3 دقائق قراءة

قوات النظام تتقدم نحو مدينة الطبقة عبر الصحراء

تقدم الجيش السوري وحلفاؤه، عبر الصحراء الشرقية، نحو مدينة الطبقة، […]


7 يونيو 2016

تقدم الجيش السوري وحلفاؤه، عبر الصحراء الشرقية، نحو مدينة الطبقة، الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، على بعد 40 كم من عاصمته الفعلية في الرقة،  والمجاورة لقاعدة جوية عسكرية مهمة.

وتمثل السيطرة على الطبقة وقاعدتها الجوية، انتصارا رمزيا للنظام، بعد سنتين من قيام تنظيم الدولة بذبح مئات من جنوده، في المدينة.

وبدأت قوات النظام، بما فيها وحدات الكوماندوز (صقور الصحراء، نسور الزوبعة، فوج مغاوير البحر) حملة للسيطرة على مدينة الرقة، في الأسبوع الماضي، حيث شكلت مدينة الطبقة محطة الوقوف الرئيسية الأولى، والتي يعد مطارها “أهم هدف قبل أن ينتقل النظام إلى مدينة الرقة”، حسب ماقاله جميل عطا الله، صحفي في صحيفة البعث اليومية، الموالية للنظام، لسوريا على طول، يوم الاثنين، من مدينة حماة، حيث يتواصل مع مصادر عسكرية.

وتقع ميدنة الطبقة على مفترق طرق استراتيجي، يربط بين أربع محافظات، كطريق سلمية- الرقة وطريق حلب- دير الزور اللذان يمران عبر المدينة. كما أنها مجاورة للمطار العسكري، وسد الثورة، الذي يسيطر عليه تنظيم الدولة، والذي يعد أكبر مزود للكهرباء، في سوريا، للجزء الشرقي من البلاد.

إلى ذلك، سيطرت قوات النظام، منذ بداية حملتها في الثاني من حزيران، على عشرات الكيلومترات من الصحراء، خلال  تحركها شمال شرق على طول طريق الطبقة- أثريا، مسيطرة على سلسلة من القرى والتلال، والتقاطعات الاستراتيجية. وتقع أثريا على بعد 100 كم شمال شرق مدينة حماة، وتعد قاعدة للنظام، وتشكل طريق الإمداد الرئيسي الأخير له إلى حلب.

ودخل جيش النظام الحدود الإدارية، لمحافظة الرقة، للمرة الأولى، منذ عام 2014، وفقا لما أوردته قناة الميادين اللبنانية، الموالية للنظام، يوم الاثنين.

وقال عطا الله، في ضوء التقدم العسكري السريع للنظام، فإن “السيطرة على المطار هي مسألة وقت فقط”.

مقاتلو تنظيم الدولة، بعد الاستيلاء على مطار الطبقة، في آب 2014. تصوير: السوسنة.

ووجهت الطائرات الحربية السورية والروسية، ضربات لأهداف تنظيم الدولة، غرب وجنوب مدينة الطبقة، يوم الاثنين، بينما واصل الجيش “تقدمه في ريف الرقة الغربي”، حسب ما ذكرته صحيفة الوطن، الموالية للنظام.

وساعد التوقيت والجغرافيا النظام، في إحراز التقدم في الآونة الأخيرة، حيث تتزامن الحملة مع هجوم قوات سوريا الديمقراطية، والتي تتكون أساسا من وحدات الحماية الكردية (YPG)، ضد تنظيم الدولة، في شمال الرقة وشمال شرق ريف حلب.

وشنت قوات سوريا الديمقراطية هجوما باتجاه مدينة الرقة، من تل أبيض، في أواخر أيار، ولكن منذ ذلك الحين، تحول تحركها غربا، نحو مدينة منبج، الخاضعة لسيطرة التنظيم في حلب.

في السياق، أحرزت قوات سوريا الديمقراطية تقدما بسيطا، بمقدار 5 كم، في منبج، حسب ما ذكرته صحيفة الحياة العربية، يوم الاثنين. وتعد منبج واحدة من أكبر معاقل تنظيم الدولة، في محافظة حلب، كما تشكل نقطة مهمة، على طريق إمدادات تنظيم الدولة، المتجهة إلى الجنوب من تركيا، نحو مناطق سيطرته في شمال وشرق سوريا.

من جهة أخرى، قال وليد السمرة، قائد في لواء السلطان مراد، في ريف حلب الشمالي، الذي يقاتل تنظيم الدولة هناك، لسوريا على طول، يوم الاثنين، “يركز تنظيم الدولة على وقف اعتداء القوات الكردية على منبج، وهكذا استغل النظام قواته المنتشرة، لشن هجوم على الطبقة”.

وبصرف النظر عن حملة قوات سوريا الديمقراطية، فإن عدم وجود حواجز طبيعية أو من صنع الإنسان، في الصحراء السورية، يسهل مهمة الطائرات الحربية الروسية، ودورها الفعال في دعم تقدم جيش النظام هناك، وفقا لما قاله صحفي معارض، يعمل خارج تل أبيض، على طول الحدود التركية.

وقال أحمد الرقاوي، من أبناء مدينة الرقة “لن يستفيد تنظيم الدولة من الطبيعة الصحراوية للمنطقة، كما فعل في تدمر، لأن الأرض مسطحة وليست جبلية مثل المنطقة المحيطة بتدمر”.

وأضاف “وهذا يجعل من الصعب للغاية، بالنسبة لتنظيم الدولة، إرسال سيارات مفخخة، باتجاه قوات النظام، بينما يسهل استهداف الطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر الروسية، لتنظيم الدولة”.

ويعكس انتصار قوات النظام، في قاعدة الطبقة الجوية، تحولا لصالحه، في محافظة الرقة، منذ عام 2014، كما يوجه ضربة لصورة تنظيم الدولة الذي لا يقهر، وفقا لما روجت له مجموعة  من الشبكات الإعلامية التابعة له.

وفي آب 2014، بعد أشهر من سيطرتها على مدينة الرقة، سيطرت قوات تنظيم الدولة على المطار، وقامت بتجريد 160 جنديا للنظام، وطافت بهم في الصحراء، قبل إعدامهم، في فيديو، لغرض الدعاية الإعلامية الواسعة، وفقا لتقرير استقصائي، أجرته سوريا على طول، في كانون الأول 2014.

وعلق تنظيم الدولة عددا من رؤوس الجنود المقطوعة حول مدينة الرقة، وبث على نطاق واسع، صور الأجهزة والطائرات العسكرية، التي استولى عليها في الهجوم على القاعدة الجوية في الطبقة.

 

ترجمة: سما محمد

 

شارك هذا المقال