قوات الجيش السوري والميليشيات الحليفة له، يوم الأحد، على بلدة حلفايا، في ريف حماة الشمالي، والتي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة منذ آب 2016.

وانسحبت قوات المعارضة من البلدة وسط “سياسة الأرض المحروقة من قبل الطيران الروسي التي لم تترك فيها بشرا أو حجرا”، وفقا لما قاله قيادي عسكري في جيش النصر التابع للجيش السوري الحر، والذي طلب عدم الكشف عن هويته، لسوريا على طول، يوم الاثنين.

عناصر الجيش السوري والدفاع الوطني يدخلون حلفايا يوم الأحد. تصوير: هاشتاق قاوم.

من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) تقدم قوات النظام في حلفايا، يوم الأحد، مشيرة إلى أن الجيش السوري سيطر على البلدة بعد “تدمير آخر تجمعات إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المنضوية تحت زعامته فيها”، بحسب ما ذكرت.

وحاولت قوات النظام، الاثنين، مهاجمة ما تبقى للمعارضة، شمال محافظة حماة، وهي جيب من الأراضي الواقعة جنوب محافظة إدلب شمال غرب سوريا، فى محاولة لهزيمة الثوار على جبهتين مختلفتين.

“حسم المعركة”

رافق الهجوم البري للنظام، في ريف حماة الشمالي، حملة جوية مدعومة من قبل روسيا، استهدفت البلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة في المنطقة، بعشرات الغارات الجوية.

وقال محمد رشيد، الناطق باسم جيش النصر التابع للجيش السوري الحر، لسوريا على طول، يوم الاثنين، “نحن الآن نحارب روسيا وهي دولة عظمى تضع كل ثقلها العسكري وشتى الأسلحة في قتالنا بمعركة ريف حماة الشمالي لحسم المعركة”.

وأضاف رشيد إن الطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام تستهدف المعدات العسكرية للثوار، معيقة بذلك قدرة المعارضة في السيطرة على مواقعها.

ووفقا للتقديرات الأولية لمرصد Airwars، وهي مجموعة رصد مقرها لندن تعمل على تتبع الغارات الجوية الدولية في سوريا والعراق، فإن الطائرات الروسية شاركت في 31 “حادثة” مزعومة، شمال حماة، منذ 21 آذار. وتعمل مجموعة الرصد على التحقق من المعلومات الأولية المتعلقة بالضربات الجوية الروسية، في شهر نيسان، والتي قدمتها لسوريا على طول.

وتجاوز التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي شن ضربات جوية ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق، روسيا في معظم الحوادث، خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وقال كريس وودز مدير مرصد Airwars لسوريا على طول، الاثنين أن “تتبعنا للضربات الجوية الدولية خلال شهر نيسان، يشير بقوة إلى أن روسيا ستحتفظ مرة أخرى بالمرتبة العليا في معظم الحوادث الدامية التي تخلف إصابات في صفوف المدنيين”.

بحسب تقديرات جواد الحموي، وهو صحفي وناشط حقوقي، في ريف حماة الشمالي، فإن عشرات الغارات الجوية تضرب بلدات المعارضة، شمال حماة بشكل يومي.

اللطامنة، بعد سقوط قنبلتين مظليتيين على البلدة، شمال حماة، يوم الاثنين. تصوير: روبرت نوفوفسكي.

“معارك كر وفر”

جاء الهجوم البري الأخير الذي شنه نظام الأسد، بعد أسبوع من انسحاب القوات الموالية للنظام من جميع الأراضي التي سيطر عليها الثوار، الشهر الماضي، في ريف حماة الشمالي.

وكانت فصائل المعارضة في هيئة تحرير الشام وجيش العزة أطلقت هجوما عسكريا منسقا، في ريف حماة الشمالي في 21 آذار، بهدف السيطرة على المدينة والمطار العسكري المجاور لها.

وعلى الرغم من أن قوات المعارضة في حماة شنت ثلاث هجمات مماثلة وغير ناجحة خلال السنوات الأربع الماضية، قال قادة في المعارضة لسوريا على طول، عند بدء الحملة، الشهر الماضي، أن الجهد الحالي سيكون أكثر تنسيقا وتنظيما من المرات السابقة.

وقال إياد الحمصي، الناطق العسكري باسم جيش النصر، المشارك في المعركة، لسوريا على طول، بعد يوم من بدء الحملة، أن هذه المعركة “لا تعتمد هذه المرة على الكر والفر وإنما هي معركة فتح وتحرير”.

لكن بعد أكثر من شهر على بدء المعركة، قالت مصادر في المعارضة على الأرض، لسوريا على طول، أن معركة مطولة وضربات جوية تشنها طائرات النظام وروسيا، تمزق حصون المعارضة.

وأصدر جيش إدلب الحر، وهو فصيل تابع للجيش السوري الحر، شارك في معركة حماة، بيانا عبر الإنترنت، طالب فيه جميع الفصائل في المنطقة بدعم قوات المعارضة، في شمال حماة.

وجاء في البيان “نظرا للظروف الراهنة التي تمر بها ثورتنا المباركة من خطر يهدد الأراضي المحررة، نعلن نحن بجيش إدلب الحر، النفير العام (…) وندعو جميع أخوتنا في الفصائل الأخرى إلى رفع جاهزيتها، وتوحيد الجهود والتنسيق معا لدحر وصد جميع القوى الغاشمة”.

وبالرغم من ذلك، ومنذ إصدار البيان، تقدمت قوات النظام أكثر شمالا في مناطق سيطرة المعارضة التي تبدو غير قادرة في الحفاظ على الدفاع المنظم.

وقال رشيد، لسوريا على طول “لا يوجد أي مؤازرات من جبهات ثانية لتخفيف الضغط”.

وختم قائلا “المعارك الحالية ليست معارك عادية، هي معارك كر وفر، ولا يوجد تثبيت للنقاط لأي طرف في المنطقة”.

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال